هذه ليست إيطاليا

هذه ليست إيطاليا

03 سبتمبر 2017
إيطاليا خسرت بشكل قاسٍ على يد إسبانيا (Getty)
+ الخط -
من يعرف إيطاليا جيداً يعرف أن المنتخب الذي خسر أمام إسبانيا في المباراة المهمة على صدارة المجموعة لا يشبه إيطاليا بشيء، ولنكن واضحين منذ البداية، إسبانيا الآن أقوى من إيطاليا هذه بشكلٍ كبير، فنّياً وبدنياً ولا ينكر ذلك إلا جاحد، لكن عشاق إيطاليا يعرفون أن منتخبهم حتى عندما يخسر لا يكون مستسلماً هكذا.

نادرة جداً في التاريخ المرات التي شاهدنا فيها إيطاليا تلعب بهذا الأسلوب في مباراة رسمية، هذا إن كان يمكن أن نسمّيه "أسلوباً"، فالمدرّب، جانبييرو فنتورا، حاول أن يجعل إيطاليا تخرج من جلدها، اللعب بأربعة مهاجمين مع لاعبين في الوسط ليس قراراً شجاعاً برأيي، بل انتحار بكل معنى الكلمة، خاصة إن علمنا من هم المهاجمون الأربعة، إنسيني مثلاً لا يمكنه اللعب إلا بثلاثة في الهجوم، أي دور آخر يجعله يضيع وهذا ما حصل، كان من الأسوأ!

على المستوى الفردي، كان غريباً ضياع فيراتي بهذه الطريقة، تراجع بونوتشي الكبير وعدم ردّة فعل مميزة من بوفون، ينتقدونه كثيراً الآن، نفس الذين لم يتركوا كلمة مديح إلا وقالوها منذ أسبوع فقط عندما استلم جائزة حارس الموسم في أوروبا.

صحيح ربما أن دوناروما يجب أن يلعب مباريات أكثر، لكن لا يمكن انتقاد بوفون هكذا من مباراة واحدة.

لطالما كانت إيطاليا تعتمد على تحطيم أسلوب الفريق المنافس، وليس خلق أسلوبها الخاص بالاستحواذ وصناعة اللعب، نابولي مع ساري استثناء في ايطاليا، القاعدة هي يوفنتوس والآخرون، ما يقوله أليغري عن أن من يريد الاستمتاع عليه بالذهاب إلى السيرك حقيقة تعكس العقلية الإيطالية، التغيير يحتاج لوقت طويل، والتأهل لكأس العالم لا يمكن له أن ينتظر.

لا يمكن لإيطاليا التي واجهت إسبانيا في البرنابيو أن تكون حقيقية، الاستسلام الكبير ليس من مميزاتها، نعم تخسر لكن ليس هكذا، نهائي يورو 2012 ظروفه استثنائية، هذه المرة لا، الإمكانات الفردية ليست حجّة لكي نبرّر هذا الانهيار منذ البداية إلى النهاية، صحيح أن إيطاليا لا تملك إيسكو، لكنها قبل سنة وثلاثة أشهر تقريباً، وبلاعبين أقل فنياً من اللاعبين الحاليين لكن مع أفكار واضحة جداً ومدرّب يملك من الغرينتا ما يكفي لنقله للاعبيه وتوزيعه على الآخرين أيضاً، إيطاليا تلك، أعطت درساً لإسبانيا، علماً أنها كانت أقل منها فنياً وبشكلٍ واضح أيضاً، تلك إيطاليا التي يريد عشاقها مشاهدتها من جديد، إن لم يكن بنفس الأداء لكن على الأقل بنفس الروح والحماس، فالغياب عن المونديال إن حدث، سيكون بمثابة الكارثة لمن رفع كأس العالم في أربع مناسبات.

لمتابعة الكاتبة..https://twitter.com/ShifaaMrad

المساهمون