هتلر حاول تأليف أوبرا وتقليد فاغنر

هتلر حاول تأليف أوبرا وتقليد فاغنر

02 مارس 2020
معرض "هتلر الشاب: السنوات التكوينية لدكتاتور" (فرانس برس)
+ الخط -
إعجاب أدولف هتلر بالمؤلف الموسيقي الألماني ريتشارد فاغنر معروف وموثَّق، لكنّ محاولة الديكتاتور النازي تأليف أوبرا بنفسه تشكل مفاجأة لكثيرين. فخلال نهاية الأسبوع الماضي، قدمت صفحة من العمل الموسيقي الذي يحمل عنوان "فيلاند دير شميد" للمرة الأولى في معرض يتناول حياة "هتلر الشاب" في النمسا.

يعود تاريخ هذه الصفحة الأولى التي أعدّها أوغست كوبيتسيك، وهو أحد أصدقاء هتلر القلائل في شبابه، إلى عام 1908 عندما كان الزعيم النازي في سنّ العشرين تقريباً.

وأوضح كريستيان راب، أحد القيّمين على المعرض، أن المخطوطة التي كانت موضع تكهنات كثيرة، كتبت على ما يبدو بعد بضعة أشهر فقط من تلقي هتلر دروساً في العزف على البيانو. وهي تظهر بوضوح شعور هتلر "بقدراته الخاصة المضخمة".

ويعتقد أن هذه الورقة الوحيدة التي بقيت من مشروع طموح يستند إلى الأساطير الجرمانية ويشبه إلى حد بعيد عملاً غير مكتمل لفاغنر ويحمل الاسم نفسه.

وافتتح هذا المعرض الذي يحمل عنوان "هتلر الشاب: السنوات التكوينية لدكتاتور"، في سانكت بولتن في النمسا، وهو يضم مجموعة من مقتنيات هتلر جمعها كوبيتسيك بين العامين 1907 و1920.

واحتفظ كوبيتسيك في البداية بتلك المقتنيات، معتبراً إياها تذكارات من مرحلة شبابه قبل أن يدرك فيما بعد أنها قد تكون ذات أهمية تاريخية.

وهي تشمل رسائل وبطاقات بريدية كتبها هتلر لكوبيتسيك، بالإضافة إلى رسوم أنجزها الزعيم النازي المولود في 20 إبريل/نيسان 1889 في مدينة براوناو آم إن النمساوية الذي غالباً ما كانت قدراته الفنية أقل شأناً من طموحاته الهائلة. فقد أجرى امتحان القبول للالتحاق بأكاديمية الفنون الجميلة في فيينا مرتين، الأول في عام 1907، والثاني في 1908، لكنه فشل في المحاولتين.

ومع ذلك، كان هتلر يسارع إلى تحميل غيره مسؤولية إخفاقاته، على حد قول راب، مضيفاً: "عندما كان يحدث خطأ ما، كان يلقي اللوم دائماً على شخص آخر، ولا يعترف بأنه خطأه".

وقال منسق المعرض المساعد هانيس لايدنغر، إنه حتى الأشخاص الذين عرفوا هتلر في سنّ صغيرة في النمسا، يشهدون على شخصيته "المتعنتة والعدوانية".

بالنسبة إلى راب، "كان هتلر الشاب "قنبلة" إذا صح التعبير. وشكلت الحرب العالمية الأولى الفتيل الذي اشتعل فيما بعد في ألمانيا، لكن المكونات صنعت خلال فترة وجوده هنا في النمسا".

وبالإضافة إلى تتبع تاريخ هتلر الشخصي، يسعى المعرض أيضاً إلى استكشاف الحالتين السياسية والاجتماعية في النمسا في نهاية القرن العشرين. وهو يحاول أن يثبت خصوصاً، أن المفاهيم التي أصبحت أساسية في الإيديولوجية النازية من العنصرية إلى معاداة السامية والنزعة العسكرية، كانت منتشرة على نطاق واسع في المجتمع النمساوي قبل ذلك.

يأمل المعرض المساهمة في تفكيك شخصية هتلر وإيديولوجيته (فرانس برس)

وكان للنمسا علاقة معقدة مع ماضيها النازي. وعلى مدى عقود بعد الحرب العالمية الثانية، أصرّت الحكومات النمساوية المتعاقبة على أن البلاد كانت ضحية للنظام النازي، وسعت إلى التقليل من شأن تواطؤ العديد من النمساويين في جرائم النازيين.

وقال منسقو المعرض إنهم يأملون أن يساعد في الإضاءة على شخصية هتلر وتفكيك الأفكار التي ارتكزت عليها إيديولوجية الإبادة الخاصة به. وأضاف راب: "يستغرق نشر الأفكار السيئة في المجتمع وقتاً ويحتاج إلى وقت مماثل لإزالتها... وسنحتاج للعمل على هذا الصعيد لعقود بعد".
(فرانس برس)

دلالات

المساهمون