هكذا علق الفلسطينيون على إعلان "صفقة القرن" وخطاب عباس

هكذا علق الفلسطينيون على إعلان "صفقة القرن" وخطاب "أبو مازن"

29 يناير 2020
احتجاجات ليلية ضد الصفقة (عبد رحيم خطيب/الأناضول)
+ الخط -
بينٍ غاضبٍ لاستسهال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، تقسيم أرض فلسطينية مقسمة بالأصل، وداعٍ لعدم الاعتراف بعروبة الدول العربية الثلاث التي شكرها ترامب، والدعوة لخطابٍ رسمي فلسطيني يُفضي إلى خطواتٍ عملية أكثر شجاعة، جاء رد الفلسطينيين في مواقع التواصل الاجتماعي، على خطاب ترامب وصفقته، وخطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقب ذلك.

وتكثّفت التعليقات على مختلف منصّات التواصل، وكانت فيها مشاركة عربيّة حثيثة. وانتشرت وسوم عدة على "تويتر"، بينها "#صفقة_القرن" و"#القدس_عاصمة_فلسطين" و#FreePalestine و"#تسقط_صفقة_القرن" و"#سرقة_القرن" و"#صفقة_العار".

وكتب معز كراجة على صفحته على موقع "فيسبوك" أن "صفقة القرن ما كانت إلا إسدالا لمسرحية لعب أدوراها كل من الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية مع حليفتهم إسرائيل، في ظل وجود قيادة فلسطينية وعربية تتسم بالغباء، حكمت شعوبها لسنوات. تراكمات كمية أحدثت تحولات نوعية في السياسة والواقع الفلسطيني العربي والأقليمي، جعلت ما كان صعبا وغير عقلاني بالأمس، ممكنا اليوم".

وتابع "بينما يعلن ترامب صفقة القرن اليوم، يقف في خلفية المشهد: أوباما وكلينتون وبوش وكونداليزا رايس ومادلين أولبرايت وخافيير سولانا ودينس روس وتوني بلير واللجنة الرباعية ومبعوث عملية السلام... كلها أسماء وأطراف يسجل لها هذا (الإنجاز)".

وأردف قائلا: "صفقة القرن ليست قص الشريط لبداية ما، وإنما هي إسدال الستار على مسرحية رديئة أخذنا فيها دور المتفرج، هي نتاج الاستيطان الذي تمدد أمامنا ونحن نبني الدولة، نتاج الجدار وشق الطرق الالتفافية وتأسيس الحواجز ونحن نفكر في التنمية المستدامة والديمقراطية، هي نتاج القتل والطرد والتهجير البطيء بحقنا بينما نحن نؤسس لثقافة السلام وحقوق الإنسان، هي نتاج تحالفاتنا واختيار أصدقائنا وتحديد من هم أعداؤنا، نتاج الفهلوة والارتجال، نتاج الاسترزاق من المرحلة، نتاج أن أقنعنا أنفسنا بأن الاستعمار أصبح وسيطا نزيها بيننا وبين الاستعمار، نتاج سنوات من الكذب وتزييف الوعي الممارس في الإعلام والندوات والمؤتمرات، الآن نحن أمام الحقيقة عارية وسخيفة".


وتطرق خالد الحروب إلى الإشارة الخطيرة لأحد بنود "صفقة القرن" الذي يحظر على منظمة التحرير الفلسطينية محاكمة إسرائيل أو أميركا أمام المحكمة الجنائية الدولية، وحتى محكمة "العدل العليا" الإسرائيلية. وقال: "هذا النص من صفقة القرن يحظر على منظمة التحرير تقديم أي شكوى أو رفع اي قضية ضد إسرائيل أو أميركا أمام المحكمة الجنائية أو محكمة العدل العليا وأن توقف دعم عائلات الأسرى والشهداء، ليس هناك أحط وأحقر وأكثر عنصرية من هذا النص في عالم السياسة، يشرع للمجرم بأن يقوم بكل شيء ويمنع الضحية حتى من التفكير بالشكوى أو الاعتراض، هذه هي أميركا الحقيقية وليدة جريمة إبادة السكان الأصليين وشطبهم من التاريخ".

