نجح فاردي هذا الموسم في صناعة 6 "أسيست"؛ رقم يتفوق به على لاعبين كبار بقيمة فابريغاس وكوتينهو، بالإضافة إلى أن ثلاثة انتصارات بنتيجة 1-0 لصالح ليستر جاءت من أهداف صنعها جيمي، مع قدرة كبيرة على مزاحمة المدافعين، والحصول على أخطاء في أماكن خطيرة بالثلث الهجومي، من أجل الاستفادة من قوة رفاقه في ألعاب الهواء.
مهاجم متطور
يحلل "زونال ماركينج" أداء المهاجم الإنجليزي جيمي فاردي، ويؤكد أنه تطور كثيرا في النصف الثاني من الموسم، رغم أنه بات يسجل أهدافا أقل مع ليستر سيتي، فرانييري اعتاد على الفوز بنتائج قليلة تهديفيا في الفترة الأخيرة، وعلى الرغم من قلة نجاعة مهاجمه أمام المرمى، إلا أنه يُفيد زملاءه كثيرا من ناحية تكتيكية بحتة.
وبالتالي يذهب الجزء التكتيكي إلى التأكيد على نجاعة فاردي، حتى في حالة عدم تسجيله أهدافا غزيرة بالفترة الماضية، لأنه لاعب يناسب بشدة طبيعة لعب البريميرليغ، ويؤدي بطريقة تتجاذب مع طموح فريق ليستر، والذي لا يهاجم بضراوة، بل ينظم صفوفه في الخلف، وينتظر الفرصة المناسبة لضرب منافسيه، إما بكرة ثابتة أو هجمة مرتدة قاتلة.
العمل الرقمي
ترتبط كرة القدم في السنوات الأخيرة بفكرة العمل الجماعي، لذلك يتشكل كل جهاز من مجموعة كبيرة، وليس مجرد مدرب ومساعد كما كان يحدث في السابق، ودخلت لغة الأرقام في مسألة التقييمات الخاصة بأي لاعب، ولم تعد المهارة فقط هي الفارق بالنسبة لهذه اللعبة التي اهتمت بالتفاصيل خلال السنوات القليلة الماضية.
لذلك لم يعد فقط عامل تسجيل الأهداف هو العنصر الخاص الوحيد بتقييم المهاجم، بل دخلت عوامل أخرى كصناعة الأهداف والتحرك بدون كرة كما يفعل الفرنسي كريم بنزيمة في ريال مدريد، ويقوم بدور محوري في خلق المساحات اللازمة لتألق كريستيانو رونالدو، بالإضافة إلى المهام الأخرى التي تتعلق بأداء الشق الدفاعي، ومساندة كامل خطوط الفريق.
وجيمي فاردي لاعب مفيد جدا في هذا الجانب، ويُحسب له اجتهاده في ما يعرف رقميا بالـ Work Rate، لذلك قام اللاعب بعمل 32 عرقلة دفاعية مشروعة هذا الموسم، مع 16 افتكاك مثالي، ومشاركته في 89 لعبة هوائية صحيحة من أصل 284، في دلالة واضحة على محاربته في كل كرة، وإصراره على الاستفادة من كافة الصراعات أمام لاعبي الخصوم، سواء في حالات الهجوم أو الدفاع.
غياب مؤثر
تعرض فاردي لطرد مفاجئ في مباراة ليستر وويستهام، ليغيب بصفة مبدئية لمدة مباراة، لكن هناك مؤشرات تؤكد مضاعفة العقوبة، بسبب اتهام الاتحاد الإنجليزي له بسوء السلوك، نتيجة الاعتراض المبالغ على حكم المباراة، ليضع كلاوديو رانييري في أزمة حقيقية، خلال آخر 4 مباريات من عمر البطولة المحلية.
"فاردي هو نسخة إيطالية من حقبة سبعينيات القرن العشرين، يضرب دائما الفراغات ويهاجمها بدقة وسرعة"، هكذا يصف رانييري لاعبه المهاجم، والذي يجد في إنجلترا بيئة مثالية لتألقه، حيث المساحات الشاسعة في وبين الخطوط، والقنوات الشاعرة بين المدافعين، مما يجعل هذا الدوري بيئة خصبة لتألق فاردي وفريقه، خصوصا أنه لاعب يجيد التحولات، ونموذج ملائم لاستراتيجية المرتدات.
ونتيجة هذا الغياب المنتظر، من الممكن بشدة أن يتأثر ليستر، نتيجة عدم وجود اللاعب الذي يتحرك باستمرار في الثلث الأخير، ويزاحم لاعبي المنافس، مع عودة مستمرة إلى منطقة الوسط، في سبيل تحول محرز إلى قلب الهجوم، أو حصول أوكازاكي على مكان مناسب لإحراز هدف، كما كان يحدث في الأسابيع الفائتة.
الخطة ب
يبقى خيار اللجوء إلى خطة بديلة هو الأقرب للواقع، وتتجه كل الطرق إلى ليوناردو أولوا، المهاجم صاحب الطول الفارع، واللاعب الذي شارك أساسيا لفترات طويلة في الموسم الماضي، مع الحفاظ على نفس الخطة، 4-4-2 دون تغيير، بتواجد رباعي وسط بقيادة الجزائري محرز، وفي الهجوم أوكازاكي وأولوا.
وبكل تأكيد لا صوت يعلو فوق صوت الجزائري محرز، فهو اللاعب الأهم في هذا الفريق، نتيجة امتلاكه لعنصر المهارة، وبالتالي سيحاول رياض مساعدة البقية من أجل حصد النقاط، عن طريق صناعة الفرص والأهداف، فمع غياب فاردي، سيحاول محرز وضع أولوا في وضعية مناسبة أمام المرمى، بالكرات العرضية المستمرة، والتمريرات القطرية داخل منطقة الجزاء، للاستفادة من قوته البدنية واندفاعه القوي.
ماذا تريد يا رانييري؟ عقد كبير؟ نجم عظيم؟ لا قيمة لكل هذه الأمور في الأسابيع الأخيرة، كل ما يحتاجه ليستر سيتي اللعب من قلبه، مع طاقة مضاعفة، وبكل تأكيد لمسة من رياض محرز، وهدف من أي لاعب داخل أو خارج منطقة الجزاء، في الانتظار.
لمتابعة الكاتب