بعد قرابة شهرين من إعلانات متتالية تناقلتها وسائل إعلام موالية للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، من بينها صحف إماراتية، عن قرب زيارة سيجريها لواشنطن، يبدو أنه استعاض عن زيارته التي لم تتحقق، بإرسال وفد من أنصاره في مجلس النواب لزيارة واشنطن ولقاء مسؤوليها.
ومنذ منتصف الأسبوع الماضي، وطيلة خمسة أيام، أجرى وفد مؤلف من نواب موالين لحفتر، لقاءات عدة بمسؤولين أميركيين في واشنطن. وقال رئيس الوفد طلال المهيوب، في تصريح لصحيفة "الاتحاد" الإماراتية، الإثنين الماضي، إنّ الهدف منها إطلاع المسؤولين الأميركيين على صورة الوضع في طرابلس، والأسباب التي دعت حفتر لمواصلة عمليته العسكرية فيها.
ويرى مراقبون للشأن الليبي أنّ زيارة الوفد البرلماني لواشنطن، بالنيابة عن حفتر، دليل واضح عن تغيّر موقف الولايات المتحدة الأميركية، بل رفضها منح حفتر الإذن لزيارتها.
وفي العشرين من إبريل/ نيسان الماضي، أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس دونالد ترامب تحدث هاتفياً مع حفتر لبحث جهود "مكافحة الإرهاب وتحقيق السلام والاستقرار في ليبيا"، معرباً عن اعترافه بدور حفتر "في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية"، وهو الاتصال الذي روّجت وسائل إعلام موالية لحفتر له، لكونه مباركة أميركية لحربه على العاصمة.
ولم يكن الحديث عن رغبة حفتر زيارة واشنطن مجرد تكهنات، فقد سبق حديث وسائل الإعلام الموالية له عن الزيارة، تقارير إعلامية أميركية من بينها تقرير لصحيفة "بوليتيكو" الأميركية، في العشرين من مايو/ أيار الماضي، أكد توظيفه لشركة "ليندن غوفرنمنت سولوشن" للعلاقات العامة، للتمهيد لزيارته.
لكنّ أمل حفتر في لقاء مسؤولي واشنطن ومحاولة حشد الدعم لأحلامه في السيطرة على طرابلس تبخر سريعاً، بعد أقل من شهر على فشله في تجاوز الأحياء الجنوبية للعاصمة، وتحديداً منذ بدء قوات حكومة الوفاق في التقدم جنوب العاصمة مطلع يونيو/ حزيران الماضي، ليبدو أنّه يسيطر على أجزاء صغيرة في أحياء لا قيمة عسكرية لها في المعركة.
اقــرأ أيضاً
ويبدو أنّ واشنطن استشعرت خسارة حفتر الوشيكة، قبل سقوط غريان في الشهر نفسه، إذ نقلت "ذي غارديان" في الثامن من يونيو/ حزيران عن مصدر في واشنطن، تأكيده خيبة أمل ترامب من حفتر، ومن قدرته على حسم المشهد في طرابلس، في وقت أعلن فيه نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني أحمد معيتيق، انتهاء زيارة له لواشنطن، مشيراً إلى أنّ لقاءاته بالمسؤولين في البيت الأبيض أكدت استمرار دعمهم لحكومة الوفاق كحكومة شرعية ووحيدة في ليبيا.
وفي اليوم عينه، طالب أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، وزير الخارجية مايك بومبيو، إعلان رفض واشنطن لعدوان حفتر على طرابلس.
وبعدها بسبعة أيام فقط، أكدت القائمة بالأعمال الأميركية بليبيا، نتالي بيكر أن الإدارة الأميركية جرى تضليلها من قبل بعض الجهات لدفعها لتأييد هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة الليبية.
وقالت بيكر، خلال لقائها بأعضاء المجلس الأعلى للدولة في العاصمة التونسية يوم 15 يونيو، إنّ "الحرب على طرابلس أثبتت فشل رهان بعض الجهات التي حاولت إقناع البيت الأبيض أن قوات حفتر مرحب بها وتحظى بشعبية في غرب ليبيا".
