وعد بلفور على مواقع التواصل: لِتعتذر بريطانيا

وعد بلفور على مواقع التواصل: لِتعتذر بريطانيا

02 نوفمبر 2017
مئة عام على الوعد الجريمة (Getty)
+ الخط -
اليوم تحل المئوية الأولى لوعد بلفور، وبعدما عبّرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن فخر بلادها بهذا الوعد، بدأ الفلسطينيون بالتدوين عن الذكرى التي أسست لنكبتهم واحتلال فلسطين.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل الناشطون عبر "فيسبوك" و"تويتر"، بمنشورات وتغريدات طالبوا فيها بريطانيا بالاعتذار من الشعب الفلسطيني.

ذكّر الناشط أنس زكي، عبر صفحته على "فيسبوك" بماهية وعد بلفور، وكتب: "هو الاسم الشائع الذي يطلق على الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور في 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد اليهودي ليونيل وولتر دي روتشيلد يؤكد فيها أن الحكومة البريطانية ستبذل كل جهدها لإنشاء وطن لليهود في فلسطين".
وعلى وسم "#بلفور100" كتب الناشط الشبابي على فيسبوك، أبو عدنان الكحلوت، "وعد من لا يملك لمن لا يستحق، سيسقط الوعد وستشرق شمس الوطن عاجلاً أم آجلاً".
كما كتب إسماعيل الثوابتة عبر صفحته على ذات الوسم: "بريطانيا مطالبة بالاعتذار عن كارثتها التاريخية بحق الفلسطينيين، وتمريرها قيام إسرائيل".
ولم يُفرق زاهر أبو حسين، في منشور له على صفحته على فيسبوك بين آرثر بلفور، وتيريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا الحالية، وعلّق: "لا فرق بين بلفور وماي.. الأول أصدر الوعد، والآخر جدد العهد".
من جهته، كان منشور الكاتب حسام الدجني في سياق آخر، وكتب على صفحته على فيسبوك: "لفت انتباهي عديد الفعاليات البحثية في ذكرى #بلفور100 .. ماذا لو توحدت كل تلك الجهود والنفقات لإخراج مؤتمر شعبي واحد موحد يضم أغلب المفكرين الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم".
كما وعبر الناشطون عن غضبهم من الوعد، من خلال عدد من التصاميم والصور، أبرزها كاريكاتير للفنان علاء اللقطة، يناقش حقيقة الوعد المشؤوم ونتائجه، من خلال رسمة لـ"جرافة تقودها تيريزا ماي وصيغة الخطاب الذي أعطى لليهود حقًا بأرض فلسطين والذي يسلب شعبها أرضهم وبيوتهم وأشجارهم وحقوقهم".
وفي إطار التفاعل، لاقى "أنفوغرافيك" على صفحات فيسبوك تفاعلاً ملحوظًا بين الناشطين، والذي اتضح به نتائج وعد بلفور، أبرزها تشكيل بداية لقيام دولة إسرائيل، واقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وتشريدهم، وتشجيع اليهود على الزحف باتجاه فلسطين، كما إقامة وطن قومي لليهود، وتكريس النهج الاستعماري.




