وداعاً صوت المدنية!
أصابني نوع من الحزن عندما سمعت خبر اغتياله، وسقط علي كالصاعقة المباغتة. الدكتور محمد المتوكل، لم يكن الوحيد، ولن يكون الأخير ممن قدموا أرواحهم تضحية ليحيا الوطن، فقد سبقه كثيرون. سقوا تراب الوطن من رحيق دماءهم الطاهرة. لقد اغتالوا الفكر، وكسروا القلم، وأحرقوا القرطاس، وأعدموا المدنية.
أمام أمثال هؤلاء، تنحني الروح احتراماً لعظمة العقل الراسخ، الذي يحمل كنزاً من المعلومات، وحساباً ضخماً في بنك الفكر الواسع. لغة القتل أصبحت الأقوى، ولغة العقل أصبحت الأضعف، وهي لا تعني شيئاً لتجار الدم ومحاربي العقول!
غلبت لغة العنف قلم الفكر.. وتطاولت أيادي الإجرام على رقاب أصحاب الحق.
إنهم يغتالون الوطن
يقتلون أمة
يغتصبون فكراً ومسيرة نضالية شامخة.
يطمسون حضارة، ويقتلون الأحلام الحرة.
وداعاً دكتور محمد المتوكل!
فالدولة لم تعطك حقك الشرعي. رغم إعطائك إياها الحق الشرعي، وأكثر..
وداعاً.. فجزاء الوطنيين هو القتل والاغتيال على أيادٍ تتعطش إلى إراقة الدماء!