ونفت بيكر ما تمّت إثارته عن دعوة حفتر لزيارة واشنطن، معتبرة الأمر شائعة لغرض الدعاية السياسية. وفي ردّ ضمني على شعار "محاربة الإرهاب"، الذي يرفعه حفتر في حربه الحالية على طرابلس، أكدت بيكر أن "الولايات المتحدة لا تشك مطلقاً في قدرة حكومة الوفاق على مكافحة الإرهاب بل إن حكومة الوفاق هي شريك مثالي قدم نموذجاً يحتذى".
اقــرأ أيضاً
وفي العشرين من يونيو الماضي، أكد الدبلوماسي الأميركي ريتشارد نورلاند، أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، وهو يستعدّ لتولي مهامّه الجديدة سفيراً لدولته في ليبيا، أنّ الملف الليبي أصبح بيد الخارجية الأميركية، مشيراً إلى أنّ مهمته المقبلة "تستهدف مساعدة ليبيا على إقامة حكومة مستقرّة تمتاز بشرعية شعبية، بعد السعي لإنهاء القتال الدائر على تخوم طرابلس الجنوبية"، قبل أن يظهر في مناسبات لاحقة في اجتماعات رسمية مع مسؤولي حكومة الوفاق بطرابلس.
الموقف الأميركي المتغير باتجاه تجديد الدعم للحكومة المعترف بها دولياً في طرابلس، وازاه تصعيد كبير من قبل مسؤولين في الكونغرس الأميركي، فقد سبق أن طالب نواب بالكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بفتح تحقيق في جرائم حفتر في طرابلس.
وأكد عضو لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس توم مالينوسكي، أنّ عدداً من النواب وجهوا رسالة لوزير العدل الأميركي ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي، للمطالبة بفتح تحقيق حول جرائم حفتر في طرابلس باعتبار أنه يحمل الجنسية الأميركية.
وتُشعر تصريحات رئيس الوفد، طلال المهيوب، بأن الموضوع الأساسي لزيارة الوفد البرلماني لواشنطن هو شرح وضع العملية على طرابلس، وقلق حفتر وأنصاره من تغير الموقف الأميركي.
وعلى الرغم من تأكيد المهيوب، في آخر تصريحاته أول من أمس السبت، طلب الوفد من الإدارة الأميركية فكّ ارتباطها بحكومة الوفاق، إلا أنّ أي تعليق لم يصدر عن الجانب الأميركي، بل لم تحظَ زيارة الوفد بأي متابعة إعلامية أميركية.
ومنذ منتصف الأسبوع الماضي، وطيلة خمسة أيام، أجرى وفد مؤلف من نواب موالين لحفتر، لقاءات عدة بمسؤولين أميركيين في واشنطن. وقال رئيس الوفد طلال المهيوب، في تصريح لصحيفة "الاتحاد" الإماراتية، الإثنين الماضي، إنّ الهدف منها إطلاع المسؤولين الأميركيين على صورة الوضع في طرابلس، والأسباب التي دعت حفتر لمواصلة عمليته العسكرية فيها.
ويرى مراقبون للشأن الليبي أنّ زيارة الوفد البرلماني لواشنطن، بالنيابة عن حفتر، دليل واضح عن تغيّر موقف الولايات المتحدة الأميركية، بل رفضها منح حفتر الإذن لزيارتها.
وفي العشرين من إبريل/ نيسان الماضي، أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس دونالد ترامب تحدث هاتفياً مع حفتر لبحث جهود "مكافحة الإرهاب وتحقيق السلام والاستقرار في ليبيا"، معرباً عن اعترافه بدور حفتر "في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية"، وهو الاتصال الذي روّجت وسائل إعلام موالية لحفتر له، لكونه مباركة أميركية لحربه على العاصمة.
ولم يكن الحديث عن رغبة حفتر زيارة واشنطن مجرد تكهنات، فقد سبق حديث وسائل الإعلام الموالية له عن الزيارة، تقارير إعلامية أميركية من بينها تقرير لصحيفة "بوليتيكو" الأميركية، في العشرين من مايو/ أيار الماضي، أكد توظيفه لشركة "ليندن غوفرنمنت سولوشن" للعلاقات العامة، للتمهيد لزيارته.
