هذه المواضيع شغلت المغرب العربي في 2017

هذه أكثر المواضيع التي شغلت المغرب العربي في 2017

31 ديسمبر 2017
دافع الجزائريون عن حماس (موسى الشاعر/Getty)
+ الخط -
لم تتوقف مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب العربي عن التفاعل مع أحداث عدة طغت على ساحة النقاش، سواء تلك المثيرة للسخرية والغضب أو تلك التي دفعت نحو نقاش أكثر جدية، وتنوّعت هذه الأحداث بين السياسة والاقتصاد والجانب الاجتماعي، وعكست اهتمامات المغاربيين المحلية والعربية. 


 

تونس

آخر الأحداث التي أشعلت الإنترنت في تونس قرار دولة الإمارات منع التونسيات من السفر إليها أو المرور بأراضيها، ما أثار ردود فعل غاضبة من التونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ طالبوا بالمعاملة بالمثل أو بسحب السفير وقطع العلاقات في بعض الأحيان. 

وأثار قانون المصالحة الاقتصادية الجدل في أكثر من مناسبة خلال هذه السنة، سواء بعد وروده في خطاب الرئيس أو خلال مناقشته في البرلمان، إذ انقسم التونسيون بين رافض ومؤيد، ويرى بعضهم فيه عفواً غير مبرر عمّن نهبوا الأموال العامة، بينما يرى آخرون أنه فاتحة لعهد جديد ودفع للحركة الاقتصادية المعطلة في تونس نتيجة الخوف من المحاسبة القانونية لبعض رجال الأعمال وكبار موظفي الدولة. 

وساد نقاش واسع في منتصف العام حول إيقاف عدد من رجال الأعمال ومهرّبين بتعليمات من الحكومة التونسية، إذ انقسم الرأي العام التونسي بين داعم لرئيس الحكومة التونسية، ومن يعتبرون أن هذه الحملة مجرد إلهاء للرأي العام.

وشهدت محافظة صفاقس هذا الصيف محاولة انتحار لفتاة من الطابق الثالث لإحدى العمارات، لكنّ ما جذب التونسيين للخبر أكثر كان تولي بعض الحاضرين نقل محاولة الانتحار مباشرةً على "فيسبوك".

وإلى جانب قانون المصالحة، أثار خطاب السبسي جدلاً واسعاً منذ أن أعلن في الخطاب، بمناسبة عيد المرأة في تونس، عن بحث مسألة المساواة في الإرث بين الرجال والنساء، إذ تتالت التعليقات داخل مواقع التواصل الاجتماعي بين مرحّب بهذا المقترح وبين رافض له.

وألقت الشرطة التونسية القبض على المدونة عفراء في سبتمبر/أيلول، ليعود أصدقاؤها لتنظيم حملة مناصرة لها في مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #سيب_عفراء" (أطلقوا سراح عفراء)، وهي المرة الثانية، بعد أن تمّ إيقافها من قبل الشرطة في ديسمبر/ كانون الأول 2015 وتم تنظيم حملة حينها على مواقع التواصل ووقفات احتجاجية وسط العاصمة لمساندتها، تُوّجت بالإفراج عنها حينها.



المغرب

في المغرب تعددت أسباب اشتعال مواقع التواصل بين الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بينها قوانين أثارت السخرية والجدل مثل قرار منع عملة البيتكوين الرقمية وتغريم العابرين من غير ممر المشاة على الطريق، كما سخروا من تدشين صنبور مياه ومحطة صغيرة للحافلات بحضور جوقة من المسؤولين المهمين، وتابعوا باهتمام إطلاق صاروخ تجسس إلى الفضاء أثار النقاش داخل وخارج المغرب حول الأهداف والأولويات، كما احتفل المغرب إلى جانب العالم بالعثور على أقدم كائن بشري في العالم.


