هذه أبرز مهام القمر الصناعي المغربي "محمد السادس ب"

أطلق المغرب قمره الصناعي الثاني، واسمه "محمد السادس ب"، يوم الأربعاء، علماً أن الأول "محمد السادس أ" أُطلق في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2017، من مدار شركة "أريان سبيس" في فرنسا على متن قاذفة الضوء "فيغا".

واعتبر رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، في كلمته عند مستهل المجلس الحكومي الأسبوعي أمس الخميس أن "هذا الإنجاز الثاني سيمكن من توفير معلومات لها علاقة بالأمن القومي والوطني، وتعزيز الأمن المعلوماتي، إضافة إلى استقلالية الحصول على المعلومة".

وأفاد العثماني بأن القمر "محمد السادس ب" سيتيح الحصول على "معلومات مغربية صرفة.. ستكون ملكا لنا، ولن نشتريها من الآخرين، وسيصبح بإمكان كل إدارة تتبعها بدقة حسب تخصصها"، مشيراً إلى أن "جزءا مهماً من المعلومات يرتبط إما بالتطورات العمرانية أو التصحر أو مراقبة الأراضي والحدود والأمن والخرائطية".

ويعلق الخبير في الشؤون الاستراتيجية، الدكتور محمد عصام لعروسي، على الخطوة بالقول إن إرسال قمرين صناعيين "محمد السادس أ و ب"، له العديد من الأهداف الاستطلاعية التي "تمكن المغرب من مراقبة الحدود ووضع المخططات الطوبوغرافية للعديد من القطاعات التنموية والبيئية".

وأفاد لعروسي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأن "إطلاق القمر "محمد السادس ب" هو استكمال لمهام وأدوار القمر الصناعي الأول"، مردفاً أن تركيز المغرب على هذا المشروع يعكس "حقيقة الهواجس الأمنية والسياسية والمخاطر التي تهدد الحدود المغربية".

ويشرح الخبير نفسه أن "منطقة الساحل جنوب الصحراء تعاني هشاشة أمنية ترجع لما شهدته منطقة الكركرات من تجاوزات من قبل البوليساريو في المنطقة العازلة ومواجهات وتصعيد عسكري أعقبه تدخل مجلس الأمن، واستصدار قرار يشير إلى ضرورة العودة للوضع القائم بعد عملية وقف إطلاق النار منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي".

ويلفت إلى أن هذا القمر سيمكن من "مراقبة تحركات البوليساريو في المنطقة العازلة بشكل استباقي طالما أن القمر الصناعي يستطيع أخذ عدد كبير من الصور وإرسالها في وقت قصير إلى الرباط، كما يمكن أيضاً من مراقبة الشبكات الإجرامية المتورطة في تجارة المخدرات والسلاح لفائدة الجماعات المسلحة".

وحول الاختصاصات الأخرى لهذا القمر المغربي وسابقه أيضاً، أوضح المتحدث أنه يسهم في "تقوية وتدعيم الجانب الاستخباراتي والمعلوماتي بخصوص محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة السرية" وفق تعبيره.

ويضيف أن الاعتماد على تقنية الاستطلاع وجمع المعلومات عبر القمر الصناعي "محمد السادس وب" سيمكن من توفير قاعدة بيانات غنية للمؤسسات العسكرية والأمنية، فضلا عن تعويض الفراغ الناجم عن ضعف التنسيق الأمني والجنائي والمعلوماتي مع الجزائر والذي لا يصل إلى المستوى المطلوب.