واشنطن تجسّست على الاتصالات الصينيّة

واشنطن تجسّست على الاتصالات الصينيّة

23 مارس 2014
برلمانيون أوروبيون يكالبون باثارة قضية سنودون (فرانس برس)
+ الخط -

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، السبت، أن وكالة الأمن القومي الأميركية اخترقت خوادم (سيرفرات) في مقر شركة هواوي الصينية العملاقة للاتصالات السلكية واللاسلكية وخدمات الانترنت، وحصلت على معلومات حساسة وتابعت اتصالات كبار المسؤولين التنفيذيين بالشركة.

وأوضحت الصحيفة أن وكالة الأمن القومي تمكنت من الدخول إلى الخوادم في مقر هواوي المحكم في مدينة شين زين، وحصلت على معلومات عن أعمال الموجّهات العملاقة والمفاتيح الرقمية المعقدة التي تستخدمها الشركة.

ولفتت الصحيفة، في تقريرها عن العملية، إلى أنه يستند إلى وثائق خاصة بوكالة الأمن القومي الأميركية قدمها المتعاقد السابق بالوكالة، الهارب إلى روسيا، إدوارد سنودن، والذي سرّب منذ العام الماضي معلومات تكشف عن أنشطة مراقبة أميركية شاملة.  

ونشرت مجلة دير شبيغل الألمانية أيضاً تقريراً عن هذه الوثائق. وكان من بين أهداف العملية اكتشاف أي صلات بين شركة هواوي وجيش التحرير الشعبي الصيني الحكومي، طبقاً لوثيقة من العام 2010 استندت إليها صحيفة نيويورك تايمز.

لكن الصحيفة قالت إن العملية سعت أيضاً إلى استغلال تكنولوجيا شركة هواوي. وأضافت أن وكالة الأمن القومي الأميركية استهدفت إجراء مراقبة عبر شبكات الكمبيوتر والهواتف التي باعتها هواوي لدول أخرى. وتابعت الصحيفة أن الوكالة وضعت خططاً في حال صدور أوامر لها من الرئيس الأميركي باراك أوباما، ببدء عمليات هجومية الكترونية.

يشار إلى أن تسريبات سنودن تسببت في حرج كبير للدبلوماسية الأميركية، بعدما بيّنت الوثائق أنها طالت حلفاء الولايات المتحدة من الأوروبيين، ووصلت عمليات التنصت إلى حد مراقبة هاتف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أعلن، العام الماضي، أن تجسس وكالة الأمن القومي "تجاوز الحدود المقبولة في بعض الحالات". وأقر الكونغرس خطوة أولى نحو إصلاح عمل وكالات الاستخبارات في الولايات المتحدة، لكنه لم يسنّ تشريعات صارمة في مسألة منع المسّ بالحريات الشخصية أو التعرّض لاتصالات الأفراد في دول أخرى.

وعقد أوباما، نهاية الأسبوع الماضي، لقاءً مع رؤساء تنفيذيين لشركات الاتصالات والتكنولوجيا ووسائل الاتصال الاجتماعي لبحث قضايا خصوصية المعلومات في وسائل الاتصال.