لكنّ أمل حفتر في لقاء مسؤولي واشنطن ومحاولة حشد الدعم لأحلامه في السيطرة على طرابلس تبخر سريعاً، بعد أقل من شهر على فشله في تجاوز الأحياء الجنوبية للعاصمة، وتحديداً منذ بدء قوات حكومة الوفاق في التقدم جنوب العاصمة مطلع يونيو/ حزيران الماضي، ليبدو أنّه يسيطر على أجزاء صغيرة في أحياء لا قيمة عسكرية لها في المعركة.
ويبدو أنّ واشنطن استشعرت خسارة حفتر الوشيكة، قبل سقوط غريان في الشهر نفسه، إذ نقلت "ذي غارديان" في الثامن من يونيو/ حزيران عن مصدر في واشنطن، تأكيده خيبة أمل ترامب من حفتر، ومن قدرته على حسم المشهد في طرابلس، في وقت أعلن فيه نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني أحمد معيتيق، انتهاء زيارة له لواشنطن، مشيراً إلى أنّ لقاءاته بالمسؤولين في البيت الأبيض أكدت استمرار دعمهم لحكومة الوفاق كحكومة شرعية ووحيدة في ليبيا.
وفي اليوم عينه، طالب أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، وزير الخارجية مايك بومبيو، إعلان رفض واشنطن لعدوان حفتر على طرابلس.
وبعدها بسبعة أيام فقط، أكدت القائمة بالأعمال الأميركية بليبيا، نتالي بيكر أن الإدارة الأميركية جرى تضليلها من قبل بعض الجهات لدفعها لتأييد هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة الليبية.
وقالت بيكر، خلال لقائها بأعضاء المجلس الأعلى للدولة في العاصمة التونسية يوم 15 يونيو، إنّ "الحرب على طرابلس أثبتت فشل رهان بعض الجهات التي حاولت إقناع البيت الأبيض أن قوات حفتر مرحب بها وتحظى بشعبية في غرب ليبيا".
ونفت بيكر ما تمّت إثارته عن دعوة حفتر لزيارة واشنطن، معتبرة الأمر شائعة لغرض الدعاية السياسية. وفي ردّ ضمني على شعار "محاربة الإرهاب"، الذي يرفعه حفتر في حربه الحالية على طرابلس، أكدت بيكر أن "الولايات المتحدة لا تشك مطلقاً في قدرة حكومة الوفاق على مكافحة الإرهاب بل إن حكومة الوفاق هي شريك مثالي قدم نموذجاً يحتذى".
وفي العشرين من يونيو الماضي، أكد الدبلوماسي الأميركي ريتشارد نورلاند، أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، وهو يستعدّ لتولي مهامّه الجديدة سفيراً لدولته في ليبيا، أنّ الملف الليبي أصبح بيد الخارجية الأميركية، مشيراً إلى أنّ مهمته المقبلة "تستهدف مساعدة ليبيا على إقامة حكومة مستقرّة تمتاز بشرعية شعبية، بعد السعي لإنهاء القتال الدائر على تخوم طرابلس الجنوبية"، قبل أن يظهر في مناسبات لاحقة في اجتماعات رسمية مع مسؤولي حكومة الوفاق بطرابلس.
الموقف الأميركي المتغير باتجاه تجديد الدعم للحكومة المعترف بها دولياً في طرابلس، وازاه تصعيد كبير من قبل مسؤولين في الكونغرس الأميركي، فقد سبق أن طالب نواب بالكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بفتح تحقيق في جرائم حفتر في طرابلس.
وأكد عضو لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس توم مالينوسكي، أنّ عدداً من النواب وجهوا رسالة لوزير العدل الأميركي ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي، للمطالبة بفتح تحقيق حول جرائم حفتر في طرابلس باعتبار أنه يحمل الجنسية الأميركية.
وتُشعر تصريحات رئيس الوفد، طلال المهيوب، بأن الموضوع الأساسي لزيارة الوفد البرلماني لواشنطن هو شرح وضع العملية على طرابلس، وقلق حفتر وأنصاره من تغير الموقف الأميركي.
وعلى الرغم من تأكيد المهيوب، في آخر تصريحاته أول من أمس السبت، طلب الوفد من الإدارة الأميركية فكّ ارتباطها بحكومة الوفاق، إلا أنّ أي تعليق لم يصدر عن الجانب الأميركي، بل لم تحظَ زيارة الوفد بأي متابعة إعلامية أميركية.