Skip to main content
هذا أيضاً سيحدث
سانتياغو هويوس بويتراغو
فرناندو بوتيرو/ كولومبيا

على التلة كان يرقد رجل ميت، على بعد خمسة أمتار من دراجة نارية لا يزال محرّكها يعمل. جسمه ساكن وفمه للأسفل. يتدفّق من رأسه خيط رفيع من الدم ويضيع بعيداً، كما لو أنه كان يحاول الوصول إلى البحر الممتزج مع الأمطار التي استسلمت أمام الفجر.

لم يعرف أحد كيف وقعت الحادثة. وجدوه عند الساعة السادسة على الأسفلت المبلّل. لم يسمع أحد أي شيء، لم ير أحد أي شيء... الشيء الوحيد الذي أخبرت به الشرطة هو أنه فارق الحياة عند الفجر في حادثة سير.

الشاهد الوحيد على الحادثة كان الضباب، الذي هرب عند رؤيته مجيء الدورية، تتقدّمها مجموعة متكاثرة من الفضوليين، الشبيهين بالأسماك الصغيرة، الذين كانوا يتصرّفون كما لو أنهم لم يشاهدوا رجلاً ميتاً من قبل مطلقاً.

الكلّ كان يهمس من خلف الشريط الأصفر المخطّط بالأسود، متسائلين عن ذلك الشخص الذي لا يُعرف له جيران.

كان حليق الوجه بعناية شديدة، يرتدي بذلة وربطة عنق سوداوين، لا تزال تفوح منه رائحة غسول الشعر، كأنه كان قادماً للقاء شخص أنيق مثله. لم يكن يلبس صدرية ولا خوذة ولا يحمل أوراق هويته.

إلى غاية تلك الليلة كان ابن أحدهم، وصديق أشخاص آخرين، وحبيباً وزميلاً ورفيقاً لغيرهم، من يعرف من يكون. بعد ذلك بساعات سيصبح رقماً مكتوباً باليد على بطاقة، منتظراً أن يتعرّف عليه أحدهم.

كان أكثر من مجرد شخص بلا اسم: اسمه كان موجوداً، ولكن ليست قصته، المطموسة بقدر ما هي مطموسة قصص بقيّة الأجساد الهامدة التي كانت ترقد في مستودع الأموات.
حسب الطبيب الشرعي، الجرح القاتل في جبهته كان قد فُتح بعد توقّف القلب، وهي النقطة التي ستعكّر اللغز. أثر جرح رصاصة كانت تخدش كتفه الأيسر، كاشفة عن تسديدة خاطئة تعود لأيام قليلة ماضية.

بعيداً عن هذا، كان بالإمكان استنتاج أن الموت كان قد منحه أجلاً قصيراً فقط.

قطعة نقدية مربوطة في معصمه الأيسر بحبل كان يصلح ظاهرياً لعقد، كانت الأصابع الجامدة لا تزال تتشبث بها، بقوة كانت تقاوم ترك هذا العالم. على سطحها الفضي القديم كُتب من جهة بأحرف أصبحت غير واضحة:
هذا أيضاً سيحدث
ومن الجهة الأخرى، اسمه.



* SANTIAGO HOYOS BUITRAGO كاتب قصة وشاعر وأستاذ جامعي كولومبي.

** ترجمة عن الإسبانية: إبراهيم اليعيشي