تلك المسابقة التي دعا إلى إجرائها اليميني خيرت وايلدرز المعروف بمواقفه المناهضة للمسلمين، نالت موافقة وكالة مكافحة الإرهاب في هولندا يوم 12 يونيو/حزيران 2018، وأعطت الضوء الأخضر لعقد المسابقة الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد في مكاتب حزبه البرلمانية، وأكد وايلدرز الأمر عبر تغريدة نشرها على "تويتر"، من دون الاهتمام بأذية مشاعر ملايين المسلمين حول العالم.
غضب إسلامي
وأدانت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي، "الخطة الخبيثة" للبرلماني الهولندي خيرت وايلدرز، لإجراء مسابقة دولية حول رسوم كاريكاتورية للنبي محمد خاتم المرسلين في وقت لاحق من هذا العام، واعتبرتها تعزز ثقافة "التحريض على الكراهية".
ودعت الهيئة في بيان أمس الثلاثاء، الحكومة الهولندية إلى اتخاذ خطوات فورية لمنع هذا "الاعتداء التعسفي، الذي يمس الحساسيات الدينية لأكثر من 1.6 مليار مسلم حول العالم. هذا الحدث، إذا سُمح بتنظيمه، يمكن أن يؤدي إلى إشعال وتعزيز ثقافة التعصب والتحريض على الكراهية".
— Hafsah Qureshi (@hafsah_qureshi) ٢٩ أغسطس ٢٠١٨ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
في حين أعلن رئيس الوزراء الهولندي يوم الجمعة الماضي إن خيرت وايلدرز "ليس عضواً في الحكومة، والمسابقة ليست مبادرة حكومية"، وذلك في معرض رده على احتجاج دبلوماسي تقدمت به السلطات الباكستانية لهولندا ضد مسابقة وايلدرز، ووصفتها بأنها محاولة للتشهير بالإسلام.
وأكّد وزير خارجية باكستان، شاه محمود قريشي، لنظيره الهولندي يوم الثلاثاء الماضي، أن المسابقة الكاريكاتورية المزمع إجراؤها "تنشر الكراهية والتعصب". وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الباكستانية "إن الحدث المزمع سيضر بمشاعر المسلمين في أنحاء العالم".
— Syed Yousaf Gilani (@BoybelieberUsaf) ٢٨ أغسطس ٢٠١٨ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ولفت قريشي إلى تناول هذه المسألة مع العديد من زعماء العالم. وقال: "أثرنا هذه القضية على عدة مستويات، اتصلنا بالأمم المتحدة، واتصلنا بالاتحاد الأوروبي".
مسابقة... مهينة للمسلمين
وأكد حزب الحرية اليميني في هولندا والذي يتزعمه خيرت وايلدرز، ويعتبر الحزب المعارض الرئيس في هولندا، بعد فوزه بالمركز الثاني في انتخابات آذار/ مارس الماضي، أن الفائز بالمسابقة سيمنح مبلغ 5871 دولاراً أميركياً.
وسبق لوايلدرز أن طالب بحظر القرآن في هولندا، وأشار إلى أن الرسوم ستقيّم من قبل رسام الكاريكاتير الأميركي بوش فاوستن، الفائز في مسابقة مماثلة في تكساس منذ 3 سنوات، بحسب "إندبندنت" وذلك بعد يوم من إعلان وكالة مكافحة الإرهاب في هولندا موافقتها على إجراء المسابقة في مكاتب حزب الحرية في البرلمان، وذلك يوم 12 يونيو الماضي.
وكتب فاوستين على صفحته الشخصية على "تويتر": "يمكن أن يشعر المسلمون بالإهانة حتى الموت، هذه ليست مشكلة، قتل الناس بسبب الرسوم الكاريكاتورية هي المشكلة الحقيقية ويجب أن نتحداها".
ومن تعليقات النائب اليميني المتطرف الذي يدعي أن حرية التعبير في انتقاد الإسلام مهددة قوله في تغريدة على "تويتر": "يجب ألا نقبل ذلك، حرية التعبير أهم أنواع الحريات".
— Geert Wilders (@geertwilderspvv) ١٦ أغسطس ٢٠١٨ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ودعا وايلدرز في وقت سابق إلى إغلاق المساجد والمدارس الإسلامية وفرض حظر شامل على المهاجرين المسلمين، ما أدى إلى إدانته عام 2016 بتهمة التحريض على الكراهية والعنصرية.
وشهد العالم احتجاجات إسلامية كبيرة سابقاً إثر نشر رسوم مسيئة للرسول الكريم، من بينها الرسوم التي نشرتها صحيفة Jyllands-Posten الدنماركية عام 2005، والتي زعم محررها "أن نشر هذا النوع من الكاريكاتير اختبار لقدرة المسلمين على النقد الذاتي".
منظمة Cartoon Movement الهولندية ترد
في المقابل، أعلنت منظمة Cartoon Movement الهولندية في بيان نشرته عبر موقعها أول من أمس الاثنين، أنه "بعد تلقي العديد من التهديدات بالعنف، والإدانات والدعوات لمقاطعة المنتجات الهولندية على صفحتنا على فيسبوك، نشعر أننا بحاجة إلى إصدار بيان رسمي بشأن مسابقة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم التي نظمها السياسي اليميني الهولندي خيرت وايلدرز في وقت لاحق من هذا العام، ولأننا منظمة كرتونية في هولندا، يفترض بعض الناس أننا ندعم هذه المبادرة. نحن لا".
وتابع البيان "مسابقة الكاريكاتير هذه تطلب من رسامي الكاريكاتير رسم النبي محمد. تصوير النبي يعتبر تجديفاً من قبل العديد من المسلمين. ويدعي خيرت وايلدرز أن هذه المسابقة تظهر أن حرية التعبير يجب ألا تنحني".
وأضاف بيان المنظمة "نحن لا نتفق مع هذه المنافسة. بالنسبة لنا، هناك نقاط تشابه بين مبادرة وايلدرز كثيراً مع مسابقة رسوم الهولوكوست التي نظمتها إيران قبل بضع سنوات. في كلا المسابقتين، يُطلب من رسامي الكاريكاتير أن يسخروا من موضوع معين بهدف إهانة مجموعة معينة من الناس. في حالة إيران، كان الهدف هو إهانة اليهود. في حالة وايلدرز، فإن الهدف هو إهانة المسلمين. في كل من هذه المسابقات، يتم استخدام الرسوم كسلاح سياسي، لمهاجمة مجموعة معينة. لا ينبغي أبداً استخدام الرسوم المتحركة بهذه الطريقة".
وأوضح "مع ذلك، نحن نوافق على أن حرية التعبير تتجاوز الدين. ونحن ندين بشدة التهديدات التي تلقيناها من قبل الأشخاص الذين يشعرون بالإهانة لما هو، في جوهره، بضعة أسطر على الورق".
وختم البيان "الإسلام مثل غيره من الأديان (أو أي مؤسسة تمارس السلطة) هو هدف مشروع للهجاء، إذا كان ذلك الهجاء يهدف إلى كشف الأخطاء والمظالم. (...) ليست لدينا مشكلة في تصوير الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في رسم كاريكاتوري، إذا كان هذا الكاريكاتور هو انتقاداً شرعياً للإسلام. لكن السيد وايلدرز لا يهدف إلى نقد بدء نقاش عميق حول الدين. إنه ببساطة يهاجم المسلمين. وهذا شيء لا نريد أن نكون جزءًا منه".