كشف والد مهاجم برشلونة منير الحدادي، في حوار لصحيفة "لا راثون" التي تصدر في العاصمة مدريد، عن كيفية وصوله إلى إسبانيا وطريقة مغادرته المغرب بحثا عن لقمة عيش في المهجر.
وقال محمد وهو من مواليد فاتح يونيو/حزيران 1966 في مدينة الفنيدق شمالي المغرب، إنه بدأ مسيرته طباخا في أحد مطاعم العاصمة مدريد، وتخصص في المأكولات الباسكية، "عشت في المغرب مرحلة البحث عن وظيفة بسيطة، بعد أن غادرت مدينتي مكرها بعد أن تبين لي أن عملي في الميناء الصغير لا يلبي طموحاتي، فقررت اللجوء إلى الهجرة غير الشرعية مهما كلفني الأمر من مخاطر ومن غضب أسرتي التي كانت ترفض هذه المخاطرة".
ولأنه سباح ماهر وله تجربة في صيد الأسماء، فقد اختار محمد الحدادي قوارب الموت، وركبها ليلا رفقة عشرين شابا تقاسم معهم نفس الطموح، وهو الانعتاق من حياة البؤس والبحث عن مستقبل بعيدا عن صيد السمك.
ووجد نفسه في ساعات الصباح الأولى على شاطئ قريب من مدينة الجزيرة الخضراء الإسبانية، فانسل وسط المدينة، وبدأ في البحث عن وظيفة، "كان عمري 18 سنة، رغم ذلك لم أتردد في ركوب قارب نستعمله للصيد، لقد خاطرنا ووصلنا إلى الجزيرة الخضراء، لم أكن خائفا، لأني كنت سباحا جيدا".
اقترح عليه أحد المغاربة، العمل في مدينة بلباو شمالي إسبانيا، لأن الأمن متساهل نسبيا مع الذين لا يملكون بطاقات إقامة، فاستجاب للاقتراح، "لقد وصلت "بلباو" والتي عشت فيها أربع سنوات، كنت هناك في السوق أبيع البسكويت. في تلك المدينة تعلمت الطبخ الباسكي".
في المقابل تعلم محمد سريعا الطبخ الباسكي، نسبة لإقليم الباسك شمالي إسبانيا، بل إن اندماجه تم بسرعة حتى أصبح يحمل لقب خايمي وهو القلب المحبوب لديه، وهو اسم متداول في الإقليم، وحين عاد إلى مدريد عمل في نفس التخصص بأحد المطاعم المتخصصة في المأكولات البحرية، إلى أن رزق في عام 1995 بابنه منير الذي أنار له طريقا آخر أنساه معاناة البحث عن كسرة خبز مبللة بالمعاناة، لكن تألق ابنه لم يمنعه من الاستمرار في ممارسة هواية الطبخ "الباسكي".