نيوزيلندا تستعد لدفن ضحايا مذبحة المسجدين

نيوزيلندا تستعد لدفن ضحايا مذبحة المسجدين

لندن

العربي الجديد

العربي الجديد
أوتاوا

العربى الجديد

avata
العربى الجديد
19 مارس 2019
+ الخط -
سلمت الشرطة النيوزيلندية ستة جثامين من ضحايا مذبحة كرايس تشيرش، فيما تقوم بإنهاء إجراءات تسليم ستة جثامين أخرى، مؤكدة أن جهات التحقيق الجنائي تسرع العمل لتأكيد هويات الضحايا الباقين. 

ويستمر التحضير لمراسم تأبين جماعي للضحايا الخمسين الذين سقطوا في الهجوم الإرهابي على المسجدين يوم الجمعة الماضي، ومنحت السلطات النيوزيلندية حتى الآن 65 تأشيرة زيارة لأسر تود المشاركة في تشييع أبنائها، كما تتواصل الوقفات التضامنية في البلاد وخارجها، وسط أجواء من الحزن والصدمة.

ويجري غسل جثامين ضحايا هجمات يوم الجمعة وتجهيزها للدفن وفقا للشعائر الإسلامية، وجاءت فرق من المتطوعين من الخارج للمساعدة في الترتيبات. ويبدأ اليوم تسليم جثامين الضحايا لعائلاتهم، ويستمر على مدى اليومين المقبلين.

وقالت مديرة وزارة الدفاع المدني وإدارة الطوارئ، سارة ستيوارت بلاك، في مؤتمر صحافي في كرايس تشيرش: "كنا مدركين تماما لضرورة التعامل بحساسية مع متطلبات كل أسرة".

تسليم ستة جثامين لعائلاتهم

وأعلنت الشرطة النيوزيلندية في بيان لها اليوم الثلاثاء، أنها سلمت ستة جثامين من ضحايا مذبحة كرايس تشيرش إلى ذويهم، وأنها تكمل إجراءات تسليم ستة جثامين أخرى تأكد التحقيق الجنائي من هوياتهم.

وأكد البيان أن "التشريح حدد هوية الضحايا الخمسين"، مضيفاً "نبذل قصارى جهدنا للقيام بهذا العمل في أسرع وقت ممكن وإعادة الضحايا إلى أحبائهم. في حين أن تحديد هويات الضحايا هو في الواقع أكثر تعقيدًا، خاصةً في مثل هذه الحالة".

وتابع البيان "أولويتنا المطلقة هي عدم ارتكاب أي أخطاء. كما نتطلع أيضًا إلى أي طريقة لتحسين اتصالاتنا مع العائلات وضمان إبقائها على اطلاع تام بما يحدث".

وأكد "التعرف على 12 ضحية بما يرضي قاضي التحقيق الجنائي، وأعيد ستة من الضحايا الذين تم تحديدهم إلى عائلاتهم".



تحية المواطنين الأصليين

وأدى مواطنون نيوزيلنديون رقصة السكان الأصليين "الهاكا"، تعبيراً عن تضامنهم مع أهالي الضحايا، وتأكيداً على الدعم في مواجهة المعتدين.

كما أدى الرقصة ذاتها تلامذة مدرسة كشمير في مدينة كرايس تشيرش التي شهدت الهجوم الإرهابي يوم الجمعة الماضي، بحضور أهالي الضحايا، والتي انتشرت فيديوهات عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. 




صلوات وتضامن في أستراليا

على بعد 2500 كلم من مكان الهجوم، في مدينة لوغان في ولاية كوينزلاند الأسترالية، سيتجمع السكان في مركز المدينة تعبيراً عن تضامنهم مع الضحايا، واستنكاراً للهجوم الإرهابي.

وقالت عمدة المدينة بالوكالة، شيري دالي، في تصريح صحافي تناقلته وسائل الإعلام الأسترالية، إن المجتمع الكبير ومنه الإسلامي في مدينة لوغان "هزته" المأساة.

وقالت: "ما حدث في كرايس تشيرش هو أمر مؤسف، وعمل من أعمال الكراهية والعنف ندينه تماماً، ونحن نقف مع أصدقائنا في نيوزيلندا والمسلمين في حزن وتضامن".

وأوضحت أن "مدينة لوغان موطن لأكثر من 217 خلفية ثقافية مختلفة، وطاولتها المأساة بعمق في المدينة، لهذا السبب من المهم حقًا أن يجتمع الناس لتذكر الضحايا ولإظهار أننا متحدون".

وتضاء الشموع وتقدم الصلوات من الساعة 5 مساءً غدٍ الأربعاء، وسيحيي السكان الذكرى الحزينة بوسم #LoganStandsTogether على مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب صحيفة "كورييه مايل".

التضامن في كندا

توجه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أمس الاثنين إلى أحد المساجد في العاصمة الكندية أوتاوا، لتقديم العزاء والدعم المعنوي للمسلمين. وأكد للمجتمعين أن "مهمة محاربة الإسلاموفوبيا هي ليست مهمة المسلمين بل هي من واجبنا جميعا".

والتقى مجموعة من الشبان والشابات في إحدى قاعات المسجد. وفي الوقت ذاته، شكل مواطنون كنديون أسواراً بشرية لحماية المصلين في المساجد الكندية.

