هجوم دام بالجوف... التحالف السعودي يعود لاستهداف المدنيين باليمن

هجوم دام بالجوف... التحالف السعودي يعود لاستهداف المدنيين باليمن

15 يوليو 2020
تتواصل معاناة اليمنيين (محمد حويس/ فرانس برس)
+ الخط -

لم يمر أكثر من يومين على إقرار التحالف السعودي الإماراتي باستهداف مدنيين في محافظة حجة، شمال غربي اليمن، وتلميحه إلى "حادث عرضي"، حتى عاد لتكرار السيناريو بدك المنازل على رؤوس ساكنيها، ولكن هذه المرة بمحافظة الجوف، القريبة من الحدود السعودية، شمالي البلاد.
واتهمت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، مساء الأربعاء، التحالف بارتكاب "مجزرة مروعة"، أسفرت عن سقوط أكثر من 25 قتيلا، في حصيلة أولية للغارات الجوية التي استهدف منازل سكنية في بلدة المساعفة، شرق مديرية الحزم بالجوف.


ونقلت قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الجماعة، عن مصادر محلية لم تسمها، أن مستشفى مأرب الخاضع لسيطرتها استقبل أكثر من 16 جثة متفحمة لنساء وأطفال من ضحايا المساعفة، وذلك بعد ساعات من الإعلان عن سقوط 9 قتلى بينهم.
ولا تزال الحصيلة المعلنة أولية بحسب وسائل الإعلام الحوثية، التي تحدثت عن عمليات بحث عن الضحايا تحت أنقاض المنازل التي دمرها الطيران السعودي الإماراتي.
وفيما تحدثت وزارة حقوق الإنسان التابعة للحوثيين عن استهداف التحالف السعودي لمنزل المواطن محمد مبخوت الشواي وعدد من المنازل المجاورة له بالمساعفة، زعمت قناة "المسيرة" أن الطيران استهدف "حفلة زفاف للنساء" في منزل بالبلدة.
ولم يصدر أي تعليق فوري من الأمم المتحدة حول الهجوم السعودي الإماراتي في الجوف، كما لم يتسن لـ "العربي الجديد" التأكد من دقة الأرقام التي أوردها الحوثيون.

ونقلت "المسيرة" عن محافظ الجوف المعين من الجماعة، عامر المراني، أن القرية المستهدفة خالية تماما من أي وجود عسكري، مضيفا أنه مع ذلك تم استهدف المدنيين مع سبق الإصرار والترصد.
وهذا هو ثاني هجوم دام يشنه التحالف السعودي الإماراتي على محافظات الشمال اليمني، بعد استهدافه، الأحد، منزلا في بلدة وشحة بمحافظة حجة، ما أسفر عن سقوط 9 مدنيين، بينهم 7 أطفال.
واستنكرت وزارة حقوق الإنسان التابعة للحوثيين الغارة الجوية على الجوف، واعتبرت، في بيان صحافي، أن الضربات الجوية "فعل إجرامي يتكرر دون أن يجد صوتاً رادعاً من المجتمع الدولي ومجلسي الأمن وحقوق الإنسان، ما يشكّل خيبة أمل للإنسانية في اليمن ويخلف ندوباً غائرة في وجه الآليات الدولية التابعة للأمم المتحدة".
وفيما حمّلت دول التحالف السعودي الإماراتي المسؤولية الإنسانية والقانونية عن الجريمة، طالبت بالاستجابة العاجلة لإرسال لجنة تحقيق دولية للاطلاع المباشر على جرائم النظامين السعودي والإماراتي ومن يساندهما، وإصدار تقارير عادلة ومنصفة.
وكانت الأمم المتحدة قد كشفت، الإثنين الماضي، عن مقتل قرابة 1000 مدني جراء النزاع في اليمن خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، مؤكدة أن البلد لا يحتمل المزيد من الخسائر.
ونددت منسقة الشؤون الإنسانية باليمن، ليز غراندي، بالهجوم على منزل بمحافظة حجة، وقالت في بيان صحافي: "من غير المفهوم أنه في وسط جائحة كوفيد 19، وعندما تكون خيارات وقف إطلاق النار على الطاولة، يستمر قتل المدنيين في اليمن".


وتزامن بيان الأمم المتحدة مع إقرار التحالف السعودي بمسؤوليته عن هجوم حجة، ولمح إلى وجود حادث عرضي أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين لحظة استهداف قيادات حوثية، حسب بيان للمتحدث باسمه تركي المالكي، الذي أعلن إحالة الحادثة إلى الفريق المشترك لتقييم الحوادث.

والفريق المشترك لتقييم الحوادث، هيئة تحقيق تابعة للتحالف السعودي الإماراتي ابتكرها خلال السنوات الماضية لتبرير هجماته الدامية التي توقع ضحايا بصفوف المدنيين، وفي مرات نادرة أقر الفريق الذي تترأسه شخصيات سعودية بالمسؤولية الكاملة، ولكنه كان يصفها بالحوادث العرضية.

المساهمون