هكذا نعى سياسيو تونس وفاة الرئيس السبسي

هكذا نعى سياسيو تونس وفاة الرئيس السبسي

25 يوليو 2019
الناصر لرئاسة تونس مؤقتا خلفا للراحل السبسي (جوليان ماثيا/Getty)
+ الخط -

عبّر سياسيون ورؤساء أحزاب عن "تأثرهم الشديد" بوفاة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي اليوم الخميس، مؤكدين أن "تونس بمؤسساتها الديمقراطية وقوانينها الدستورية ستتمكن من الصمود وتجنب كل الانزلاقات الممكنة"، مشيرين إلى "ضرورة تغليب الحكمة وترك الخلافات جانباً". 

وأكد حزب "تحيا تونس" التابع لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، في بيان له، أنه "تلقى ببالغ الأسى والحسرة نبأ وفاة رئيس الجمهورية"، مضيفاً أن "هذا اليوم يتزامن مع إحياء عيد الجمهورية، وأن أحد بناة الصرح الجمهوري العظيم، ابن تونس البار الأستاذ محمد الباجي قائد السبسي، الرئيس الذي اقترن اسمه بنجاح المسار الديمقراطي في تونس، يغادر تونس".

وقال رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي، إن "تونس أصيبت اليوم بمحنة ومصاب عظيم بفقدان البلاد قائدها، وعمدة من النظام الجمهوري والدولة، جمع بين التأسيس للدولة ثم دمقرطتها"، مؤكداً في تصريح إذاعي، أن "علاقة صداقة وأخوّة" جمعته بالسبسي من أجل الصالح العام والانتقال الديمقراطي.

وقال الغنوشي إنّ الباجي قايد السبسي "يمتاز بحكمة جنّبت تونس الصدام بين "نداء تونس" و"النهضة""، وجعلت حكمته ''الخطين المتوازيين يلتقيان، ما جنب البلاد الصراعات وإراقة الدماء".

وقال رئيس الجمهورية السابق محمد المنصف المرزوقي، إنه "رغم خصومات السياسيين والاختلاف في إدارة البلاد"، لكن ما يجمع بينه وبين السبسي هو "الوطنية"، مضيفاً أنّ اللقاءت التي جمعته بالفقيد "كانت صعبة، وخلافاته معه عميقة، ولكن ما يجمعنا هو الوطنية"، مؤكداً أن "الشعب ارتضى انتخابه فسلمه السلطة، ولكن الأهم المحافظة على الوحدة الوطنية والمحافظة على الدولة".

ودعا المرزوقي عبر صفحته فيسبوك إلى "الوحدة الوطنية ونسيان كلّ الخلافات والتمسك بالدستور والقانون"، مشيراً إلى أنّ ''اللحمة الوطنية كانت دائماً حاضرة رغم الهزات منذ الثورة، وهذا ما يعطي الثقة". 

وقال القيادي في "التيار الديمقراطي" النائب غازي الشواشي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه "بعد الترحم على رئيس الجمهورية وتعزية الشعب التونسي في وفاة فقيد الوطن، فإن تونس دولة مؤسسات حتى في ظل غياب المحكمة الدستورية". 

وأضاف أن رئيس المجلس محمد الناصر سيؤدي اليمين الدستورية أمام نواب المجلس لتولي مهام الرئاسة لفترة مؤقتة أدناها 45 يوماً، وأقصاها 90 يوماً، إلى أن يتم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وأوضح الشواشي أن الإجراء المعمول به هو إجراء انتخابات رئاسية سابقة لأوانها، و"يؤمل تجاوز هذه الفترة الصعبة والدقيقة"، مضيفاً أن "بعض المسائل ستتغير، لأن الأحزاب كانت تستعد لانتخابات رئاسية في شهر أكتوبر القادم، ولكن سيتم تقديم موعدها".

وبين أن "الانتخابات الرئاسية قد تتوافق مع التشريعية، وأكيد أن هيئة الانتخابات ستتجه إلى تأجيل التشريعية لشهر أو أقل"، مضيفاً: "سنكون أمام رئيس دولة مؤقت بصلاحيات محدودة، ويوجد قانون انتخابي لم يتم توقيعه، ومن الممكن إعادة النظر فيه من قبل الرئيس المؤقت".

وأشار إلى أن الفترة المقبلة "ستكون صعبة ودقيقة، ووفاة الرئيس ستغير العديد من المعطيات، إذ ستكون فترة لها أحكامها ومقتضياتها، ولكن تونس بحاجة إلى وحدة وطنية وإلى التعامل مع الأوضاع بعقلانية، وعلى الأحزاب تحمل المسؤولية أمام الشعب إلى حين انتقال السلطة بسلاسة ووفق الدستور". 

وبيّن الأمين العام لـ"حركة الشعب" زهير المغزاوي في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "المطلوب من السياسيين والتونسيين التآزر، فالحياة السياسية منظمة بحسب الدستور، الذي حدد انتقال رئاسة الجمهورية إلى رئيس مجلس نواب الشعب"، مضيفاً أنه "سيتم تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، وبقدر الحزن على وفاة السبسي فإنه لا داعي للارتباك والقلق".

وأوضح المغزاوي أنه "رغم بعض الأصوات التي تعتقد أنه يمكن الانقضاض على السلطة، إلا أن تونس الثورة والمؤسسات لا مجال فيها لأي مغامرة لا دستورية من أي نوع"، مؤكداً أن "الانتخابات الرئاسية ستكون قبل التشريعية، وستتزامن والتشريعية، ومن المفروض أن تتولى هيئة الانتخابات ترتيب الأمر".