هولندا: 130 مقاتلاً يقلقون الأجهزة

هولندا: 130 مقاتلاً يقلقون الأجهزة

07 ديسمبر 2014
"تنظيم الدولة" يشوش على صورة العرب في أوروبا(Getty)
+ الخط -
في هولندا، هناك أوجه عدة تدلل على طبيعة التعامل مع "داعش"، ويزدحم المشهد بالمعطيات التي تماهي ازدحام "جغرافيا الخلافة" إن صح التعبير، فعلى سبيل المثال وصول آلاف اللاجئين من سورية والعراق، إلى جانب المواجهة الاستخباراتية والعسكرية المباشرة، من خلال اشتراك أمستردام في عدد من الطائرات التي تغير إلى جانب أعضاء التحالف الدولي على مواقع التنظيم وأماكن وجوده، وفي المقابل انخراط مقاتلين عرب وغير عرب، غالبيتهم من أصول مهاجرة، ولدوا في هولندا، في القتال إلى جانب التنظيم، ودعم أفكاره. 

وتقدر الاستخبارات الهولندية والأجهزة الأمنية عدد المقاتلين الهولنديين الذين يقاتلون في صفوف الجهاديين في سورية بنحو 130 شخصاً، قتل منهم في حدود 14 شخصاً، فيما عاد ما يقدر بـ30 آخرين.

وفي الأشهر الماضية شنت الأجهزة الأمنية الهولندية حملة اعتقالات طالت عدداً من الأشخاص بتهمة تجنيد الشبان من أجل القتال في سورية، فيما وضعت البعض تحت رقابة لصيقة بسبب تصريحات علنية تدعم التنظيم، كحالة الشاب عز الدين شوكوض الملقب بأبي موسى، من حي "شخيلدرسفايك" القريب من لاهاي، والذي بايع البغدادي أمير داعش علناً في الشارع، وصلى برفقة عدد من الشبان في الشارع رافعين أعلام تنظيم "القاعدة" وداعش، ونشط على الملء في تجنيد الشبان للقتال في سورية. 

فظاظة وتمرد الشاب، أبو موسى، المتحدر من أصول مغربية، وعلنيتها، يقابلها تغلغل بين بضعة آلاف من الشباب المسلم في هولندا، وهو "أمر مقلق للغاية" بحسب المنسق الوطني لمكافحة الإرهاب في هولندا "ديك شخوف". مضيفاً في تصريح للصحافة الهولندية بأن "الشباب لا يذهبون إلى سورية، لمساعدة السوريين في القتال. هذا هراء، إنهم يقاتلون من أجل إقامة دولة الخلافة". 

يلاحظ أيضاً بأن أشكال التطرف هذه تجد صعوبة في اختراق قطاعات واسعة من المسلمين في هولندا، وتتركز في جيوب لا تخلو من مقاومة اجتماعية وفكرية قوية، وبالعودة إلى مثال أبو موسى السابق، لا بد من الانتباه بأن عائلات الشبان المجندين هي من تقدمت بدعاوى التغرير بأبنائها ضده. والتي انتهت باعتقاله. 

لكن تبقى تساؤلات عدة تطرح في سياق تعاطي أمستردام مع داعش و"التهديدات الجدية" التي تحذر منها أجهزة الأمن الهولندية، التي رفعت ميزانية جهاز الاستخبارات بحوالي 25 مليون يورو، لمواجهة التهديدات المحتملة، والتي لم تنتبه مثلاً إلى كون معظم اللاجئين الواصلين من سورية والعراق هم حقيقة أول المتضررين والمكتوين بنار التنظيم المتطرف، يسود لديهم اتجاه رفض أفكار التنظيم وسلوكياته، التي ذاقوا من أصنافها الكثير خلال السنوات الماضية.

بعكس أقرانهم من المولودين في هولندا، أو المقيمين فيها منذ فترة طويلة، المؤيدين لداعش وعودة "الخلافة"، وبكل تلك الأفكار الطوباوية والمتخيلة لمآل الأمور في سورية والعراق، المتلازمة مع الجنوح إلى العنف والتطرف، وتبرير هدر الدماء. 

المساهمون