وزراء الطاقة بمجموعة العشرين يفشلون بالاتفاق على تخفيضات النفط

وزراء الطاقة بمجموعة العشرين يفشلون بالتوصل لاتفاق على تخفيضات إنتاج النفط

10 ابريل 2020
خسائر النفط هائلة نتيجة تدهور الطلب وغزارة الإنتاج (Getty)
+ الخط -

قال مصدران من مجموعة "أوبك+"، الجمعة، إن السعودية ومنتجي نفط آخرين في مجموعة "أوبك+" رفضوا خطة مكسيكية لإجراء تخفيضات أقل من المستهدف بموجب خطط لخفض المعروض العالمي من النفط.

وقال مصدر، لـ"رويترز"، إنّ هذا الخلاف كان السبب وراء تأخير وزراء طاقة مجموعة العشرين إصدار بيان حتى بعد عدة ساعات من انتهاء المحادثات. وعرقل هذا الخلاف جهود وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق الخاص بتخفيضات النفط.

ولم يشر البيان الذي صدر في نهاية الأمر بشكل مباشر إلى التخفيضات وأشار بدلاً من ذلك إلى التزام باتخاذ "الإجراءات الضرورية والفورية لضمان استقرار سوق الطاقة".


وقبيل ذلك، توافقت الولايات المتحدة وروسيا والسعودية، في اجتماع وزراء دول مجموعة العشرين من بعد، على خفض إنتاج النفط، مع إعلان وزير النفط الروسي ألكسندر نوفاك، أنه جرت الموافقة على إجراءات لتحقيق استقرار الإنتاج، حسب ما نقلت عنه وكالة "رويترز"، وذلك بعدما أعلنت واشنطن أنها ذللت عقبة المكسيك التي ترفض التخفيضات المقترحة على إنتاجها.

نوفاك قال أيضاً إن إنه يتوقع تخفيضات إضافية بمقدار خمسة ملايين برميل يومياً من خارج منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، مشيراً إلى أن كندا قد تخفض إنتاج النفط بما يصل إلى مليون برميل يومياً.

وحثت السعودية اليوم، جميع أعضاء مجموعة العشرين بما فيهم المكسيك والدول المدعوة، على أخذ إجراءات ملائمة واستثنائية لاستقرار أوضاع السوق على أساس مبادئ العدل والإنصاف والشفافية والشمول، مشيرة إلى وجوب العمل معا لمعالجة الضبابية غير المسبوقة التي تكتنف أسواق الطاقة، فيما قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خفض إنتاج النفط الذي تعتزمه "أوبك+"، مضيفاً أنهما اتفقا على مواصلة الاتصالات في هذا الصدد، لكنه لم يذكر تفاصيل.

ولاحقاً ذكر التلفزيون الرسمي السعودي بدوره، أنّ محمد ولي العهد تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسي. وذكرت وكالة الأنباء السعودية، أن ولي العهد والرئيس بوتين "يراجعان جهود تحقيق استقرار أسواق الطاقة ويؤكدان أهمية التعاون بين كل الدول المنتجة للنفط".

وفيما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنّ المكسيك التزمت بتقليص إنتاج النفط 100 ألف برميل يومياَ للمساهمة في التخفيضات العالمية، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، إن جهود تخفيف تخمة المعروض النفطي العالمي ينبغي أن تكون "منسقة"، لكنه لم يذكر إن كانت بلاده ستحد من إنتاجها، معتبراً أنّ "انتهاج نهج منسق أمر مهم للغاية".

وتحدث وزير الطاقة الأميركي دان برويليت، اليوم الجمعة، عن وضع قاس في أسواق الطاقة العالمية، قائلاً إن جائحة فيروس كورونا والفائض الضخم من معروض النفط خلقا "مزيجاً قاتلاً".

وقال برويليت، في كلمة معدة سلفاً لاجتماع وزراء طاقة مجموعة العشرين، "حان الوقت أن تبحث جميع الدول بجد عن كل ما يمكن لكل منها بذله لعلاج اختلال العرض والطلب... ندعو جميع الدول لتسخير شتى الأدوات التي تحت تصرفها للمساعدة في تقليص الفائض".

وحذر من أن صناعة النفط ببلاده "تتأثر على نحو خطير" من "التراجعات المدمرة بشكل لا يصدق في أسواق النفط"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تتوقع خفضا في الإنتاج يقارب المليوني برميل يوميا بنهاية العام. وأضاف أن بعض التصورات تذهب إلى انخفاض يصل إلى ثلاثة ملايين برميل يوميا.

وقالت إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة، أمس الخميس، إن من المتوقع أن يتراجع إنتاج الخام الأميركي 470 ألف برميل يوميا، وإن الطلب يتجه للنزول نحو 1.3 مليون برميل يوميا في 2020 في ظل تضرر الأسواق من جائحة فيروس كورونا العالمية.

وأجرى الرئيس ترامب ومسؤولون آخرون في الإدارة محادثات مع دول أخرى للمساعدة في تقليص الفائض، في حين تخزن الولايات المتحدة أكبر قدر ممكن من النفط في احتياطياتها البترولية الاستراتيجية لمعالجة حالة تخمة المعروض في السوق.

وقال برويليت: "سنبحث عن مزيد من الفرص لتخفيف الضرر الواقع على منتجينا... لكن من مصلحتنا جميعا أن يعود القطاع إلى وضع القوة بما يكفل أن تقود الطاقة النمو الاقتصادي من جديد وتعزز أمننا القومي".

وأعلن الكرملين، اليوم الجمعة، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره ترامب، اتفقا على استمرار الاتصالات الأميركية الروسية بخصوص تخفيضات إنتاج النفط، فيما قال البيت الأبيض إن ترامب تحدث مع بوتين بشأن كورونا وأسواق الطاقة.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جود دير: "ناقش الرئيس ترامب والرئيس بوتين أحدث الجهود لمحاربة جائحة فيروس كورونا والحفاظ على استقرار أسواق الطاقة العالمية. تناول الزعيمان أيضا قضايا مهمة ذات اهتمام مشترك".

وأعلن رئيس المكسيك، البلد الوحيد الذي عارض قرار الدول المصدرة للنفط (أوبك) بخفض إنتاج النفط، الجمعة، أنه توصل إلى اتفاق مع ترامب لخفض الإنتاج. وقال الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، إن المكسيك ستخفض الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يوميا، مضيفًا أن ترامب هو الذي تواصل معه.

وقال، في مؤتمر صحافي، الجمعة، إن "ترامب تواصل معنا". وبموجب اتفاق أوبك الجمعة كان على المكسيك خفض إنتاجها بمقدار 400 ألف برميل يومياً. لكن المكسيك قاومت، وأرادت أن يقتصر خفضها على 100 ألف برميل فقط يومياً.

وصرّح لوبيز أوبرادور، بأنّ ترامب وافق على خفض الإنتاج الأميركي بمقدار 250 ألف برميل يومياً "كتعويض" عن المكسيك.

وعقد وزراء طاقة مجموعة دول العشرين اجتماعهم الافتراضي، اليوم، بعدما عُرقل التوصل إلى اتفاق لخفض الإنتاج بين "أوبك" وحلفائها، مع إعلان المكسيك توصلها إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لخفض الإنتاج.

المساهمون