وقال المصدر، في حديثٍ لــ"العربي الجديد"، إن وزير الخارجية الإيطالي إنزو مورافو ميلانيزي، ناقش مع حفتر، خلال اللقاء الذي جمعهما أمس في بنغازي، "سبل تعزيز الحوار مع أطراف ليبية غرب البلاد، لا سيما حكومة الوفاق، لكن حفتر استشهد بأحداث طرابلس الأخيرة (الاشتباكات المسلحة بين المليشيات)، وضعف هذه الحكومة، وتساقط أعضاء المجلس الرئاسي تباعاً بتقديم استقالاتهم"، مضيفاً أن اللواء المتقاعد "أكد وجوده غرب ليبيا، من خلال ضباط وقادة فصائل توالي الجيش (قوات حفتر)، وبإمكانها قلب الموازين في طرابلس"، لكنه شدد على رغبته في "التنسيق مع الأطراف الدولية قبل الإقدام على أي خطوة"، بحسب المصدر.
من جهته، حرص الوزير الإيطالي، بحسب المصدر، على الحدّ من رغبة حفتر في التوجه غرباً، وتحديداً إلى طرابلس، وعلى أن يكون الحل سياسياً من خلال الانتخابات، التي يرى أن تأجيلها "أمر ضروري، لا سيما بعد الفوضى المسلحة التي عمّت طرابلس، ولا يتوقع انتهاء آثارها قريباً"، مشيراً إلى أن دولاً كبرى تدعم لقاء روما المرتقب، لكن حفتر أكد ضرورة التنسيق مع الجانب الفرنسي الذي سبق أن رعى اتفاق باريس.
وتابع المصدر: "حفتر قال للوزير الإيطالي إن البلاد لم تعد تستطيع انتظار المبادرات التي تعكس خلافات الدول بسبب مصالحها في ليبيا"، وطالب بـ"ضرورة أن يكون ممثلو ليبيا في المؤتمر المقبل فاعلين على الأرض"، لافتاً إلى أن "توحيد القوى على الأرض تحت مظلته سيسهل عملية الوصول إلى الانتخابات وتهيئة الظروف لها".
واعتبر المصدر أن لقاء حفتر ميلانيزي "لا يحمل أي جديد، سوى إصرار اللواء المتقاعد على أن يكون الفاعل الأول في المشهد الليبي، حتى أنه قلل من شأن كل الأجسام السياسية الأخرى، بما فيها مجلس النواب، وأكد أن المسيطرين على الأرض هم أصحاب القرار في القبول بالانتخابات من عدمها"، معيداً التذكير بأن حفتر "رحب بشكل مبدئي بحضور مؤتمر روما شرط التنسيق بين إيطاليا وباريس".
وكان مكتب الإعلام التابع لقيادة قوات حفتر أكد أن الأخير ناقش مع الوزير الإيطالي "الانتخابات الليبية المقبلة ووسائل تأمين سيرها بشكل يضمن نزاهتها وحمايتها من التزوير"، مشيرا في بيان نشر على صفحته الإلكترونية، إلى "تعهد الجانب الإيطالي بدعم أي اقتراح من الأمم المتحدة يضمن استقرار ليبيا".