نيوزيلندا... عنوان فريد للطبيعة الساحرة
لطالما ارتبطت في أذهاننا حادثتان تتعلقان بنيوزيلندا، الأولى عندما فتح النار أحد المواطنين على المصليين في مسجدين وطغى الحدث على جميع وسائل الإعلام العالمية، وهذا العام، عندما خرجت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أريدن إلى العالم لتعلن انتهاء وباء كورونا.
وبين هذين الحدثين، تفتح نيوزيلاندا المجال أمامنا لاكتشاف منطقة أقل ما يمكن وصفها، بأنها جنة على الأرض. دولة عبارة عن جزيرتين كبيرتين، محاطة بطبيعة خلابة، لا يمكن وصفها أو تخيلها.
يقول العديد من زوارها وسياحها، إذا أردت القيام برحلة مليئة بالإثارة والسحر، عليك التوجه إلى نيوزيلندا، لأنها ببساطة تتميز بطبيعة مذهلة، غابات، ومياه تحيط بك من كل صوب وحدب.
تمتلك دولة نيوزيلندا سياحة مميزة تجذب السياح والزوار من شتى بلدان العالم، كما تتميز مدن نيوزلندا بالكثير من أوجه الرفاهية والجمال الأخاذ، ويمكن اعتبارها بأنها الوجهة المثالية والمناسبة لقضاء العطلات، بالنسبة إلى الشباب، العائلات، وأيضًا للأزواج لقضاء شهر العسل.
ويلينغتون الرائعة
من الصعب وصف مدى تأثير رحلة إلى نيوزيلندا على حياتك، تقول "سونجا" مدونة سياحية من نيوزيلاندا، ومؤسسة موقع Migrating Miss" تحدث نيوزيلندا، تغيير جذرياً في حياتك، صحيح أن البعض يشتري الهدايا التذكارية من هناك لتبقى الذكرى، لكن الحقيقة الأكيدة أن هذه الذكرى الحقيقية، تبقى عالقة في العقول والقلوب".
تبدأ الرحلة من العاصمة، ويلينغتون، التي تزخر بالمعالم الطبيعية والأثرية المتنوعة، لكن أكثر النشاطات استقطاباً للسياح، هي النشاطات المائية، حيث يقضي السياح معظم أوقاتهم على الشواطئ للاستجمام.
كما تتميز العاصمة باحتوائها العديد من المعارض الفنية والمتاحف، التي تروي تاريخ الجزيرة منذ مئات السنين.
إضافة إلى ذلك، فإن ما يميز العاصمة أيضاً تنوع الفنون الشعبية، حيث لا يمكن للسائح أن يمر بأي شارع أو حي في العاصمة، دون مصادفة إحدى الفرق الغنائية الشعبية.
كذلك، تعتبر مدينة ويلينغتون من الأماكن المشهورة بتصوير الأفلام، ويمكن أن تصادف أحد المشاهير أثناء تصوير أفلام سينمائية.
هاملتون العجيبة
عنوان الزيارة إلى هامتلون، هو الاسترخاء في احضان الطبيعة، ببساطة لأن المدينة، تقع على ضفاف نهر وايكاتو، وتشتهر بالمشي خاصة في الحدائق التي تشبه الطراز الأوروبي في القرن السادس عشر. تقول سونجا "زرت هذه المدينة أكثر من مرة، وفي كل مرة أزورها، أكتشف المزيد من الأسرار".
تتميز هذه المدينة بكونها وجهة سياحية داخلية رائعة، حيث تكثر النشاطات التي يمكن القيام بها، وأكثر ما يميزها، هو الرحلة عبر القوارب بين الأنهار التي تربط بين أجزاء المدينة.
كما يقصد السياح، حديقة حيوانات هاملتون ، والتي توفر للطيور المحلية حرية هائلة للقيام برحلات داخل الحديقة، والتي تشبه إلى حد كبير المحميات الطبيعية.
وإضافة إلى المناظر الطبيعية، فإن المدينة تحتوي الكثير من المعالم الثقافية، ومن أبرزها متحف Waikato الذي يوفر نظرة ثاقبة للمناطق الغنية بالتاريخ القديم.
بعيداً عن هذه الأجواء، فإن الحياة الليلية في المدينة تستقطب الشباب، حيث تتوافر العديد من المقاهي، والمطاعم، وأماكن السهر المختلفة. ولذا يقصدها الكثير من السياح للاستمتاع بهذه الأجواء الساهرة.