وخلّفت عدة أحداث صدمة للمغاربة، على رأسها مقتل 15 مغربية خلال توزيع مساعدات غذائية في سيدي بوعلام، وضرب أستاذ وسحله من قبل تلميذ، واعتداء جنسي على فتاة في حافلة بمدينة الدار البيضاء، إضافة إلى الأستاذ الجامعي في شمال المغرب الذي عرض على الطالبات علامات عالية في الامتحانات مقابل ممارسة الجنس، كما أشعلت سيدة مغربية مواقع التواصل الاجتماعي خلال محاولتها الانتحار برمي نفسها من أعلى برج اتصالات في العاصمة الرباط، بينما سجّل شاب من إحدى الأسر الميسورة فيديوهات تبيّن قيادته لسيارته من نوع "فيراري" أثناء شرب الكحول، بالإضافة إلى استهزائه برجال الأمن المغربي، وتدخينه سيجارة داخل ما بدا أنه سيارة إسعاف.

وكان للسياسيين حظ وافر من التفاعل الكبير على مواقع التواصل في المغرب، على رأسهم عبد الإله بنكيران، الذي تساءل المغاربة عن سبب استقالته، وعن سر سكوت خَلَفه سعد الدين العثماني المستمر، وذلك خلال تتبع المغاربة لكل خطوات تشكيل الحكومة المتعثر. وإلى جانب الحكومة، أثار برلمانيان الجدل بدورهما، الأول لوفاته بالرصاص، والثاني لإخبار حول إيجاد مبلغ ضخم في بيته.

وعاد الجدل حول العنصرية في المغرب بعد حوادث عدة كان المهاجرون الأفارقة طرفاً فيها، مثل مواجهات بينهم وبين سكان أحد أحياء الدار البيضاء، وانتشار وسم عنصري في وقت سابق يطالب بطردهم.

ولأن المغاربة متابعون لأحداث العالم العربي، كانوا سعداء بزيارة العاهل المغربي إلى قطر في ظل حصارها من دول الخليج، وغضبوا من استضافة وفد من الكيان الصهيوني في البرلمان المغربي.

واستمر حراك الريف الذي عرفته المنطقة الواقعة في الشمال الشرقي للبلاد في إثارة الجدل خلال مرحلة الاحتجاجات ومحاكمة قادته التي لا تزال مستمرة حتى اليوم.



الجزائر

شهدت الجزائر حرباً افتراضية بين السلطة ونجوم الإنترنت ساحتها المحطات الانتخابية الجزائرية، إذ دعا المؤثرون إلى مقاطعة الانتخابات، وهو ما انتقدته السلطات، وكانت المواجهة الأكبر هي مع مقطع "راني زعفان" لأنس تينا، و"مانسوطيش" الذي أنتجه شمسو دز جوكر. 

وتفاعل الجزائريون مع وصول الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وزيارته للجزائر، وانتقدوا المبالغة بالاحتفاء به، كما ناقشوا تأثير وصوله للسلطة عليهم، وخصوصا أنه وصف استعمار بلاده للجزائر بـ"الجريمة ضد الإنسانية" خلال حملته. 

وتناقل رواد مواقع التواصل شائعة وفاة الرئيس الجزائري، وانقسموا بعد تكذيبها بين ساخر ومتسائل "من يحكمك يا بلادي" عبر وسم انتشر في الإنترنت، وقارنوا بين المسؤوليات الملقاة على الرئيس وظروفه الصحية التي اضطرته لإلغاء أنشطة هامة، مثل زيارة ميركل، بالتزامن مع نقاش افتراضي ومجتمعي وسياسي حول ترشح بوتفليقة لولاية جديدة. كما انتقد الجزائريون سلطتهم في أكثر من مناسبة خلال هذه السنة، خصوصاً في ظل وضع اقتصادي يتسم بالتقشف، ما دعاهم لنشر وسم #سرقوا_الخزينة_وقالوا.

وكان موضوع التطرف حاضراً في أكثر من مناسبة، وطفا إلى السطح مع حادثتي تخريب التمثال العاري في مدينة سطيف، وفيديو آخر وُصف بالصادم لمجموعة شبان يعذبون شخصاً بداعي "إقامة الحدّ" عليه بتهمة "ممارسة السحر"، في مدينة الحطاطبة.

