هل تقضي التطبيقات على التلفزيون؟

هل تقضي التطبيقات على التلفزيون؟

04 نوفمبر 2015
"نيتفليكس" أفضل مثال على الاستخدام الكبير للتطبيقات (Getty)
+ الخط -
منذ اختراعه عام 1927، احتلّ التلفاز جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، حيث كان- ولعقود- المصدر الوحيد والأفضل للحصول على المعلومات الصوتية بعد الراديو، والصورية بتفرّد تام. ومع دخول الألوان شاشته الصغيرة، أصبح التلفاز محطة يومية في حياة الأسرة، لمتابعة البرامج والمسلسلات والأخبار، وحتى التعرّف على العالم. وفي الستينيات، بدأت شبكة الإنترنت في التطور، وتلتها الحواسيب، والتي شكلّت مجتمعةً بداية عصرٍ جديدٍ من وسائل التواصل الحديثة.

وأدى التطوّر السريع في الإنترنت إلى خلق محطات وبرامج صغيرة عبر الشبكة العنكبوتية، ما أدى إلى دخول معظم المحطات التلفزيونية في سباق التواجد على الشبكة إخبارياً، ومن ثم معلوماتياً، وصولاً إلى نقل كل أخبارها المهمة والعاجلة مباشرةً عبر الإنترنت. هنا نتحدث بالطبع عن وسائل التواصل الاجتماعي التي تشكّل اليوم الوسيلة الأسرع والأكثر استعمالاً في العالم كلّه لتناقل المعلومات ومتابعة الأخبار والتعرّف إلى كلّ جديد.

ماذا تقول الأرقام؟

ومع التزايد الهائل في استعمال الهواتف الذكية وتطبيقاتها، برزت حاجة محطات التلفاز إلى الدخول في عالم التطبيقات. فبعد التطبيقات البسيطة التي تقدّم خدمة الخبر العاجل مع بعض المعلومات، شهد العالم تطبيقات لمحطات متلفزة ببثٍّ مباشر لأفضل برامجها، إلى أن وصل
الحال في عام 2015 إلى تواجد أكثر من 80 في المائة من المحطات كتطبيقات كاملة ببثٍ حي وأرشيف لكل البرامج، حسب مواضيعها.

لكن هل فعلاً بدأت التطبيقات تهدّد وجود التلفاز؟ بالنظر إلى الأرقام، فإن التلفاز ما زال يحتلّ مكانته الخاصة عند الأسر الأميركية كالوسيلة الأكثر استعمالاً لمتابعة المناقشات السياسية الرئاسية مثلاً. وفي ألمانيا، تشير دراسة نشرها موقع Statista المعنى بالإحصائيات أنّ الفرد كان يقضي 183 دقيقة يومياً أمام التلفاز عام 1997 مقابل 221 دقيقة عام 2014.
كما تشير دراسة أخرى لنفس الموقع إلى أنّ النسبة التي يقضيها الفرنسي أمام التلفاز عام 2005 كانت بمعدل 3.25 ساعات يومياً، في حين أنّها ارتفعت عام 2012 لتصل إلى 3.5 ساعات يومياً، لتعود وتنخفض عام 2014 إلى 3.41 ساعات يومياً.

وكانت نتائج المؤشر العربي لعام 2014 قد أظهرت أن التلفزيون لا يزال الوسيلة الأولى التي يعتمدها المواطن العربي في متابعة الأخبار بنسبة 66 في المائة، تأتي بعده شبكة الإنترنت بنسبة 7 في المائة، فالإذاعات والصحافة اليومية بنسبة 6 في المائة لكل منهما.

وحسب نتائج قياس الرأي العام العربي، الذي نفّذه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في 14 بلداً عربياً هي: موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا والسودان ولبنان والأردن والعراق والسعودية واليمن والكويت، إضافة إلى عيّنة من المهجّرين واللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن وداخل الأراضي السورية المحاذية للحدود التركية، فإن قنوات التلفزة الوطنية جاءت في الصدارة، باعتبارها أكثر مصدر معتمد للأخبار.

وبيّنت نتائج الاستطلاع أن 48 في المائة من المشاركين فيه أفادوا بأنهم لا يستخدمون الإنترنت، في مقابل 50 في المائة قالوا إنهم يستخدمونه، وأن لدى 71 في المائة من
مستخدمي الإنترنت حسابات على "فيسبوك"، و29 في المائة لديهم حساب على "تويتر"، وأكثرية مستخدمي الموقعين يستخدمونهما للتفاعل مع قضايا سياسية.