بالأرقام

في إطار الأرقام، تبين أن الوعد دفع إلى تسجيل نحو 5.49 ملايين لاجئ لدى الوكالة الأممية "أونروا"، إضافة إلى أن 29 في المائة منهم يعيشون في 58 مخيمًا للاجئين في كل من غزة والضفة ولبنان والأردن وسورية، فضلاً عن أن 750 ألفًا تم تهجيرهم من 700 قرية ومدينة فلسطينية في العام 1948.
فضلاً عن 3.8 ملايين لاجئ منتشرين في العالم، وما نسبته 75 في المائة من الفلسطينيين أصبحوا لاجئين موزعين في الداخل والخارج، بالإضافة إلى وقوع 774 قرية ومدينة تحت الاحتلال منذ نكبة 1948، كما أن أعداد الفلسطينيين تضاعفت منذ ذلك التاريخ إلى 9 أضعاف.
وعلّق أشرف عزام على ذلك بالقول: "مئوية الكارثة ولا تزال الجريمة مستمرة والمذبحة متواصلة، على بريطانيا الاعتذار عن جريمتها البشعة بحق الشعب الفلسطيني والتكفير عنها".
أما محمد الشريف فكتب عبر صفحته على فيسبوك على وسم #بلفور100: "لم يقسمنا سايكس بيكو ولم يضيعنا بلفور.. الذي قسمنا وأضاعنا هي الخيانات العربية الفلسطينية".
وفي إطار تلك الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي، خصصت الإذاعات المحلية الفلسطينية وقنوات التلفزيون برامجها للحديث حول وعد بلفور وتداعياته وتاريخه ونتائجه الكارثية على الشعب، وما آلت إليه الأحوال الفلسطينية منذ ذلك التاريخ إلى يومنا الحاضر، حيث ما زالت المطالبات لبريطانيا بالاعتذار والتكفير عن خطئها.




وعلى الأرض، تضمنت العديد من الدعوات والفعاليات المختلفة والوقفات الاحتجاجية في مدينة غزة للتنديد بوعد بلفور، دعوات مستمرة لبريطانيا بإعادة الحق لأصحاب الحق، والتكفير عن إعطائها وطناً قومياً لليهود في أرض فلسطين، فضلاً عن سعي الجامعات لعقد ندوات تاريخية وحوارية حول الذكرى المائة للوعد.
ومن الهاشتاغات التي تفاعل عليها الناشطون على موقعي فيسبوك وتويتر: "#بلفور100"، "#وعد_بلفور"، "مئة_عام_على_سرقة_أرضنا"، ووسوم أخرى باللغة الإنكليزية غرّد عليها ناشطون أجانب دعمًا للحق الفلسطيني الذي ضاع بموجب ذلك الوعد.


وعلى منصات "تويتر"، حمل محمد البحيصي بعضًا من التفاؤل والأمل تجاه موقف بريطانيا من تدهور القضية الفلسطينية عقب ذلك الوعد، وغرد عبر صفحته على وسم #balfour100: "سيأتي يوم وتعتذر فيه بريطانيا عن جريمتها للشعب الفلسطيني، وسيعود الحق لأهله".
أما تغريدة أحمد شكشك عبر حسابه على تويتر، فكانت مُنافية للذي سبقه، وكتب تحت وسم #مئة_عام_على_سرقة_أرضنا: "أي اعتذار من الحكومة البريطانية مرفوض تمامًا.. هي لم تخطئ خطأ بسيطاً!".
من جهته، علّق الناشط أحمد الزيتونة على ذات الوسم بالقول: "الشعب الفلسطيني حي وقائم رغم عذابات جريمة القرن المتواصلة، مما يتطلب اعتذار من أحفاد بلفور على جريمته".
وكتبت هناء الجاروشة أيضًا: "هناك من سرق أرضنا.. وهناك من سرق عمرنا، وأنا حقًا لا أفرق بينهما".
فيما ألمحت تغريدة للناشطة تُقى على تويتر، إلى الثمانية شهداء الذين قضوا في قصف إسرائيلي استهدف نفقًا للمقاومة الفلسطينية جنوب قطاع غزة، الاثنين، وكتبت: "إن أوهام مشروع وعد بلفور الداعي للدولة الصهيونية من النيل إلى الفرات ستتحطم على يد رجال فلسطين المخلصين".
وأكد الناشط أيمن عبد في تغريدة له على أن الحق لا يُسترد إلا بالقوة، وكتب عبر تويتر: "يوم سُرق الوطن وضاع الشعب، وأعطي من لا يستحق، وتكالبت الدول على هذا الشعب المستضعف، فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".





المساهمون