هل نسّق "ويكيليكس" والمتصيدون الروس هجومهم على كلينتون؟

هل نسّق "ويكيليكس" والمتصيدون الروس هجومهم على كلينتون؟

21 يوليو 2018
أكثر من 18000 تغريدة في 6 أكتوبر 2016(ياب آريينز/نورفوتو)
+ الخط -

عشية أحد أكثر الأيام إخبارية في موسم الانتخابات الأميركية الرئاسية لعام 2016، أطلقت مجموعة من الناشطين الروس رسائل "تويتر" بسرعة، حوالي 12 تغريدة كل دقيقة. وبحلول الوقت الذي انتهوا فيه، كانوا قد نشروا أكثر من 18 ألف تغريدة في الفضاء الإلكتروني موجهة إلى الناخبين الأميركيين، مما جعله اليوم الأكثر ازدحاماً في عملية التضليل التي لا تزال آثارها تزعج السياسة الأميركية.

والسبب وراء هذا النشاط المفاجئ في 6 أكتوبر/تشرين الأول عام 2016 الذي وُثّق في مجموعة جديدة من 3 ملايين تغريدة روسية جمعها باحثون من "جامعة كليمسون"، لا يزال لغزاً أسفر عن نظريات مثيرة للفضول، ولكن ليس هناك تفسير نهائي.

تحاول النظريات أن تفهم كيف يمكن أن يكون مثل هذا التدفق الهائل للمعلومات التضليلية الروسية مرتبطاً بما حدث بعد ذلك مباشرة، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2016، حين نشر موقع "ويكيليكس" رسائل إلكترونية محرجة سُربت من حملة المرشحة الديمقراطية حينها، هيلاري كلينتون.


ورأى باحثو "جامعة كليمسون" إمكانية وجود صلة بين توقيت تسريبات "ويكيليكس" وسيل التغريدات التي تباينت على نطاق واسع في المحتوى ولكنها تضمنت كلها تعليقات سياسية. وما يزيد من تعقيد هذا التحليل عدد الأحداث الأخرى الجديرة بالملاحظة في ذلك اليوم، وأبرزها ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن تسجيل للجمهوري دونالد ترامب يتحدث بشكل فظ عن المرأة.

وفي ذلك اليوم أيضاً، أعلن مسؤولو الاستخبارات الأميركية عن قلقهم المتزايد إزاء التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، وذلك عقب تقارير عن اختراق أميركيين بارزين وتدخل في أنظمة انتخابية في ولايات أميركية عدة.

هل استطاعت فرق التضليل الروسية الحصول على إشعار مسبق بتسريبات "ويكيليكس"؟ وهل تكشف أعمال الناشطين في ذلك اليوم عن استراتيجية روسيا وتكتيكاتها الآن بعد أن يتجه الأميركيون إلى انتخابات حاسمة أخرى في غضون بضعة أشهر؟ هذه الأسئلة التي أثارتها "واشنطن بوست" حاول باحثو "جامعة كليمسون" الإجابة عنها.

ومن أجل هذا الغرض، جمع الباحثون المجموعة الأكبر من التغريدات التضليلية الروسية المتوفرة إلى الآن، من فبراير/شباط عام 2014 إلى مايو/أيار عام 2018، وكلها من الحسابات التي حددها "تويتر" كجزء من حملة التضليل التي أجرتها "وكالة أبحاث الإنترنت"، ومقرها في سانت بطرسبرغ، ولها صلات بالكرملين.


وتقدم البيانات الجديدة بشكل جماعي أدلة أكثر على الطبيعة المنسقة لمحاولة روسيا التلاعب بالانتخابات الأميركية. وتكشف التغريدات بشكل عام عن عملية تكيفية للغاية، إذ تفاعلت عشرات الملايين من المرات مع مستخدمي "تويتر" الحقيقيين الذين أعاد العديد منهم نشر تغريدات من الحسابات الروسية.

ووجد الباحثون أيضاً أن الروس الذين يعملون لصالح "وكالة أبحاث الإنترنت"، أي المتصيدين، حددوا متوسط ​​وتيرة التغريد بعد انتخاب دونالد ترامب. وانطبق هذا الأمر بشكل خاص على أكثر من 600 حساب استهدف الناخبين المحافظين الذين كانوا جزءاً من قاعدته الانتخابية، وهي زيادة يشتبه الباحثون في أنها كانت محاولة لتشكيل الأجندة السياسية خلال الفترة الانتقالية عن طريق تنشيط المؤيدين الأساسيين.

في السياق نفسه، أفاد مسؤولون أميركيون مطلعون على المعلومات التي جمعتها الحكومة الأميركية حول العملية الروسية بأنهم لم يثبتوا بعد وجود علاقة واضحة بين "ويكيليكس" وحسابات المتصيدين، في حديثهم لـ "واشنطن بوست".

لكنهم أشاروا إلى وجود دلائل قد تشير إلى التنسيق، إذ يبدو أن "ويكيليكس" كان ينوي نشر رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بحملة كلينتون الانتخابية في وقت أقرب إلى الانتخابات، إلا أن بعض الأحداث الخارجية أجبرت المجموعة على النشر في وقت أقرب من الموعد المخطط له.

المساهمون