وزارة العدل الأميركية تسعى لعرقلة صدور كتاب بولتون

وزارة العدل الأميركية تسعى لعرقلة صدور كتاب بولتون... وترامب يعتبره "خيالاً محضاً"

18 يونيو 2020
ترامب: كتاب بولتون مجموعة أكاذيب (Getty)
+ الخط -
قدمت وزارة العدل الأميركية، مساء الأربعاء، طلباً طارئاً إلى أحد القضاة لمنع نشر كتاب مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، الذي يكشف فيه أسرار الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، في حين وصف ترامب ما جاء في الكتاب بأنه "خيال محض".

وحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن هذه الخطوة جاءت بعدما رفعت الإدارة الأميركية دعوى مدنية ضد بولتون، يوم الثلاثاء، طالبة من المحكمة أن تأمره بتأجيل نشر الكتاب، وبعد أقل من 24 ساعة، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مقتطفات من المذكرات، كذلك نشرت وسائل إعلام أخرى تقارير طويلة عن الموضوع ذاته.

وتنقل الصحيفة عن خبير استراتيجي قوله إن الخطوة الرامية إلى منع بولتون رسمياً من نشر كتابه، من المتوقع ألّا تنجح، نظراً لأن الكتاب قد طُبِع وشُحِن إلى المستودعات، كذلك وُزِّعَت نسخ منه على وسائل الإعلام لمراجعتها.

ووصفت الدار التي نشرت كتاب بولتون "سايمن أند شوستر" الأميركية، في بيان، طلب وزارة العدل بأنه "ممارسة تافهة ذات دوافع سياسية"، مشيرة إلى أنه وُزِّعَت مئات الآلاف من نسخ الكتاب الذي يحمل عنوان (المكان الذي حدث فيه ذلك: مذكرات البيت الأبيض) في الولايات المتحدة والعالم، ومشددة على أن طلب الحكومة لن يتحقق.

وتنقل الصحيفة عن خبراء قولهم إن الإجراءات القانونية قد تكون سارة لترامب، على الرغم من التحذيرات من أن احتمالات نجاح الإجراءات ضعيفة.
ويقول خبراء للصحيفة إنه حتى لو فشلت المناورة القانونية في منع وصول محتويات الكتاب إلى الجمهور، فقد يُضطر بولتون في نهاية المطاف إلى تسليم العائدات من الكتاب للحكومة.

ويقول بولتون في كتابه الجديد إنه كان يجب على مجلس النواب الأميركي أن يشمل في تحقيقه مع ترامب، إلى جانب قضية الضغوط على أوكرانيا، حالات أخرى، مثل استخدام المفاوضات التجارية والتحقيقات الجنائية من أجل تحقيق مصالح سياسية.

ويؤكد بولتون أنه ليست لدى ترامب فلسفة شاملة للحكم أو السياسة الخارجية، بل سلسلة من الغرائز التي تحركها دوافع المصالح الشخصية. 

وأمضى بولتون، السياسيّ المحافظ المثير للجدل، 17 شهراً مستشاراً للأمن القوميّ في البيت الأبيض، قبل استقالته في سبتمبر/أيلول الماضي. ورفض الإدلاء بشهادته خلال محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ بهدف عزله في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قائلاً إنه لن يفعل ذلك إلا إذا أجبره على ذلك قاض.

وبعد الاستقالة، تحوّلت العلاقة بين ترامب وبولتون إلى عداوة علنية، ويتوقّع مراقبون أن يتضمّن كتاب بولتون معلومات حساسة عن أسلوب إدارة الرئيس الأميركي للبلاد.

ولم يتحدث بولتون صراحةً عما إذا كانت أفعال ترامب التي كشف عنها تستوجب توجيه اتّهام إلى الرئيس، لكنّه ذكر أنّه أبلغ وزير العدل وليام بار بها، وأنّه كان ينبغي لمجلس النوّاب إجراء تحقيق.

في المقابل، رفض الرئيس الأميركي التصريحات المدوية لمستشاره السابق.

وكتب ترامب في تغريدة أن "كتاب بولتون (...) هو مجموعة أكاذيب وروايات مختلقة، كلها بهدف إظهاري بصورة سيئة".

وأضاف "الكثير من التصريحات السخيفة التي ينسبها إليّ لم أقلها يوماً، خيال محض. يحاول فقط الانتقام لأنني أقلته".

وكان ترامب قد حذّر بولتون سابقاً من نشر مذكراته في الوقت الذي لا يزال فيه رئيساً في البيت الأبيض، وحاول محاموه ثني بولتون عن ذلك، بزعم أن أجزاءً كبيرة من مادة الكتاب مصنفة سرية للغاية. لكن الناشر "سايمون وشوستر" قال إنه سيمضي قدماً بنشر المذكرات.