هنية في ذكرى تأسيس "حماس": سنُسقط "صفقة القرن"

إسماعيل هنية بذكرى تأسيس "حماس": سنُسقط "صفقة القرن" وقرار ترامب بشأن القدس

14 ديسمبر 2017
"حماس" تحيّي اليوم الذكرى الثلاثين لتأسيسها(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
أكد رئيس المكتب السياسي لـ"حركة المقاومة الإسلامية" (حماس)، إسماعيل هنية، أنه "لا وجود لشيء اسمه دولة إسرائيل لتكون لها عاصمة اسمها القدس"، وذلك رداً على إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، القدس عاصمة لدولة الاحتلال، مشددا على قدرة الشعب الفلسطيني على "إسقاط "صفقة القرن"".

وقال هنية، خلال إحياء "حماس"، اليوم الخميس، الذكرى الثلاثين لتأسيسها في مدينة غزة: "إنه لا يوجد بشر في العالم يمكن أن ينتزع منا القدس، ولا يمكن لكائن من كان أن يغيّر هوية القدس، ولا يمكن لأي قوة عظمى أو صغرى أن تمنح القدس للمحتل الإسرائيلي"، مشيراً إلى أنّ "ما يقوم به الفلسطينيون والعرب والمسلمون والعالم كله هو من أجل إرغام الإدارة الأميركية على التراجع عن قرارها الظالم وكسر الموقف الأميركي".

وأضاف رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، أمام حشد جماهيري كبير، وحضور فصائلي ووطني، أنّ "أجدادنا، على مدار مائة عام سابقة، ولظروف كثيرة، لم يُسقطوا وعد بلفور، لكن نحن الأحفاد والأبناء والجيل الراهن لن نمرر وعد ترامب.. وأقسم بالله أنه لن يمر حتى لو فُصلت الرؤوس عن الأجساد".

وحيّا هنية "جماهير الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وغزة والأراضي المحتلة عام 1948، وفي مخيمات اللجوء والشتات، إلى جانب أبناء الأمة من المحيط إلى إندونيسيا، الذين لبّوا النداء وثاروا من أجل القدس والهوية والشرف، ومن أجل كرامة هذه الأمة".



ولفت إلى أنّ تلك "التحركات بداية الغضب والانتفاضة والثورة، التي يشكل الشعب الفلسطيني طليعتها ورأس حربتها في إسقاط المشروع التآمري على القضية الفلسطينية"، مشيراً إلى أنه "منذ ثمانية أيام وأحرار العالم منتفضون، وقد أعادوا قضية فلسطين والقدس إلى الصدارة".

كما تحدّث عن "تصدّع الموقف الأميركي على المستوى الدولي، وعزل الإدارة الأميركية لأول مرة في التاريخ المعاصر، حيث أصبح العالم كله في كفة وترامب ونتنياهو في كفة أخرى"، مفسرا ذلك بـ"تصدّع المكانة الدولية للولايات المتحدة، وتراجع المكانة السابقة التي كانت تحتلها حتى عند الدول الأوروبية".

وعرّج هنية على أهداف الحراك الجماهيري الفلسطيني، إذ أشار إلى أنّ هدفه الثاني هو "إسقاط ما يسمى "صفقة القرن""، ووجّه رسالة للرئيس الفلسطيني، الذي وصفها بـ"صفعة القرن"، حيث قال: "إننا كشعب وأمة عظيمة قادرون على أن نرد هذه الصفعة بإسقاط ما يسمى "صفقة القرن"".



وجدد رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" رفض الاعتراف بإسرائيل والتطبيع والتفريط في القدس، مشدداً، في السياق ذاته، على "تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية القوية المتينة، على قاعدة الاحترام المتبادل والشراكة في إدارة شؤون الوطن".

ورأى أن "أبلغ رد على نتنياهو أن يكون هناك موقف فلسطيني موحد، ولذلك اليوم "حماس" متمسكة بالمصالحة الوطنية التي انطلقت بقوة خلال الشهور الماضية، وقطعنا فيها أشواطاً جيدة على طريق استعادة الوحدة الوطنية".

وأشار إلى "ضرورة بناء تحالفات قوية على مستوى المنطقة والأمة"، فـ"معركة القدس ليست معركتنا وحدنا، بل هي معركة جماهير الأمة كل الأمة، ولذلك نحن نحيّي كل موقف غيور أصيل يساند القدس ويناصر القدس، ونحيّي ونرحب بكل فكرة يمكن أن تبني بنياناً قوياً في المنطقة".

من جهته، دعا عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، جميل مزهر، في كلمة نيابة عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، حركة "حماس" إلى مواصلة المصالحة، واستعادة الوحدة الوطنية.



وقال مزهر لـ"حماس": "واصلوا هجوم المصالحة، لا تترددوا، استعيدوا الوحدة، وتمسكوا باتفاقات المصالحة، وسنواجه معاً أي محاولات لتعطيلها، ونحن في القوى الوطنية والإسلامية شكّلنا لجنة متابعة وطنية لمتابعة ومراقبة تنفيذ الاتفاق، ولن نسمح بالارتداد عنها، كونها الخيار الوحيد لاستعادة الوحدة وحماية المشروع الوطني وتخفيف معاناة شعبنا، وتعزيز صموده في مواجهة التحديات".

ولفت إلى أنّ "تمكين الحكومة يتحقق بتمكين المواطن من حقوقه المدنية والحياتية والوظيفية"، مطالباً بـ"العودة عن خطيئة الإجراءات والعقوبات المفروضة على القطاع فوراً، وحل الأزمات العالقة"، فـ"هذا القطاع جزء من شعبكم، ناضل وقدّم التضحيات الجسام من أجل الوطن، ولا يستحق منكم سوى حياة كريمة تليق بمستوى وحجم تضحياته".



وحثّ مزهر على "ترتيب البيت الفلسطيني"، معتبرا أن "ذلك يتحقق بعقد مجلس وطني جديد بمشاركة حركتي "حماس" و"الجهاد"، ليكون بمثابة الهيئة التمثيلية المقررة والجامعة للشعب الفلسطيني، والتي من خلالها نواجه التحديات موحَدين بعيداً عن الاستئثار والتفرد بالقرار".

وجدد مسؤول "الجبهة الشعبية" في قطاع غزة، دعوة السلطة الفلسطينية، إلى "وقف رهانات المفاوضات والتخلص من الالتزامات الأمنية والاقتصادية والسياسية، وسحب الاعتراف بدولة تحتل أرضنا وترتكب الجرائم بحق شعبنا، ولا تزال تحاصرنا".