هكذا عاش اللبنانيون لحظات الانفجار الأولى لمرفأ بيروت

هكذا عاش اللبنانيون لحظات الانفجار الأولى لمرفأ بيروت

بيروت

العربي الجديد

العربي الجديد
04 اغسطس 2020
+ الخط -

لحظات هلع ورعب عاشتها مدينة بيروت وضواحيها، بعد عصر اليوم الثلاثاء، بسبب الانفجار الكبير الذي وقع في المرفأ، ووصل صداه إلى العديد من مناطق محافظة جبل لبنان، كما شعرت به عدة محافظات، والذي خلف ضحايا ومئات المصابين حسب المعلومات الأولية.

تقول الثلاثينية زكية، إنها كانت تقف على شرفة منزلها في شارع فردان التجاري، خلال لحظة الانفجار الأولى. "اهتزت الأرض تحت رجلّي كأن زلزالاً وقع. لم أسمع إلا صوت رجل من الشارع يصرخ إسرائيل، فاعتقدت أننا نتعرض لقصف بالطيران. ركضت نحو طفلي (سنتان)، لكن والده كان قد سبقني إليه. حمله وركض به نحو الرواق. انفتح باب المنزل من شدة الانفجار، ثم وقع انفجار ثان. لم يفصل بين الانفجارين سوى بضعة ثوان. شعرت أن الزمن توقف، وبدا كل شيء بطيئا".

تلتقط أنفاسها، وتتابع: "بكيت كثيراً من شدة الخوف. كانت دموعي تنهمر، وكانت أغرب لحظات عشتها في حياتي . شعرت أن كل شيء انتهى. عشت معظم سنين حياتي في أوروبا، ولا أذكر من الحرب الأهلية اللبنانية إلا فتات، إذ كنت طفلة. لكن حجم الخوف الذي عشته اليوم يعادل كل الخوف الذي مرّ علي في حياتي كلها".

الصورة

ويروي سائق سيارة الأجرة، كمال ديراني: "كنت في سيارتي في شارع الحمراء. بدأت الأرض تهتز، وتميل السيارة يميناً وشمالا، ثم سمعت الدوي الهائل، وبدأ زجاج المباني بالتساقط. لم أصب لكنّني رأيت مصابين في طريق عودتي، كما شاهدت سيارات الإسعاف، علماً أنّ الشوارع كانت مزدحمة كثيراً، خصوصاً في منطقة الحمراء لحظة وقوع الإنفجار".

ويقول الستيني أبو حسين خلف، وهو موظف متقاعد: "كنت في منزلي في محلة البسطة التحتا. ظننت أنّها هزة أرضية، ولا أعرف ما الذي دعاني للذهاب إلى الشرفة، لكن قبل أن أنظر إلى الشارع، وقع الانفجار. صدمت، وجلست على الأرض وأنا أضع يديّ على رأسي. اختلط الأمر عليّ، فقد ظننت بداية أنّ بناية وقعت من جراء هزة أرضية، ولم أعرف أنه انفجار إلاّ من التلفزيون".

 من جهته، يقول الشاب علي، الذي يملك مشغلاً للخياطة في ضاحية بيروت الجنوبية: "كنت في المعمل عندما بدأت الأرض بالاهتزاز. محلتنا ضربت بكثافة في حرب يولويو/تموز 2006، ونعرف أصوات الانفجارات، وأحوالها. لكنّ انفجار اليوم غريب. اهتزت الأرض 10 ثواني قبله، ومع تصاعد دويّه، وقع كلّ الزجاج في المعمل. لم يصب أحد من العمال، وظهر الدخان الذي يبعد 7 كيلومترات تقريباً باللون الأحمر، وبوضوح تام، خصوصاً أنّ الأمر حصل قبل مغيب الشمس بساعتين تقريباً".

 

الصورة

 

الصورة

المساهمون