ماتاماتا الساحرة
لنكن صادقين. أنت هنا في عالم الرسوم المتحركة. نعم هذا صحيح، فالطبيعة الخلابة، والبيوت القروية، والحياة الريفية التي تشتهر بها هذه المدينة، تجعلك تشعر وكأنك فعلاً تزور عالما من الخيال.
أصبحت ماتاماتا نوعًا ما، وجهة أساسية لمعظم الرحلات حول الجزيرة الشمالية، خاصة وأنها تضم العديد من النشاطات التي يمكن القيام بها. أولاً تحتوي المدينة على منازل وايكاتو، وهي المنازل الأشهر في عالم الرسوم المتحركة التي يحبها الصغار والكبار. ثانياً: تضم المدينة أيضاً العديد من المواقع الأثرية، وأبرزها القلاع التي كانت تشكل يوماً سياجاً منيعاً من الغزوات.
أصبحت ماتاماتا نوعًا ما، وجهة أساسية لمعظم الرحلات حول الجزيرة الشمالية، خاصة وأنها تضم العديد من النشاطات التي يمكن القيام بها
إضافة إلى ذلك، لابد للسائح من زيارة الشلالات المائية التي تحيط بالمدينة، ولا يمكن زيارتها سوى عن طريق تسلق الهضاب للوصول إلى أعلى الشلال.
وبعد كل هذه الاكتشافات، تنتظركم قائمة الطعام الريفية، التي تضم العديد من أصناف الأجبان الغنية، إضافة إلى الأطعمة التقليدية، خاصة طبق البطاطا المحشو بالخضروات.
مدينة الشمس
هي أقدم المدن المأهولة بالسكان في نيوزيلندا، تستقبلكم مدينة نيلسون أو مدينة الشمس، نظراً لطقسها الدافئ طيلة أيام السنة، تقع المدينة بالقرب من خليج تامسان، وهي وجهة صيفية محببة لدى الكبار والصغار، ولذا عليكم أن تتخيلوا كمية النشاطات المائية التي يمكن القيام بها في هذه المدينة.
أضف إلى ذلك، تشتهر المدينة أيضاً بكونها إحدى الوجهات السياحية الرياضية، كونها تستقبل العديد من البطولات العالمية، كما أنها تعتبر مدينة الفن والموسيقى، نظراً لتنوع النشاطات الفنية التي تقام سنوياً.
ويمكن للسياح أيضاً القيام برحلة عبر المنطاد لاكتشاف المدينة، ففي فترة بعض الظهر، تمتلئ السماء بالمناطيد، حيث يلجأ السياح إلى هذه الوسيلة لاكتشاف جمال الطبيعة.
ولا تفوتوا فرصة زيارة سوق الحرف اليدوية في المدينة، والذي يعتبر أشهر الأسواق الحرفية، حيث يعود تاريخه إلى مئات السنين، ويضم العديد من التحف الفنية والمشغولات التراثية.
مصاريف الرحلة
قبل التطرق لمصاريف الرحلة إلى نيوزيلندا، علينا التعرف أولاً عن ملامح اقتصادها. تتبع البلاد اقتصاد السوق الحر، ويحمل المركز 53 على مستوى العالم عند قياسه باستخدام إجمالي الناتج المحلي، والرقم 68 على مستوى العالم عند قياسه بما يعادل القوة الشرائية، بحسب بيانات البنك الدولي.
يعتمد الاقتصاد على الزراعة والصناعة خاصة التكنولوجيا، كما تجذب البلاد السياح بالرغم من بعد مسافاتها.
عملة البلاد هي الدولار النيوزيلندي، وكل دولار نيوزيلندي يساوي تقريباً 65 سنتاً أميركياً. تتميز البلاد بشبكة واسعة ومتطورة من البنى التحتية، ما يخدم السياحة بشكل لافت.
أما بشأن تكاليف السياحة، وباستثناء تذكرة الطيران، لأنها تختلف بحسب بلد الانطلاق، فإن الإقامة لمدة أسبوع أو 10 أيام تتطلب ما يقارب 3 آلاف دولار أميركي للشخص الواحد، وهي تتوزع مابين الإقامة من جهة، ومصاريف الطعام، وزيارة الأماكن الترفيهية، والتبضع.
وتنخفض التكاليف بطبيعة الحال، في حال أراد السائح الإقامة في الفنادق المتوسطة، وتناول الأطعمة الشعبية.