أما زياد خداش فقد ألبس إعلان صفقة القرن ثوب القمامة على طريقته السردية كشاعر ولاجئ ملسوع بالقسمة الإسرائيلية الأميركية منذ عقود، فكتب "صفقة القرن طرقت بابي، كانت الساعة قد تجاوزت الواحدةَ ليلاً، كنا نياماً، أُمي وأبي وجدي وجدتي وحفيدان وأنا، طرقٌ متواصل على الباب، نهض أبي مفزوعاً، فتح الحفيدان عيونهما، بَحلقا في الباب، استيقظ جدي وجدتي: يا رب سترك، فِش عنا ولاد كبار شو بدهم؟ لا أحد يأتي بعد منتصف الليل إلا الجنود، هكذا تعودنا في المخيم". وتابع: "فتح أبي الباب، كانت صفقة القرن تقف خلف الباب مبتسمةً وتحمل على ظهرها كيساً بلاستيكياً أسود من النوع الذي يضعون فيه القمامة".


وعن ردود الفلسطينيين على خطاب الرئيس محمود عباس عقب إعلان ترامب لـ"صفقة القرن"، فقد جاءت متباينة بين داعم لـ"أبو مازن" على اعتبار أن رفضه صفقة القرن حجر مقاومة أثبت صموده، وبين اعتباره خطاباً لا يفي بغرض الرد.

وكتب عصام حجاوي حول استنكار حركة فتح لصفقة القرن بصفتها "تستهدف الرئيس عباس شخصياً": "وأنا أتابع مواقف الفصائل من الإعلان المرتقب عن الخطة الأميركية الصهيونية لحل الصراع، والتي في جوهرها ضربة قاسمة لمشروعنا التحرري، قرأت 4 بيانات لفتح صادرة اليوم - المجلس الثوري - الشبيبة - إقليم أوروبا - مبعدي المهد. وجميعها تكرر السيمفونية الممجوجة نفسها، وكأن صفقة القرن في جوهرها تستهدف محمود عباس بشخصه لأنه الشخص الوحيد في التاريخ الذي قال لا لأميركا... (طبعا الحقيقة مغايرة تماما وقطعا لذلك)".

أما ناهض زقوت، فعبر عن دعمه لموقف "أبو مازن" الرافض لصفقة القرن: "نحن مع الرئيس محمود عباس (أبو مازن) في موقفه الرافض لهذه الصفقة المشؤومة التي لا تلبي أدنى الحقوق للشعب الفلسطيني، ونحن بكل قوة وتحد نقف مع الرئيس ونسانده في مواقفه الوطنية، وتمسكه بالثوابت الفلسطينية".

وكتبت نور عودة أن مواقف بعض النواب الأميركيين في الكونغرس كانت مُشرفة أكثر من موقف بعض الدول العربية، لا سيما البحرين والإمارات وعُمان التي شكرها ترامب: "مواقف كثير من أعضاء الكونغرس الأمريكي وأعضاء مجلس الشيوخ ومنهم 3 مرشحين ديمقراطيين متماسكة وواضحة ومشرفة أكثر مما صدر عن الدول العربية حتى الآن، وتحديداً مصر والإمارات والبحرين وعُمان والسعودية".

وتابعت: "موقف منظمة السلام الآن وJ Street ومنظمات إسرائيلية حقوقية، مثل بيتسيليم، أفضل من مواقفهم! أضيف إلى ذلك أن هناك كما هائلا من المؤسسات الأميركية خرجت بموقف مشرف، ومواقف كثير من الأحزاب الحاكمة في أوروبا واضحة ورافضة. كل قواعد اللعبة تغيرت، وعلينا أن نعي أن حلفاءنا الطبيعيين هم الأحرار، وهذا لا يشمل بالضرورة أنظمة بائسة بالية وفاقدة الشرعية حتى وإن كانوا يحكومون شعوب الضاد".

وأردفت: "أما الشعوب العربية الحرة، فتذكروا مواقفها الصادقة كما عبر عنها الأحرار في بيروت وبغداد والقاهرة وغيرها من العواصم. لسنا وحدنا وحتى لو كنا وحدنا، لن نهزم إلا إذا رفعنا راية الاستسلام، وهذا لن يحدث، إدارة ترامب فتشت واستخدمت كل قوتها لإيجاد فلسطيني واحد يقبل بما تقدموا به من هراء ولم يجدوا، 13 مليون فلسطيني لم يجدوها بينهم عميلا وقحا بما يكفي حتى يقبل بخطتهم".

واعتبرت هنيدة غانم أن تفاصيل بنود صفقة القرن تم العمل عليها منذ سنوات، كتبنّي ترامب لخطة تبادل الأراضي والسكان بمنطقة مثلث الداخل المحتل، وذلك في العام 2004.

المساهمون