هل قبل الأردن باعتبار باب الرحمة مكاناً ليس للعبادة؟

هل قبل الأردن بالموقف الإسرائيلي اعتبار باب الرحمة مكاناً ليس للعبادة؟

القدس المحتلة

محمد محسن

محمد محسن
11 مارس 2019
+ الخط -
انتهى الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، والذي خصص للبحث في آخر التطورات المتعلقة بالمسجد الأقصى على ضوء ما نشر أمس الأحد عن التوصل إلى "تفاهمات" تتعلق بطبيعة استخدام باب الرحمة، حيث أكد المجتمعون على "رفضهم تقديم أي تنازلات للاحتلال".

وقال حاتم عبد القادر، عضو مجلس الأوقاف، في تصريح مقتضب لـ"العربي الجديد"، إن الاجتماع انتهى دون إصدار بيان، لكنّ المجتمعين أكدوا على رفضهم تقديم أي تنازلات للاحتلال بخصوص المصلى، مشيرًا إلى أن الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي لم تسفر عن أية نتائج. 

وقال عبد القادر: "تم التأكيد على الموقف الثابت لمجلس الأوقاف بخصوص باب الرحمة وحق المسلمين بالصلاة فيه والبدء بترميمه وصيانته، ورفض التوجه للمحاكم الإسرائيلية بخصوصه".

وردا على سؤال لـ"العربي الجديد" عما إذا كان المجتمعون تطرقوا إلى ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تفاهمات بين الأردن وإسرائيل تقبل فيها عمان الموقف الإسرائيلي اعتبار باب الرحمة مكانا للزيارة وليس مصلى، قال عبد القادر: "لم نبلغ خلال الاجتماع بأية تفاهمات"، مشيرا إلى أن ما نشر بهذا الخصوص هو ما ذكرته المصادر الإسرائيلية.

وتتناقض تصريحات عبد القادر هذه مع ما كان صرح به في وقت سابق اليوم لـ"العربي الجديد"، إذ أكد في تصريحه السابق وجود مثل هذه التفاهمات، مشيرا إلى أن مجلس الأوقاف ألقى الكرة في الملعب الأردني، باعتبار الأردن صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية وفي المقدمة منها المسجد الأقصى، "وقد قلت ذلك في بيان سابق بأن أية مفاوضات تتعلق بالمصلى هي من اختصاص الأردن، ويبدو أن الأردن نجح من خلال تلك التفاهمات في إنزال حكومة الاحتلال عن الشجرة العالية التي صعدت عليها".

وفي شرحه وتبريره لتلك التفاهمات قال عبد القادر: "المكان بطبيعته الأصلية ليس مصلى، وإنما هو أحد مكونات المسجد الأقصى المبارك، ومن حق مجلس الأوقاف أن يستعمله كما يشاء وكما يراه مناسبا، ولكن المهم أولا أن يتم ترميمه".

وردا على سؤال لـ"العربي الجديد"، بشأن ما إذا كانت هذه التفاهمات تقضي بالسماح بزيارة مبنى باب الرحمة، قال عبد القادر: "هو لا يختلف كثيرا عن المتحف الإسلامي. وهم يزورون كل منطقة في الحرم. مع ذلك كل الحرم بالنسبة لنا مقدس بمساحته البالغة 144 دونما، وكل سنتمتر فيه يعتبر جزءا من الأقصى المبارك، وهذا لا يمنع أحدا من أن يصلي فيه. فالناس تصلي أحيانا في المتحف".

واستدرك بالقول "ولكن نحن معنيون أولا بأن تباشر الأوقاف الإسلامية أعمال الترميم لنرى كيف يمكن إشغال هذا المكان، والمهم بالنسبة لنا ألا يكون مغلقا، وألا تتدخل إسرائيل في شؤونه، أو أن يكون لها سيطرة عليه".

هذه التفاهمات أكدها أيضا الدكتور جمال عمرو، الذي توقع أن يعلن مجلس الأوقاف في ختام اجتماعه اليوم عن تحقيق انتصار في قضية مصلى الرحمة، دون أن يوضح طبيعة هذا الانتصار.

وقال عمرو لـ"العربي الجديد"، إن "كل طرف سيحاول إظهار ما تم على أنه إنجاز له، وسيذهب به إلى جمهوره، لكن الأهم أن هناك طرفا ثالثا هو المواطن الفلسطيني المتمسك بمسجده وبحقه فيه، وهو صاحب القرار الأول والأخير".

وكانت مصادر إسرائيلية كشفت النقاب أمس عن أن رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات قد نجحا في وقف التدهور حول محيط غزة الأسبوع الماضي، وفي منطقة باب الرحمة في القدس.

وجاء احتواء الأزمة من خلال سلسلة من الاتصالات أجراها كوهين وبن شبات مع القاهرة والأردن، توصلا من خلالها إلى ترتيبات مع حركة "حماس" في قطاع غزة، ومع السلطة الفلسطينية في رام الله والوقف الإسلامي في القدس.


وما يهم الإسرائيليين ألا يصبح مصلى باب الرحمة مسجدا ومكانا للعبادة بالنسبة للمسلمين، وهو ما أكدته تصريحات لأحد عناصر شرطة الاحتلال حينما اقتحم مصلى باب الرحمة قبل يومين وداس بحذائه سجاد مصلى باب الرحمة.

ووفقا لزعم الموقع الاستخباري الإسرائيلي "ديبكا"، فقد أكدت التفاهمات التي تم التوصل إليها حول باب الرحمة قبول الأردن الموقف الإسرائيلي الذي يعتبر باب الرحمة ليس مكانا للعبادة، واقترحت إسرائيل أن يفتح باب الرحمة، الذي كان مغلقا منذ فترة طويلة للزيارات.

ووفق الموقع فقد أبلغت إسرائيل الأردن أنها لن تسمح بتغيير الوضع القائم في القدس حتى لو احتدمت المواجهات، فيما زعم الموقع العبري أن الحكومة الأردنية وافقت على الموقف الإسرائيلي، مما ساهم في عودة الهدوء خصوصا أن الجمعة الماضية قد مرت بهدوء في الأقصى.

ذات صلة

الصورة
مشهد لموقع مجمع الشفاء الطبي في غزة في 1 إبريل 2024 (محمد الحجار)

مجتمع

كشف فلسطينيون كانوا في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه في شمال قطاع غزة عن فظائع ارتكبتها القوات الإسرائيلية في خلال اقتحامها المستشفى قبل انسحابها منه كلياً.
الصورة
فلسطينيون والمقر الرئيسي لوكالة أونروا في قطاع غزة وسط الحرب (فرانس برس)

سياسة

قالت صحيفة "ذا غارديان" إن إسرائيل قدمت للأمم المتحدة مقترحاً لتفكيك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ونقل موظفيها إلى وكالة أخرى.
الصورة
الأستاذة الجامعية الهولندية ثيا هيلهورست التي تخوض إضراباً عن الطعام دعماً لقطاع غزة (إكس)

مجتمع

تنفّذ الأستاذة الجامعية الهولندية ثيا هيلهورست إضراباً عن الطعام أمام برلمان بلادها، من أجل لفت الانتباه إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والجوع فيه.
الصورة
بيان أبو سلطان (إكس)

منوعات

أعلنت الصحافية الفلسطينية بيان أبو سلطان "نجاتها"، بعدما اعتقلها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مستشفى الشفاء، غربي غزة، وانقطعت أخبارها منذ 19 مارس/آذار الحالي.

المساهمون