واشنطن تبحث فرض عقوبات لمحاسبة مجرمي الحرب بجنوب السودان

واشنطن تبحث فرض عقوبات لمحاسبة مجرمي الحرب بجنوب السودان

01 مايو 2014
حذّر كيري من الابادة والجوع في جنوب السودان (Getty)
+ الخط -

طالب وزيرالخارجية الأميركي، جون كيري، الفرقاء في دولة جنوب السودان، بتقديم تنازلات للوصول الى حل عاجل للأزمة المشتعلة هناك منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، وشدّد على ضرورة تقديم المتورطين في جرائم الحرب في جوبا الى المحاكمة.

ووصل كيري، العاصمة الاثيوبية، أديس أبابا، التي تحضن ملف المفاوضات بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية قطاع الشمال"، والمفاوضات بين الحكومة في جوبا والمتمردين بزعامة نائب رئيس الجمهورية المقال، رياك مشار، للتوصل الى اتفاق سلام ينهي حرباً أهلية في البلدين.

وجاءت زيارة كيري، قبل يوم، من انعقاد قمة منظمة "الهيئة الحكومية للتنمية الافريقية" (الايجاد)، التي تستضيفها جوبا، يوم السبت، كما تأتي في إطار تحركات واشنطن وباريس داخل مجلس الأمن الدولي، لفرض عقوبات على المسؤولين عن جرائم الحرب في جنوب السودان.

وأبلغت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، أن "زيارة كيري، لأديس أبابا ركّزت في الأساس على ملف جنوب السودان، ومدى إسهام الدول الثلاث ومنظمة "الايجاد" في إيجاد حل يُنهي الحرب والأزمة الغذائية".
وأكدت أن "كيري طلب من كينيا وأوغندا والكونغو أداء دور إيجابي"، في ملف الجنوب، لكن مصادر دبلوماسية جنوبية، أفادت "العربي الجديد"، أن "من المتوقع أن يدفع كيري، بمقترح أميركي، يكون بمثابة حلّ ثالث لحل الأزمة الجنوبية".

وحذّر من خطر حدوث عملية إبادة وانتشار المجاعة، في جنوب السودان، وأكد أن "هناك مؤشرات مقلقة للغاية"، و"يجب محاسبة المسؤولين عن عمليات القتل المستهدفة على أسس اتنية وقومية، ونحن نعكف على دراسة فرض عقوبات ضد من ينتهكون حقوق الانسان ويعرقلون المساعدات الانسانية".

وتأتي تصريحات كيري، عقب تحذيرات مسؤولين دوليين لحقوق الانسان الاربعاء، تعهدوا ببذل كل ما في وسعهم للحيلولة دون حدوث عمليات إبادة، وحذروا من تزايد مخاطر المجاعة. وقال كيري "يجب أن نحاول منع انتشار المجاعة التي يمكن أن تنجم عن أعمال العنف الجارية هناك الآن".

ودعا كيري، أديس أبابا الى إطلاق سراح المعتقلين السياسييين والاعلاميين الموجودين في سجونها، وشدّد على ضرورة تسريع نشر القوة التي اتفقت عليها دول "الايجاد" أخيراً.

وطالب دول شرق إفريقيا، بإرسال قوة حفظ سلام كافية وبسرعة الى جنوب السودان لكبح جماح نحو ستة أشهر من العنف الدامي بين الجماعات العرقية. وقدّر مسؤولون أميركيون، ضرورة ضمّ ما لا يقلّ عن خمسة آلاف جندي إضافي الى البعثة في جنوب السودان.

ومن المتوقع أن يعود كيري، الى واشنطن في الخامس من مايو/أيار.

واعتبر المتحدث باسم حكومة جنوب السودان في مفاوضات أديس أبابا، مايكل مكوي، أن "جوبا لا تعلم بجهود كيري، في حل الأزمة الحالية".

وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة "الأناضول"، "على كيري، أن يذهب إلى جوبا ويبحث الأزمة على الواقع مع الرئيس، سلفا كير، ومع المتمرد، رياك مشار، إذا أراد حل الأزمة".

ونفى مكوي، الاتهامات التي وجهتها الأمم المتحدة الى حكومة جوبا بتجنيد الأطفال وارتكاب انتهاكات خلال الصراع الحالي ضد المتمردين، قائلاً: إن هذه الاتهامات فيها شيء من التسرع حيث إنها سبقت نتائج التحقيق التي تجريها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.

وأشاد المسؤول الحكومي بعلاقات جوبا والخرطوم، وأثنى على موقف الرئيس السوداني، عمر البشير، ودعمه السلام الذي نتج عنه إجراء الاستفتاء والاستقلال في عام 2011، لافتاً إلى أن "هذا الموقف أسس لشراكة استراتيجية بين البلدين".

وشنّ هجوماً عنيفاً على السياسيين الـ11 المفرج عنهم في جنوب السودان، ووصفهم بأنهم "مدللون من أميركا والغرب"، مقللاً من تأثيراتهم على الوضع في جنوب السودان.

وأوضح، أن الحوار بين الحكومة والمعارضة، هو الكفيل بإنهاء الأزمة، وأن الحكومة تمثل شعب جنوب السودان والرئيس سلفاكير، منتخب ويستمد شرعيته من الشعب.

المساهمون