واشنطن تعرض مكافآت ضخمة على إيرانيين وروس مقابل معلومات

واشنطن تعرض مكافآت ضخمة على إيرانيين وروس مقابل معلومات

07 اغسطس 2020
عبّر نواب ديمقراطيون عن قلقهم العميق من وجود حملة تضليل خارجية (نيكولاس كام/فرانس برس)
+ الخط -

عندما تلقى محمد للمرة الأولى رسالة نصية تعرض عليه ما يصل إلى عشرة ملايين دولار مقابل معلومات عن محاولات للتدخل في الانتخابات الأميركية، ظنّ أن ذلك "نوع من الهجوم الإلكتروني"، لكن عندما دخل مطور البرمجيات المقيم في طهران على حسابه على "تويتر"، أدرك أنه واحد من عدد غير معلوم من الإيرانيين الذين تلقوا رسائل من دون مقدمات، تروّج لجهود أعلنت عنها أخيراً وزارة الخارجية الأميركية لإحباط محاولات التدخل في انتخابات الرئاسة.

وقالت وسائل إعلام روسية إن مواطنين من روسيا تلقوا رسائل مشابهة أيضاً يوم الخميس. وكتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا على "فيسبوك" ممازحة، أن البلاغات ستغمر الموقع الإلكتروني للخارجية الأميركية.

СМИ: «США ПРЕДЛАГАЮТ НАГРАДУ ДО 10 МИЛЛИОНОВ ДОЛЛАРОВ ЗА ИНФОРМАЦИЮ О ЛИЦАХ, ВМЕШИВАЮЩИХСЯ В ВЫБОРЫ В США - ПОМПЕО» Каждому?!! Сейчас сайт Госдепа ляжет от доносов на соседей 😹

Posted by Maria Zakharova on Wednesday, August 5, 2020

ولم يتضح من الذي بعث بالرسائل النصية التي بدأت في الظهور على الإنترنت بعد أن نشرها متلقوها كصور على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال محمد، الذي طلب ذكر اسمه الأول فقط، وفق تقرير لـ"رويترز" الخميس، إنه من بين من وجدوا تلك الرسائل غامضة ومحيرة.

والرسائل المكتوبة بالفارسية تقول "الولايات المتحدة تدفع ما يصل إلى عشرة ملايين دولار لأي معلومات عن تدخل أجنبي في الانتخابات الأميركية". ومرفق بالرسالة رابط لصفحة برنامج المكافآت مقابل العدالة الأميركي على الإنترنت، الذي يعرض مبالغ مالية مقابل معلومات عما قد يشكل تهديدات للأمن القومي الأميركي.

وقال ناريمان غريب، من مجموعة "سيرتفا" لأمن الإنترنت ومقرّها لندن، إنه علم بشأن الرسائل عندما تواصل معه عدد من متلقيها من داخل إيران بشكل شخصي على "تلغرام" في وقت مبكر يوم الخميس. وأوضح أنه شعر بالقلق على الفور، مشيراً إلى أن تلك الرسائل تشكل خطراً أمنياً على من هم داخل إيران. وأضاف: "في اللحظة التي تتلقى فيها شيئاً مثل تلك النوعية من الرسائل من حكومة، سنفترض أنها الولايات المتحدة، ستلفت نظر السلطات في إيران".

وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الأربعاء، أن بلاده تعرض حالياً ما يصل إلى عشرة ملايين دولار "للمعلومات التي تقود للتعرف على أو تحديد موقع أي شخص يتصرف تحت توجيه أو قيادة حكومة أجنبية للتدخل في الانتخابات الأميركية، من خلال أنشطة إجرامية بعينها عبر الإنترنت".

ولم يكن لدى وزارة الخارجية الأميركية تعليق بعد على الرسائل النصية التي وصلت لإيرانيين. ولم يرد مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض على سؤال عن تلك الرسائل النصية، وفق "رويترز".

وشدد بومبيو، في بيان، على أن بلاده تحثّ أي شخص بحوزته معلومات حول تدخلات خارجية في الانتخابات الأميركية "من خلال أنشطة سيبرانية غير قانونية"، على أن يتواصل مع الحكومة أو أقرب سفارة أميركية، وفق ما ورد في بيان لوزارة الخارجية.

ومنذ إنشاء البرنامج عام 1984، قدّم مكافآت بقيمة نحو 150 مليون دولار إلى مئات الأشخاص حول العالم، وفق البيان.

وعبّر نواب ديمقراطيون في الكونغرس، الشهر الماضي، عن "قلقهم" العميق من وجود حملة تضليل خارجية، تستهدف وفقاً لهم، التأثير في الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني.

واتهمت أجهزة الاستخبارات الأميركية روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية عام 2016، خصوصاً عبر الاستعانة بقراصنة إلكترونيين وتنظيم حملات مكثفة على مواقع التواصل الاجتماعي تهدف لخدمة دونالد ترامب، والإضرار بغريمته الديمقراطية هيلاري كلينتون، وهو ما تنفيه موسكو بشدة.

وتحدث مسؤولون في الاستخبارات في فبراير/شباط عن تدخلات روسية جديدة في الحملة الرئاسية لانتخابات 2020 موجهة لخدمة ترامب، وذلك خلال جلسة استماع كان يفترض أن تبقى تفاصيلها سرية، لكنها سُرّبت إلى الإعلام.

المساهمون