كما ألقى ترودو خطابا مطولاً أمام البرلمان الكندي، الذي أنزل علم البلاد إلى النصف حدادا على ضحايا المسلمين، ووصف المجرم الذي نفذ مذبحة المسجدين بأنه "إرهابي وحشي حقير". وأضاف "أوجه كلامي للمسلمين في كندا ونيوزيلندا والعالم، نحن نحبكم، ونقف معكم في هذه الظروف الصعبة".

ولفت ترودو إلى أنه "على مر السنوات الأخيرة شاهدنا زيادة العمليات الإرهابية ضد المسلمين والعائلات التي هربت من الحرب والعنف في بلادها لتحضر إلى بلاد فيها الحرية والسلام، وواجهت عنف الكراهية والتعصب الأبيض واليمين المتطرف والتمييز على أساس العرق والدين".

وقال: "علينا ألا نتوقف عند إدانة هذه الأعمال، كما يجب علينا أن ندين السياسة والسياسيين الذين ينشرون أفكار الكراهية وأصحاب الدعوات القومية العنصرية، يجب عليهم أن يتوقفوا عن نشر أفكار كهذه وتبرير أعمال إرهابية مشابهة".

وفي الختام وجه ترودو رسالة إلى المجتمع الدولي، قائلاً: "كأنه لم يتعلم شيئا، بعض السياسيين يقولون دعنا الآن نبتعد عن السياسة ونركز على مواساة الناس في هذا الظرف، ولكنني أقول لهم هذا الوقت المناسب للعمل السياسي لوقف الذين يتكلمون وينشرون أفكار الكراهية والعداء للآخر. ولمحاربة العنصرية والتطرف يجب علينا أن نقف جميعا لصد هذه الأفكار".​




وتم توجيه تهمة القتل إلى الأسترالي برينتون تارانت (28 عاما)، المشتبه بكونه من المتطرفين المعتقدين بتميز العرق الأبيض، يوم السبت الماضي. وأمرت السلطات بحبسه على ذمة القضية ومن المقرر أن يعود للمثول أمام المحكمة في الخامس من أبريل/ نيسان المقبل، كما قالت الشرطة إنه سيواجه المزيد من الاتهامات على الأرجح.

ومعظم الضحايا مهاجرون أو لاجئون من دول منها باكستان والهند وتركيا والصومال والكويت وبنغلادش والأردن وفلسطين والعراق والسعودية.

وتسعى أسر الضحايا للسفر إلى نيوزيلندا من أجل حضور الجنازات. وقالت سلطات الهجرة في نيوزيلندا إنها أصدرت 65 تأشيرة لأفراد الأسر. وبيّنت إن الهجوم أسفر أيضا عن إصابة 50 شخصا آخرين بينهم 30 لا يزالون في مستشفى مدينة كرايس تشيرش. وتسعة من المصابين في حالة حرجة. وجرى نقل طفلة في الرابعة من عمرها إلى مستشفى في أوكلاند في حالة حرجة.


وفي خطاب مواساة في البرلمان اليوم الثلاثاء دعت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن البلاد إلى دعم الطائفة المسلمة المكلومة، لا سيما عند عودتها إلى صلاة الجمعة. 

وقالت إن المسلح المتهم بارتكاب هجوم إرهابي على مسجدين أودى بحياة 50 شخصًا على الأقل سيواجه "القوة الكاملة" للقانون، كما تعهدت في الجلسة الخاصة للبرلمان لإحياء ذكرى ضحايا الهجوم، بعدم ذكره بالاسم.

وافتتحت أرديرن خطابها بقولها "السلام عليكم" باللغة العربية، قبل قراءة أسماء الضحايا. تعهدت بتحقيق العدالة "لعائلات المتوفين". وأنهت خطابها بتحية "السلام عليكم".



 وأقيمت بعد ظهر أمس واليومين السابقين صلوات باللغات العربية والإنكليزية والعبرية في كرايس تشيرش وقرب المسجدين.

وتجمعت الحشود المتضامنة في الوقفات الاحتجاجية أمام المسجدين، معبرين عن الحزن والحداد والتضامن مع أهالي الضحايا.


(رويترز)

ذات صلة

الصورة
نازحان في غزة (العربي الجديد)

مجتمع

يحاول النازح الفلسطيني أبو أحمد أبو القمبز من حي الشجاعية شرق مدينة غزة التخفيف من آلام صديقه الجديد أبو مصطفى سالم، الناجي الوحيد من مجزرة إسرائيلية.
الصورة

مجتمع

بين ركام عمارات سكنية دمّرتها غارات إسرائيلية في غرب مدينة غزة، تجمّع فلسطينيون لرفع كتلة إسمنتية كبيرة أمام ثلاثة مسعفين سحبوا من المكان جثة هامدة. ويصرخ شاب باكياً "لماذا؟ لم نفعل شيئا يا الله".
الصورة

سياسة

قال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، اليوم الأحد، إن إرهابيين نفذا هجوما بقنبلة أمام مباني الوزارة في أنقرة، مضيفا أن أحدهما قتل في الانفجار بينما قامت السلطات هناك "بتحييد" الآخر.
الصورة
إيمان بنسعيت (العربي الجديد)

مجتمع

تركت كارثة زلزال المغرب آثاراً مأساوية على عدد من سكان منطقة ثلاث نيعقوب، وبينهم الشابة إيمان، البالغة 20 عاماً التي نجت من تحت أنقاض منزل عائلتها، بسبب وجودها خارج القرية، لكنها شربت من كأس الموت المر