وزير الخارجية الجزائري: النيران في ليبيا أصبحت أقرب وصوتنا سيعلو

وزير الخارجية الجزائري: النيران في ليبيا أصبحت أقرب وصوتنا سيعلو

23 يوليو 2020
وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم(العربي الجديد)
+ الخط -

أكّد وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، اليوم الخميس، أنّ الجزائر لن تبقى مكتوفة الأيدي حيال تطورات الأزمة الليبية في حال وصلت النيران إلى حدودها، في تلميح واضح إلى إمكانية اتخاذ إجراءات ذات طابع عسكري، ومواقف أكثر تشدداً إزاء أي من أطراف الأزمة في حال تطورت الأوضاع إلى ما يمس الأمن القومي للجزائر.

وقال بوقادوم، في مقابلة تلفزيونية مع قناة "روسيا اليوم"، إنّ "النيران أصبحت أقرب إلينا، وصوتنا سيكون أعلى بما يخص أمننا".

واتّهم الوزير الجزائري أطرافاً لم يسمها بعدم احترام مخرجات مؤتمر برلين الذي عقد، في يناير/كانون الثاني الماضي، بشأن حظر توريد السلاح إلى ليبيا، وهو الأمر نفسه الذي كان أشار إليه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في تصريح سابق، قال فيه إنّ أطرافاً شاركت في مؤتمر برلين قامت بإدخال 3500 طن من الأسلحة إلى ليبيا.

وشدد بوقادوم على أنّ الجزائر "لن تسمح بحصول أي مكروه يمس ليبيا"، لافتاً إلى أنّ "الوضع في ليبيا مسألة أمن قومي بالنسبة للجزائر".

 كما أكّد ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار ووقف تدفق الأسلحة والتدخلات الخارجية، والحفاظ على وحدة ليبيا ورفض الحل العسكري، موضحاً أنّ الجزائر لا تسعى للتنافس مع المبادرات السياسية التي تطرح لحل الأزمة الليبية، لكنه ذكر أن هناك تقارباً أكبر في رؤية الحل بين الجزائر وتونس، لافتاً إلى أن الجزائر مستعدة للتشاور مع جميع الأطراف الليبية.

وكان موقع روسي مهتم بشؤون الأمن والدفاع، قد نشر، قبل أيام، معلومات عن نقل الجزائر لمضادات دفاعية ونشرها على الحدود مع ليبيا، تتعلق بمنظومة صواريخ "اسكندر" التي يبلغ مداها 280 كيلو متراً، فيما لم تصدر تأكيدات رسمية عن الجزائر بهذا الشأن.

لكن إقدام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على تسليم القيادة العسكرية للمنطقة الرابعة التي تضم الحدود الليبية، إلى قائد أركان القوات البرية اللواء عمر التلمساني، يعطي مؤشرات على أنّ الجزائر تضع ضمن الاحتمالات تفجر الأوضاع وتزايد مخاطر تأثيرات الوضع الليبي على أمنها القومي.  

على صعيد آخر، قال وزير الخارجية الجزائري إن "سورية دولة شقيقة مكانها في الحضن العربي وإن إعادتها تتطلب عملاً في الكواليس لن ندخر جهداً في القيام به"، مشيراً إلى أن "الجزائر تريد إحداث إصلاحات سياسية داخل الجامعة العربية لكن ذلك يتطلب توافق الجميع".

وكان بوقادوم قد أكد، أمس الأربعاء، في مؤتمر صحافي، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، أنه "لا حل عسكرياً في ليبيا وأن الحل الوحيد هو الحل السياسي وفقاً لمخرجات مؤتمر برلين".

وذكر أن الجزائر تعمل من أجل تجنب أي تصعيد عسكري في ليبيا وستواصل العمل في هذا الاتجاه وإقناع جميع الأطراف، قائلاً "نحن نعمل على الحل السياسي والجزائر على مسافة واحدة من جميع الاطراف في ليبيا".

وأضاف أن "الجزائر دعمت وأيدت مخرجات مؤتمر برلين الذي شارك فيه الرئيس عبد المجيد تبون، لقد وافقنا على مخرجات المؤتمر والمحاور الأربعة وما يهمنا هو  أن نستأنف في هذا العمل، الحل السياسي".

ولفت إلى أن "ما يمس ليبيا يمس الجزائر، مصلحة الجميع هي في السلام في ليبيا، وما تقوم به الجزائر حالياً هو العمل على حذف جميع الأسباب التي قد تؤدي بأي طرف إلى تصعيد عسكري في ليبيا، والجزائر ستستأنف في هذا العمل وتحاول أن تقنع جميع الأطراف بذلك لأن قناعتنا أنه لا حل عسكريا في ليبيا والحل الوحيد هو الحل السياسي".

دلالات