هفوات ليفربول وتشيلسي أهدت اللقب لمانشستر سيتي

12 مايو 2014
السيتي حقق اللقب لأنّه قاتل حتى النهاية (Getty)
+ الخط -

حسم مانشستر سيتي لقب "البريميير ليج" لمصلحته ليتربع على صدارة الدوري مع نهايته التي كانت شيقة ومليئة بالحماس، لكن مقابل الجهد الذي بذله "السيتي" من أجل الظفر باللقب هناك هفوات قاتلة ارتكبها كل من ليفربول وتشيلسي جعلتهم يبكون في نهاية البطولة لأنّهم لم يقاتلوا  من أجل تحقيق الحلم.

 تبدأ الحكاية قبل إنطلاق صافرة بداية الدوري الإنجليزي عندما يأخذ اللاعبون النفس الأخير قبل ملامسة البساط الأخضر، ثم يرمون بثقلهم على أرجاء الملعب وينطلقون في قطار الدوري الذي لن يناله إلا صاحب الكعب الأعلى، والذي يُقتال من أجل حياته أمام المرمى فالشباك هي هدفه وإن لم يُسجل فالموت أفضل من رؤية فريقه ينكسر ويبتعد أشواطاً عن الصدارة.

 سار ليفربول وتشيلسي عكس هذا السيناريو الذي لا يتبعه الكبار بل يلحق به صغار كرة القدم لأنّهم يعيشون على فُتات الخبز الذي كان من نصيبهم في الموسم الكروي، لأنّ الذي يريد أنّ يكون بطلاً ويقطع خط النهاية بثبات عليه أن يتفادى كل هزيمة وكل تعادل، وكل نقطة يفقدها فهو يفقد دماؤه التي تبقيه على قيد الحياة يُصارع من أجل كسب العيش.

 وعلى العكس استهزاء ليفربول وتشيلسي بالفرص التي سنحت لهم قادتهم إلى المجهول، ولم يصارعوا بكل ما يملكون من أجل الفوز، وليس بمعنى إنّهم لن يقاتلوا من أجل تحقيق الثلاث نقاط، لكن الفارق بين الحياة والموت شعرة واحدة أو بصيص أمل قد يعيد إلى الحياة أو يُميت ويضع الأمل في الظلام.

 لم ينجح ليفربول في الظّفَر بالدوري بعد طول غياب، ليس لأنّه لا يستحقه بل لأنّه لم يُقاتل بشكل كافٍ من أجل معانقته، ولم يُخاطر بحياته من أجل المجد الكروي بل تاه في أحلامه التي أسقطته بضربة كف موجعة كالتي فعلها جيرارد أمام تشيلسي وكلف فريقه هدفاً أطاح بليفربول إلى الجحيم.

 فتارةً كان ليفربول يفوز في مبارياته بقوة وبنتائج عريضة، وتارة آخرى يسقط بطريقة غريبة أو يتعادل بطريقة أغرب، كما حصل امام إيفرتون وهال سيتي وأرسنال، ليطرح علامات استفهام حول عزيمته التي تتقلب من مباراة إلى أخرى، في حين إنّه خسر أمام تشيلسي في مباراة كان بأمس الحاجة للفوز.

 ولم يفعل تشيلسي العكس بل استمر في ملاحقة حلمه من دون جدوى لأنّه لم يُقدر كل دقيقة وكل ثانية من مبارياته من أجل الذهب، ولم يجتهد من أجل قضم المسافات والفوز بكل مساحة أتيحت له على البساط الأخضر، ولم يعرف اللاعبون أنّه يجب القتال من أجل هذه المسافة التي تصنع الفارق بين الفوز والخسارة وبين الحياة والموت.

 وهو بدوره خسر مباريات سهلة نسبياً امام أندية لا تملك إمكانيات مثل الذي يملكها "البلوز"، كما حصل مع ستوك سيتي وكريستال بالاس وأستون فيلا، وهو الفريق الوحيد الذي لم يخسر من الأربعة الكبار في إنجلترا، الأمر الذي يعكسُ صورة مهمشة لبطل يُصارع من أجل اللقب.

 ولطالما كان الذي يُقاتل من أجل أي لحظة مجد حتى النهاية يكافأ على مردوده الشاق، وحتى لو كانت هذه اللحظات أمام أندية صغيرة لا تستحق التضحية والعناء من أجل تخطيها، لتأتي الصدمة ويخسر الفريق أمام هذه الأندية، كما حصل مع تشيلسي امام سندرلاند عندما خسر (2 – 1)، وعندما يخسر الفريق معنوياته وإصراراه فإنّ عناصره ستفقد الروح والعزيمة من أجل تحقيق المستحيل.

 وهكذا خسر ليفربول وتشيلسي اللقب لأنّهم تأخروا في صناعة هدف، وتهاونوا في مباريات سهلة ليفقدوا كل شيء في لحظة كانت لهم في يوم من الأيام، وكانوا سيتحكمون بهذه اللحظة لو كان لديهم القوة من أجل الموت أمام مرمى الخصوم، والترتيب النهائي هو أكبر مثال لأن "السيتي" تقدم على ليفربول بفارق فوز وحيد.

 وذلك لأنّ أندية الصدارة تعرضت لست خسارات بشكل متساوٍ، لكن الذي منح التفوق لمصلحة مانشستر سيتي، هو أنّ ليفربول تعادل في ست مباريات وتشيلسي في سبع، بعكس "السيتيزنس" الذين تعادل في خمس فقط.

المساهمون