اذاً ما زال التلفاز يحقّق نسبة مشاهدة عالية، لا بل هو الوسيلة الأكثر استعمالاً عند الفئات العمرية الأكبر من 45 عاما، فهو ما اعتادوا عليه والأكثر سهولة وصدقاً بالنسبة لهم، بحسب موقع الإحصائيات. لكن ماذا عن الاستعمال الفردي للهواتف الذكية في متابعة التلفاز والمباريات؟ وما هي التطبيقات المتلفزة الأشهر؟ في إسبانيا، أشارت دراسة لموقع Statista إلى أن 43 في المائة من متابعي مباريات كرة القدم يفضلون متابعتها على هواتفهم الذكية في تطبيقات المشاهدة المباشرة مقابل 29 في المائة على التلفاز التقليدي، والباقون يفضلون متابعتها في الملعب أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي كموقعي "تويتر" و"فيسبوك".

اقرأ أيضاً: دراسة: مشاهدة التلفاز لوقت طويل قد تقتل

أبرز تطبيقات المشاهدة

هذا الرقم كبير إجمالاً مقارنة بالفترة القريبة التي برزت فيها تلك التطبيقات المتلفزة على الهواتف الذكية. أما أفضل التطبيقات الخاصة بالمشاهدة عبر الهاتف فكثيرة، نستعرض بعضها: TV Guide وهو محمّل بملايين البرامج القديمة والجديدة، ويقدّم قوائم سهلة البحث ومتوفّر لأجهزة أندرويد وiOS.

موقع "يوتيوب" الذي يحتوي على مليارات المقاطع المصورة والبرامج التي ترفع بسرعة، لتؤمن لأي شخص حرية وسرعة مشاهدة كل ما فاته والاحتفاظ به عبر التفضيلات. كما أنّه يتيح للجميع إمكانية خلق قناته الخاصة التي يمكن متابعتها وإرسال التنبيهات عند كل مادة مصورة أو ڤيديو يرفع عليها.

Hulu وهو من أنجح التطبيقات على متجر أندرويد، يقدم آلاف البرامج والأفلام بجودة عالية، وباشتراك شهري وقدره 7.99 دولارات. ويتيح هذا الاشتراك متابعة كل محتوى الموقع. التطبيق متاح فقط للمستخدمين المقيمين في الولايات المتحدة الأميركية.

أما أنجح شركة حالياً في مجال تطبيقات المشاهدة، فهي بالطبع "نيتفليكس" أكبر مثال على
الاستخدام الكبير للتطبيقات في البرامج المتلفزة. وهو الموقع الذي يقدّم أكبر خدمات البث عبر شبكة الإنترنت في العالم. "نيتفليكس" يضمّ آلاف البرامج التلفزيونية، إلى جانب الأفلام السينمائية، الأفلام الوثائقية، البرامج التلفزيونية الخاصة وغيرها. وقد أعلنت الشركة مؤخراً نيّتها الدخول إلى الشرق الأوسط، بعدما أجرت بحثاً دقيقاً لمدى الطلب الكبير على التطبيقات واستعمالاتها في العالم العربي وقارة أفريقيا. ومن المتوقع أن تبدأ خدمة "نيتفليكس" بالعمل في الشرق الأوسط في أوائل عام 2017.

أيضاً طوّرت شركة "آبل" جهاز Apple TV ليقدّم لمستخدميه تجربة مشاهدة رائعة، سريعة وسلسة، مع جهاز تحكّم عن بعد يبحث عبر الصوت مستعيناً بالمساعد "سيري"، ومؤمناً باقة هائلة ومتنوعة من التطبيقات المتلفزة، الأفلام فائقة الجودة وبالطبع الموسيقى.

وخلال طرح الجهاز الجديد، مطلع شهر سبتمبر/أيلول الفائت، شدّد تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة "آبل"، على أهمية الجهاز كبديل لبرامج التلفاز التقليدية، حيث إنّ التحكم بكل الموجودات على الجهاز من خلال التطبيقات والبحث الصوتي هو مستقبل المشاهدة. ولعل أفضل ما يطرحه Apple TV خاصية استئجار الأفلام، الاقتراحات بناءً على التفضيلات وسعة تخزين الأفلام والبرامج والتي أصبحت 32GB في التحديث الأخير.

ولا شكّ أنّ التلفاز ضروري في حياتنا اليومية، خصوصاً في العالم العربي الذي يعاني من مشاكل عديدة في سرعة الإنترنت وجودة ما يرفع على التطبيقات للمتابعة الفورية. لكن الحياة السريعة، مع التواجد القوي لوسائل التواصل الاجتماعي يفرضان على الشباب متابعة كل جديد عبر الهواتف الذكية التي هي كلّ ما يحتاجونه للبقاء على تواصل واختيار كل ما يهمّهم. 


اقرأ أيضاً: أكثر 5 تطبيقات أماناً للتواصل والمراسلة

المساهمون