وداعا موطني

وداعا موطني

17 سبتمبر 2019
+ الخط -
نشر مقتدى الصدر، تغريدة له على حسابه في تويتر مودعا الوطن. وأضاف، في التغريدة، أن سبب هذا الوداع هو إعلان لنهاية الحكومة العراقية، لأنها تحولت من دولة قانون إلى دولة شغب. وأضاف أنه إذا لم تتخذ الحكومة الإجراءات الصارمة، فقد يعلن البراءة منها، وأشار أيضا فيها إلى أنه هو المُعزي والمعزّى في الوقت نفسه. 
لكن هل يُفهم مما نشره أنه سيقوم بمظاهرات أو اعتصامات، في وقت هناك اعتصامات فعلية للطلبة الخريجين، تزامنا مع تأزم الوضع الاقتصادي والتقشف الذي يمر فيه البلد. في حين أن المرجعية الرشيدة قد حذرت (على لسان وكيلها الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة) الدولة من مخاطر عدم حل المشكلات العالقة. كما حثت على عدم السكوت على الظلم، وعلى الاقتداء بالإمام الحسين (عليه السلام) في عدم سكوته على الظلم والظالم.
تغريدة مقتدى الصدر لم تنشر عبثا، أو كانت متأخرة، لأنها جاءت بعد حث المرجعية على عدم السكوت عن الحق، فقد يعتبر بعضهم أن مقتدى الصدر هو درع المرجعية، ولأن هناك مساعي خارجية فعلية لتزعم شيعة العراق بأي طريقة، لكنهم لم يفلحوا. ولأن المرجعية لا تتدخل بالعمل السياسي بشكل مباشر أو غير مباشر إلا عند الضرورة الملحة، لعلمها أن الحكومة لا تستطيع حل أية عقدة.
الكل يعرف أن الوضع في العراق يخرج من سيطرة الدولة إلى حكم المليشيات والجماعات المسلحة، وإن أغلب من يقود البلاد متهم بالفساد، وكما يعبر عنهم بالحيتان، ولأنهم ابتلعوا أموال العراق بطرق قانونية لا أخلاقية، باستخدام سلطتهم القانونية من أجل مصالحهم الشخصية، فإن الاقتصاديين يحذرون من التدهور الأكثر خطورة في الموازنات القادمة. الحكومة تستدين من الخارج لكي تصرف على نفقاتها وهذه مشكلة اقتصادية كبيرة.
يبقى السؤال المهم: هل سنشهد انتفاضات شعبية واسعة؟ أو سيبقى الشعب متأملا مساعدة الفضائيين لحل مشكلاته؟ المصير هو اختيار، والانتفاضة شعار، والماضي عبرة، والمستقبل فكرة، والحاضر بناء، والعمل أداء.
72958BBC-DB21-4FBE-87F9-3964DA8A822D
72958BBC-DB21-4FBE-87F9-3964DA8A822D
منتظر العيساوي (العراق)
منتظر العيساوي (العراق)