كما شغلت الجزائريين مجموعة من الحوادث الفردية، على رأسها دعوة رئيس معرض الكتاب لضرب المرأة "بلطف"، وحذف البسملة من الكتب المدرسية، والوالد الجزائري الذي نشر صورة ظهر فيها حاملاً طفله الذي لا يتعدى عمره العامين، بيده اليسرى، ومُخرجاً إياه من نافذة شقته، في بناية شاهقة في منطقة باب الزوار في العاصمة الجزائرية، متسائلاً "كم من إعجاب ستكسبه الصورة"، على موقع "فيسبوك".

كما حضرت القضايا العربية المختلفة في أذهانهم، خصوصاً عندما تصبح الجزائر طرفاً فيها، مثل منع الشاعر الجزائري، محمد جربوعة، من تأدية مناسك الحج هذا العام، وربطه بقصيدة هجاء ضدّ حكام السعودية، انتشرت بكثافة بعد فرض الحصار على دولة قطر، وحملت عنوان "الحج لله لا لآل سعود"، كما أحدث تصريح السفير السعودي في الجزائر ضجة واسعة، بعدما وصف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بـ"الإرهابية".

ومثل المغرب، أثار تدفق المهاجرين الأفارقة في الجزائر نقاشاً مجتمعياً وجدلاً إعلامياً واسعاً، وسط مطالبة البعض بضرورة ضبط تواجدهم أو ترحيلهم إلى بلدانهم نتيجة ما اعتبره البعض "مخاوف اجتماعية وصحية وأمنية".



موريتانيا

انقسم المدونون والشعراء في موريتانيا حول كلمات النشيد الوطني الجديد للبلاد، واعتبر المعارضون أن النشيد الجديد غير حماسي ولا يعبّر عن موريتانيا، لأنه ليس وليد لحظة الانعتاق من الاستعمار أو توحيد البلاد.

وعموماً تباينت ردود فعل المواطنين الموريتانيين على إقرار التعديلات الدستورية في البلاد، التي اقترحتها الأغلبية الحاكمة وبعض أحزاب المعارضة، علماً أن التغييرات تضمنت إلغاء مجلس الشيوخ وتغيير العلم الوطني واستحداث مجالس جهوية للتنمية، ورفضتها المعارضة.

ومع انطلاق الحملة الانتخابية الممهدة لتعديل الدستور في موريتانيا، أطلقت جهات مجهولة تسجيلات صوتية على تطبيقات التواصل الاجتماعي لسياسيين ومسؤولين كبار في المعارضة يتحدثون عن أموال تم توزيعها لعرقلة تصويت مجلس الشيوخ على تعديل الدستور، ما أثار ضجة كبيرة.

وأطلق مدوّنون موريتانيون وسم "#نريد_موريتانيا_علمانية" لمواجهة استغلال بعض التيارات للدين في القضايا السياسية والاجتماعية، وتبرير بعض الأفكار والتوجهات المتطرفة. وحظي الوسم بمتابعة كبيرة وتباينت آراء المعلقين عليه، بينما أطلق بعضهم وسوماً مناهضة.



ليبيا

ظهرت ليبيا في مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة بعد تقرير مدعم بمقاطع مصورة نشرته شبكة "سي إن إن" على موقعها الإلكتروني، وكشف عن عمليات بيع للبشر تجري في ليبيا، وتشمل شباناً من بلاد أفريقيا السوداء، وصلوا إلى ليبيا بهدف الهجرة إلى أوروبا.

وأظهر المقطع المصور، الذي بثته الشبكة، عملية مزايدة تجري على شابين اثنين، ليتم بيعهما مقابل 1200 دينار ليبي، أي ما يعادل 800 دولار أميركي. وهو ما خلف صدمة عالمية انعكس ضجيجها على مواقع التواصل. 



(العربي الجديد) 

المساهمون