واشنطن تعترف: داعش تربح الحرب الإلكترونية

واشنطن تعترف: داعش تربح الحرب الإلكترونية

16 يونيو 2015
معارك عسكرية... ومعارك إلكترونية (Getty)
+ الخط -
يبدو أن حماسة الإدارة الأميركية لمحاربة داعش إلكترونياً، والزخم الذي بدأت فيه حملتها الإلكترونية المضادة قبل عام تقريباً، وصلت إلى حائط مسدود، بل إلى إحباط واضح. إذ أكدت وثيقة داخلية في وزارة الخارجية الأميركية أنّ تنظيم "داعش" يكسب الحرب الإعلامية، مقابل ضعف إعلامي أميركي واضح.
وتقول الوثيقة إنّ آلاف الرسائل والتغريدات التي يغرق فيها "داعش" مواقع التواصل، تمكن من "خداع" وتضليل الجهود التي تقوم بها "دول تعتبر من الأغنى والأكثر تطوراً حول العالم".
وكشفت الوثيقة عن "اجتماعات العمل المكثفة" التي عقدت بين الولايات المتحدة وحلفائها العسكريين، الذين يشاركون معها في الضربات الجوية على التنظيم، لمحاولة مواجهة "داعش" إعلامياً، وتحديداً على مواقع التواصل. لكن هذه الاجتماعات لم تؤدِّ إلى أي نتيجة، تحديداً بعد مشاورات مع بريطانيا والإمارات بشكل رئيسي، "الإمارات حافظت على موقف صامت، والبريطانيون كانوا متحمسين جداً، وطريقة العمل كانت غير واضحة"، تقول الوثيقة.
وتكشف الوثيقة نفسها، بعد تسريبها أن أميركا راهنت منذ البداية على الحرب المضادة في الإعلام، تماماً كما حصل عند مواجهة تنظيم "القاعدة"، لكن يبدو أن إدارة الرئيس باراك أوباما اكتشفت الفرق الهائل بين محاربة "القاعدة" ومحاربة "داعش" فقبل أكثر من عشر سنوات، لم تكن مواقع التواصل بهذا الزخم وهذا التأثير، "كما أنّ "داعش" لديه قدرة فائقة على نشر الرسائل، قدرة أكبر بكثير من قدرة أميركا على إخفاء وتكذيب هذه الرسائل"، كما جاء في صحيفة "نيويورك تايمز".

إقرأ أيضاً: "البوظة" استراتيجيّة "داعش" الجديدة


الوثيقة المسربة كتبت من قبل أحد مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية وهو ريتشارد ستانغل، وهي موجهة إلى وزير الخارجية جون كيري، بعد الاجتماع الأميركي العربي الأخير في باريس. ونتج عن هذا الاجتماع بيان يؤكد ما جاء في الوثيقة عن توسع "داعش" إلكترونياً.
وفي تعليق أولي على تسريب الوثيقة قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية، جون كيربي، إن "ما ورد في هذا النص يكشف ما كنا نعرفه من قبل: يجب علينا أن نقوم بجهد أكبر لمحاربة "داعش" على صعيد الإعلام ونشر المعلومات".
ويأتي تسريب هذه الوثيقة في وقت تعمل الإدارة الأميركية على توسيع مكتبها الخاصة بالدعاية المضادة ومواجهة الإرهاب، مع توظيف أشخاص يتكلمون اللغة العربية والصومالية، والأوردو للمساعدة في هذه الحملات الإعلامية.
لكن يبدو أن كل هذه الجهود لن تجدي نفعاً، وانّ الطريقة التي اتبعت مع "القاعدة" مطلع الألفية الجديدة لا تطبق على تنظيم الدولة الإسلامية. وهو التنظيم الذي يبدو أنه أتقن لعبة الإعلام منذ ظهوره الأول، واستعان بخبراء فنيين وتقنيين وإعلاميين للخروج على العالم بهذه الصورة المنظمة والمتقنة. بهذه البساطة تعجز الولايات المتحدة، عن مجاراة تنظيم "داعش" على مواقع التواصل، في عملية يبدو أنها هذه المرة ستحتاج إلى مجهود أكبر بكثير.