هل وصل البريد؟

09 أكتوبر 2016
الشكل التقليدي مستمر في بعض الأماكن(فرنسوا لو بريستي/فرانس برس)
+ الخط -

السؤال الأزلي للمنتظرين: "هل وصل البريد؟". البريد ليس رسالة من محبوب أو قريب أو جواب يمسّ قضية حياتية كبرى كالعمل والدراسة وغيرهما فقط. هو أيضاً ذلك الرجل بهندامه المميز تعلوه قبعة صيفاً أو شتاء، ولا يفارق دراجته الهوائية. صورة انطبعت في الذاكرة منذ دروس القراءة والاستظهار في المدرسة الابتدائية، حول ساعي البريد الذي "ما ينفكّ منطلقاً... وكلّ بابٍ عليه غير موصود".

الصورة نفسها مستقرة في ذاكرة الأجيال، بالرغم من تطور البريد وتطور أدوات تسليمه وإرساله. الساعي بات يعمل على سيارة ودراجة نارية. والبريد نفسه تبدلت صفته وبات في أكثر الأحيان مقتصراً على تسليم طرود صغيرة أو كبيرة، أمّا الرسائل الشخصية تلك التي كانت تنمَّق كلماتها وتزخرف أوراقها فقد حلّ البديل الإلكتروني والمعلوماتي سريعاً مكانها حتى تكاد تختفي.

العشاق اليوم لا يشتكي منهم سعاة البريد لكثرة مراسيلهم، كما كانوا يفعلون في أغنية "البوسطجية اشتكوا" لرجاء عبده في أربعينيات القرن الماضي. ليس البريد العادي من أدوات العشاق في زمن البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي الكثيرة.

مع ذلك، تبقى للبريد كينونته في التراث وفي الحاضر. تبدّل الكثير من مهامه وواكب العصر وما زال يؤدي دوراً فعالاً يبرر احتفاء الأمم المتحدة به اليوم الأحد بالذات في "اليوم العالمي للبريد" الذي يصادف ذكرى تأسيسه في 9 أكتوبر/ تشرين الأول 1874 في العاصمة السويسرية برن.

(العربي الجديد)