هل يتوقع الذكاء الاصطناعي عنف التلاميذ؟

هل يتوقع الذكاء الاصطناعي عنف التلاميذ؟

02 يوليو 2018
الألم يكبر مع كلّ حادثة جديدة (جيم يونغ/فرانس برس)
+ الخط -
يعتقد بعض الباحثين أنّ بإمكان الذكاء الاصطناعي أن يساعد في توقع عنف التلاميذ، بحسب موقع "سميثسونيان" التعليمي المتخصص.

عمليات إطلاق النار في المدارس شغلت الولايات المتحدة. فحصيلة الحوادث والضحايا مستمرة في الارتفاع، إذ تتجذر ثقافة السلاح عند الأميركيين، بالترافق مع انتشار الأسلحة وسهولة اقتنائها من المتاجر، علماً أنّه ليس هناك إجماع حول كيفية وقف هذه الظاهرة، حتى أنّ بعض الاقتراحات يصل إلى حدود غريبة كتسليح المعلمين مثلاً.

لكنّ بعض العلماء بدأوا في استكشاف إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في التوصل إلى إجابات. الفكرة تتعلق في أنّ الخوارزميات قد تكون قادرة على تحليل البيانات المتعلقة بإطلاق النار في المدارس بشكل أفضل، وربما تحديد الأنماط في لغة التلاميذ، أو السلوك الذي قد ينذر بالعنف المدرسي.

ما زال البحث في مراحله الأولى، لكنّ احتمال استخدام الآلات للتنبؤ بمن هو مطلق النار المحتمل في المدرسة يثير قضية الحرية الشخصية، والخصوصية وغيرها من الأسئلة الأخلاقية المرتبطة بأيّ شكل من أشكال التنميط، خصوصاً أنّ العملية ستشمل الأطفال.

الهدف هو معرفة ما إذا كانت القوة التحليلية للآلات الذكية يمكن أن توفر المزيد من الوضوح. وتوصل فريق من الباحثين في المركز الطبي لمستشفى الأطفال في سينسيناتي إلى أنّ الذكاء الاصطناعي دقيق مثل فريق من الأطباء النفسيين للأطفال والمراهقين عندما يتعلق الأمر بتقييم مخاطر السلوك العنيف. وقد بنوا نظريتهم بالاستناد إلى مقابلات مع 119 طفلاً ومراهقاً تراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً، مع التركيز على تقييم مخاطر إطلاق النار في المدارس.




يقول الباحث الرائد في الدراسة درو بارزمان: "عادة ما تكون هناك علامات تحذير قبل وقوع عنف في المدرسة. على وجه الخصوص، يمكن أن تساعد اللغة التي يستخدمها التلميذ في تصنيفه كمراهق خطر أو منخفض الخطر. ومن المرجح أن يتحدث الخطِر عن أعمال العنف الكامنة في نفسه وألعاب الفيديو أو الأفلام العنيفة". وبالفعل استخدم الباحثون خوارزمية الذكاء الاصطناعي بالاستناد إلى أنماط اللغة، لكشف احتمالات العنف المرتفع، فسجلوا نجاحاً لآليتهم وصل إلى نسبة 91 في المائة من المطابقة مع التقييمات الأكثر شمولاً المعتمدة لدى الأطباء النفسيين للأطفال والمراهقين. وهو ما يمكن أن يعكس قدرة كبيرة لاحقة على استخدام هذه الخوارزمية التي يمكن أن تكتفي ببيانات التلاميذ السلوكية المسجلة سنة بعد سنة في مدارسهم، من دون الاضطرار إلى عرض كلّ واحد منهم على الأطباء والمختصين.

المساهمون