هنري.. مرعب الحراس يودّع الملاعب

16 ديسمبر 2014   |  آخر تحديث: 15:23 (توقيت القدس)
هنري إبداع تاريخي ونجم يصعب تكراره كروياً (العربي الجديد)
+ الخط -

ستظل مسيرته خالدة في عالم كرة القدم، ذلك المهاجم والهداف الفذّ الذي يسجل من أنصاف الفرص، وهو الذي اختص بطريقة مثيرة لهز الشباك؛ فما أن ينفرد بالكرة حتى "يركنها" في الزاوية البعيدة بأسلوب بات حصراً له.. تيري هنري يضع حدا للرفيق الدائم له على مدار ما يقارب الـ20 عاماً.

ولم يكن اعتزال هداف فرنسا التاريخي شيئا غريبا أو مفاجئا، بل كان منتظرا، لكنه أسدل معه الستار رسميا على آخر عمالقة الفن الكروي الفرنسي الرفيع، ذلك الجيل الذي أبدع وأمتع الناظرين، وساهم في تحقيق رؤية مغايرة لعالم الساحرة المستديرة في العالم.

اعتزل هنري كرة القدم كلاعب، لكنه سيبقى قريبا منها في ظل إعلانه العمل كمعلق بقناة رياضية في التحليل والنقد الرياضي.

أجمل اللحظات
وفور إعلان اعتزاله، استذكر محبو نجم أرسنال الإنجليزي السابق، الذي ارتبط اسمه بالنادي الإنجليزي رغم أنه بدأ مسيرته الاحترافية في موناكو الفرنسي ومثل بعدها يوفنتوس الإيطالي وبرشلونة الإسباني وأخيرا مع نيويورك ريد بولز الذي أنهى فيه مسيرته، لكن إبداعه ولد رسميا بين صفوف "المدفعجية"، الأمر الذي أهّله لأن يكون نجما وهدافا تاريخيا فيما بعد في صفوف منتخب الديوك الفرنسية.

ثماني سنوات قدم فيها هنري البالغ من العمر 38 عاما مع "الجنرز" كل شيء، وصولا لجعل محبي أرسنال ينصبون له تمثالاً في "استاد الإمارات" يمثل حركته الاحتفالية الشهيرة بعد تسجيل الأهداف "التزحلق جلوسا على العشب"، فتوج هدافا للدوري الإنجليزي الممتاز في أربع مناسبات بتسجيله 228 هدفا في 376 مباراة، وأفضل هداف في أوروبا مرتين، وتوج معه بلقب الدوري المحلي مرتين ولقب الكأس المحلية ثلاث مرات، ليصبح أفضل هداف في تاريخ "المدفعجية".

كانت الدموع واللحظات المثيرة للمشاعر، حاضرة حين عاد إلى أرسنال في 2012 على سبيل الإعارة من نيويورك ريد بولز خلال فترة توقف الدوري الأميركي. ومن المؤكد أنه كان من الصعب عليه الدفاع مجددا وفي هذا العمر عن ألوان الفريق اللندني الذي تركه في 2007 للانضمام إلى برشلونة، فأبى إلا أن يكون العود أحمد، حين سجل هدفين في 7 مباريات خاضها مع الفريق خلال فترة الإعارة.

ذكريات للنسيان
قال هنري في بيانه الذي نشره على صفحته الرسمية "فيسبوك" والذي تضمن الإعلان عن اعتزاله أن لديه "ذكريات مذهلة، معظمها جيد". ولا شك أن الهداف يتذكر جيدا الفترة الاحترافية مع اليوفي في تجربة غير موفقة لم تستمر سوى ستة أشهر ولم تكن ناجحة، كما كان الحال في برشلونة، خاصة مع نهاية العلاقة بينهما، رغم أنه كان لاعبا من 2007 حتى 2010، أي ضمن الفريق التاريخي الذي توج مع البرسا في عام 2009 بالسداسية التاريخية.

وقد لا ينسى هنري الذكريات المؤلمة بعد الانتقادات اللاذعة التي وجهت له إثر حادثة الملحق الأوروبي المؤهل إلى مونديال 2010، حين مرر الكرة بيده لوليام جالاس الذي سجل هدف التأهل لفرنسا على حساب إيرلندا في 2009، بل ازداد الأمر سوءا مع المنتخب في ذلك المونديال الأفريقي، حين ودع "الديوك" النهائيات من الدور الأول بعد مشاركة محرجة تخللها مقاطعة اللاعبين للتمارين؛ احتجاجا على قرار المدرب ريمون دومينيك باستبعاد نيكولا أنيلكا؛ لأن الأخير شتمه، وما تبع هذه المشاركة من عقوبات من قبل الاتحاد المحلي بحق اللاعبين.

أرقام مذهلة تاريخياً
وباعتباره الهداف التاريخي لأرسنال والمنتخب الفرنسي، إذ سجل مع المنتخب الفرنسي 51 هدفا، ويعتبر ثاني أكثر لاعب من حيث المشاركات الدولية (123 مباراة)، وتوج مع فرنسا ببطولة كأس العالم 1998 وكأس الأمم الأوروبية عام 2000 وكأس القارات عام 2003، وصل معه إلى نهائي نسخة 2006.

وسيودّع هنري ملاعب الكرة وفي جعبته 411 هدفا وجميع الألقاب الممكنة، إن كان على الصعيد الدولي أو في مسيرته على صعيد الأندية؛ إذ توج أيضا بألقاب الدوري الفرنسي عام 1997 والإسباني عامي 2009 و2010 والكأس الإسبانية والكأس السوبر الإسبانية ودوري أبطال أوروبا والكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية عام 2009 مع برشلونة الذي سجل معه 49 هدفا في 121 خاضها في جميع المسابقات من 2007 حتى 2010.

من الملاعب إلى الإعلام
هنري لن يبتعد عن اللعبة التي يعشقها، وسينتقل إلى التلفزيون ليعمل كمستشار كروي لشبكة "سكاي سبورتس" البريطانية التي ستعيده إلى العاصمة لندن، فقال عن ذلك "حان الوقت بالنسبة لي كي أسلك مسارا مختلفا في مسيرتي، ويسعدني الإعلان عن عودتي إلى لندن من أجل الانضمام إلى سكاي سبورتس التي سأشاركها الخبرة التي اكتسبتها خلال تلك الأعوام"، آملا أن يستمتع الجمهور بما لديه من معرفة كما استمتعوا به خلال أيام تألقه كلاعب، مضيفا "أراكم على الجهة الأخرى".

المساهمون