Skip to main content
هل ضاع أول قمر اتصالات مصري في الفضاء؟
العربي الجديد ــ القاهرة
أُطلق القمر في نوفمبر من العام الماضي (Getty)

رجّح مصدر مسؤول في وكالة الفضاء المصرية، أن يكون القمر الصناعي "طيبة 1" الذي أُطلق في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قد فُقد بعد أن خرج عن مداره المحدد في الفضاء، وأن العلماء المصريين المسؤولين عن المشروع في الوكالة، لا يستطيعون استرجاعه.
أطلقت وكالة الفضاء المصرية القمر الصناعي الأول للاتصالات في مصر "طيبة 1"، يوم 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، من قاعدة الإطلاق في مدينة كورو بإقليم غويانا الفرنسي في أميركا الجنوبية، عبر صاروخ يحمل القمر إلى المدار الخاص به، الذي يقع على بعد 36 ألف كم من سطح الكرة الأرضية.
وأكد المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أن العلماء المصريين العاملين في الوكالة نصحوا بعدم التعجل في إطلاق القمر، نظراً إلى أن الدراسات الخاصة به لم تنتهِ، وأنه يحتاج إلى فترة أطول من أجل ضبطه وإتمام مسائل تقنية مهمة، إلا أن الضابط المسؤول والمكلف من قبل القوات المسلحة للإشراف على المشروع، أصرّ على الموعد المحدد، مؤكداً أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أمر بالإسراع في إطلاق القمر، ولا سيما أن عملية الإطلاق تأجلت أكثر من مرة لأسباب فنية.
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، أعلن مجلس الوزراء المصري إطلاق القمر الصناعي "طيبة 1"، وذلك "تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بما يتماشى مع تحقيق استراتيجية التنمية المستدامة لمصر "2030" للنهوض بالوطن في شتى المجالات".
وقالت جريدة الأخبار الحكومية المصرية بعد الإطلاق مباشرة إن مصر "حققت إنجازاً جديداً يضاف إلى قائمة المشروعات القومية الكبرى بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بإطلاق القمر الصناعي المصري "طيبة 1" ضمن سلسلة أقمار "طيبة سات" التي تعتزم الدولة إطلاقها.
وبحسب المصدر، فإن القمر الصناعي الجديد كان من المفترض أن يحسّن البنية التحتية لقطاع الاتصالات في مصر، وتوفير خدمات الإنترنت السريع والاتصالات للمناطق النائية، ما يساعد في تنمية تلك المناطق واستغلال الموارد الطبيعية. وكان من المفترض أن يستمر القمر في الخدمة 15 عاماً، وكلف 600 مليون يورو.
ووفقاً لبيان مجلس الوزراء، جرى تصنيع قمر الاتصالات "طيبة 1" من خلال تحالف شركتي "تاليس إلينيا سبيس"  و"إيرباص" الفرنسيتين، اللتين تعدّان من كبرى الشركات العالمية العاملة في مجال تصنيع الأقمار، وجرى الاستعداد للإطلاق بواسطة شركة "آريان سبيس"، وحسب البيان، كان من المفترض أن يوفر القمر التغطية لجمهورية مصر العربية وبعض دول شمال أفريقيا ودول حوض النيل.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وقال البيان إن القمر الصناعي "يسهم في دفع عجلة التنمية من خلال توفير بنية تحتية للاتصالات والإنترنت عريضة النطاق للمناطق النائية والمنعزلة، لدعم المشروعات التنموية بهذه المناطق، وكذلك سد الفجوة الرقمية بين المناطق الحضرية والريفية، ويساهم في النهوض بقطاع البترول والطاقة والثروة المعدنية والتعليم والصحة وجميع القطاعات الحكومية الأخرى، ويدعم جميع أجهزة الدولة في مكافحة الجريمة والإرهاب الذي بات ظاهرة تهدد أمن الشعوب واستقرارها".
وفي 27 فبراير/ شباط الماضي، أكد الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية محمد القوصي، أن القمر الصناعى "طيبة 1" موجود فى المدار المخصص له، وهو المدار الثابت على ارتفاع 36 ألف كيلو من سطح الأرض، ويجرى التحكم فيه من مصر.
وقال الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، في تصريحات صحافية، إن القمر يخضع لما يُسمى "الضبط الدقيق لأجزائه"، وعندما يُنتهى منه بنسبة 100% من هذا الضبط، يبدأ القمر في تقديم خدماته للتلفونات وللإنترنت وفقاً لما هو مخطط لمهامه.
وقال القوصي إنه "لا توجد أية مشاكل في القمر حتى الآن"، وكل أجهزته سليمة والهوائيات الخاصة بالقمر توجهت حالياً نحو الأرض من دون أية مشاكل، مؤكداً أنه سيؤمّن للمواطنين اتصالات وخدمات إنترنت مستمرة 24 ساعة في اليوم دون انقطاع فى جميع أنحاء مصر.
وأكد الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، أن الحكومة المصرية تتولى عملية الإدارة والتحكم في القمر الصناعى "طيبة 1"، وذلك بعد إطلاقه وتشغيله لتقديم خدمات الاتصالات للمؤسسات الحكومية، وستقدّم الشركة الوطنية المصرية خدمة الاتصالات الفضائية للأغراض التجارية.