Skip to main content
والدة الأسير البرغوثي "أم عاصف": إن هدموا البيت فلن يهدموا عزيمتنا
نائلة خليل ــ رام الله
شجاعة وقوة تسلحت بهما أم الأسير (تويتر)


لم يمض سوى يومين على الإفراج عن الأسيرة سهير البرغوثي "أم عاصف"، بعد اعتقال انتقامي استمر 30 يومًا، لتقف فجر اليوم الخميس، على ركام منزل ابنها الأسير عاصم بعد أن هدمته جرافات الاحتلال وحوّلته إلى كومة من حجارة.

هدم بيت الأسير عاصم كان متوقعا، وكذلك بيت ابنها الثاني الشهيد صالح الذي سوف يهدمه الاحتلال بأي لحظة، لكن غير المتوقع لدى الاحتلال هو هذا الكبرياء والصبر المنقطع النظير الذي واجهت به الأم هدم البيت، تماما كما واجهت قبله استشهاد ابنها واعتقالها واعتقال زوجها وأولادها وأشقائها.

ومن فوق ركام منزل ابنها الأسير عاصم، قالت الأسيرة المحررة سهير البرغوثي "أم عاصف"، في تصريحات لوسائل الإعلام، إن "الاحتلال يحاول أن يقهرنا ويعذبنا، وبالنسبة لنا إن هدموا البيت فلن يهدموا عزيمتنا وقوتنا، ولن يردونا عن هذه الطريق التي سلكناها، لقد سلكنا طريق العزة والكرامة، وما هدم سنعاود بناءه".

وأكدت "أم عاصف" أن هدم منزل ابنها عاصم يدلّ على فشل الاحتلال وقهره، ويظهر كمية الحقد والغل لديهم. أما منزل عاصم فلو كان عزيزا على ابني عاصم لما ذهب عاصم وتركه يهدم (في إشارة إلى تنفيذه العملية واعتقاله)".

وبات من الواضح أن الاحتلال الإسرائيلي فقد قوة ردعه المتمثلة بهدم بيوت المقاومين الفلسطينيين واعتقال عائلاتهم، إذ لم تتوقف هذه العمليات رغم معرفة منفذيها بالانتقام الذي ينتظرونه.

وأفرجت سلطات الاحتلال عن سهير البرغوثي بعد شهر من اعتقالها ضمن سلسلة من العقوبات الجماعية التي نفذتها قوات الاحتلال بحق عائلتها عقب اتهام ابنيها الأسير عاصم والشهيد صالح بتنفيذ عمليتي إطلاق نار شرق رام الله، فاعتقلت قوات الاحتلال زوجها عمر البرغوثي، وزوجة ابنها عاصم، واثنين من أبنائها والذين أفرج عنهم لاحقا ما عدا زوجها، وكذلك تم اعتقال اثنين من أشقائها وما زالا معتقلين، إضافة إلى أكثر من 15 من أقاربها ما زالوا معتقلين.

وقالت "أم عاصف": "كان بإمكان الاحتلال أن يهدم المنزل وأنا في السجن، لكن هدمه بعد يومين من الإفراج عني من اعتقال استمر نحو شهر، من أجل أن يكسر معنوياتي، ويكسر معنويات الفلسطينيين وعزيمتهم، وعلى العكس تماما لن يكسر الاحتلال عزيمتنا وهمتنا، ولن يهزوا شعرة فينا، إذا كان الاحتلال يريد الانتقام من الحجارة فليكن".

وحول تهديد الاحتلال بهدم منزل ابنها الشهيد صالح ومنزل والده الملاصق، قالت "أم عاصف": "حتى لو هدموه فلن يثنونا عن عزيمتنا، وما يجري يبين حالة القهر والغل لديهم".

وأشارت إلى أن ضابط الاحتلال الذي اقتحم منازلنا اليوم، حاول أن يُري ابنتي مقطع فيديو هدم منزل عاصم، فأجابته ابنتي "شاهده أنت .. شاهد ما يقهرك ويزيدك غلا، لكن نحن لا يهمنا شيء والبيت سوف نبنيه".




واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل نحو شهرين عاصم البرغوثي بعد نحو شهر من مطاردته بتهمة تنفيذ عمليتي إطلاق نار قرب مستوطنتي "عوفرا" و"جفعات هساف" واللتين قتل فيهما جنديان إسرائيليان وأصيب فيهما عدة إسرائيليين، واغتالت قوات الاحتلال صالح البرغوثي شقيق عاصم، وهو سائق مركبة عمومية، أثناء عودته من عمله بزعم مشاركته في تنفيذ عملية عوفرا في شهر ديسمبر/كانون الأول 2018 ولا تزال تحتجز جثمانه.

مواد الملف