روّض المنتخب البرازيلي بقيادة نجمه نيمار أسود الكاميرون حين فاز بنتيجة 4-1 في المباراة التي جرت على إستاد ماني جارينشا الوطني أمس الاثنين في ختام الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الأولى ليقبض منتخب السامبا على صدارة المجموعة ويتأهل للدور الثاني من كأس العالم لكرة القدم ضارباً موعداً مثيرا مع المنتخب التشيلي.
وكانت المكسيك قد هزمت كرواتيا 3-1 وحسمت البطاقة الثانية، لتواجه المنتخب الهولندي متصدر المجموعة الثانية في الدور الثاني، ورفعت البرازيل رصيدها إلى 7 نقاط وهو نفس رصيد المكسيك لكن فارق الأهداف المسجلة خدم البرازيل لصدارة المجموعة وحلت كرواتيا ثالثة بعد ان ودعت المونديال برصيد 3 نقاط وخلا رصيد الكاميرون من النقاط.
ورغم الفوز البرازيلي الرباعي فإن السامبا افتقرت للعديد من المشاهد للحلول الناجعة وعانت من بعض المشاكل الدفاعية التي شكلت مشاهد تهديد فاحت منها رائحة الخطورة على مرمى البرازيل.
هجوم برازيلي وجرأة كاميرونية
صوبت البرازيل حرابها الهجومية منذ الدقيقة الأولى بحثا عن هدف يسهل من المهمة، وتعمّد فيليب سكولاري الدخول بتشكيلة هجومية منذ البداية اتكأت على تواجد الثلاثي نيمار وهالك، وفريد في المقدمة في الوقت الذي قدم فيه جوستافو وأوسكار وباولينيو إسناداً مثالياً للمهاجمين فباشرت البرازيل الهجوم بلا هوادة حيث عكس نيمار كرة ثابتة حطت على رأس اوسكار فسددها وابعدها الحارس الكاميروني تشارلز ايتانجي لركنية وتواصل الضغط البرازيلي في منطقة الوسط مسنوداً بتقدم الظهيرين الفيس ومارسيلو.
الكاميرون تجرأت من جانبها للبحث عن ثغرات دفاعية برازيلية توصل لشباك الحارس سيزار ومن أمامه تياجو سيلفا وديفيد لويز بدءاً من الكرات الثابتة وعبر الاختراق من الرواقين من خلال بنيامين موكاندجو وفينسنت أبو بكر لتقديم الكرات المثالية لجويل ماتي والان نيوم، وعلى إثر ذلك ارتفع نسق وايقاع المواجهة بين المنتخبين وصولاً لتهديد الشباك، الا ان البرازيل كانت الأكثر خطرا وايقاعاً من الكاميرون التي لم يهدأ لها بال الا بمباغتة مناطق البرازيل الدفاعية.
برّ الأمان
أخذ نيمار على عاتقه قيادة البرازيل الى بر الأمان حين استقبل تمريرة لويس غوستافو الذي استغل بطء ابعاد الكرة من مدافع الكاميرون فحولها لنيمار ليدكها الأخير في الشباك هدفاً في الدقيقة 17، معلنا تقدم السامبا فطمع المنتخب البرازيلي للمزيد وتقدم لاعبوه للأمام وكاد هالك تعزيز التقدم حين سدد تصويبة هائلة تمكن الحارس الكاميروني من ابعادها بنجاح لافت ثم مرر غوستافو لفريد ليعود الحارس ايتانجي وينقذ الموقف.
الكاميرون عادت للأجواء كرد فعل طبيعي بعد الهدف فهاجمت وحصلت على مرادها حين راوغ نيوم نظيره الفيس ومرر الكرة لماتيب تحت انظار المدافعين ليسجل الكرة في الشباك محرزاً هدف التعادل في الدقيقة 26 الذي استفز طاقات البرازيل الكامنة فيما بعد فجاء الرد مجددا من نيمار الذي روض الأسود بهدف التقدم الثاني ببراعة حين استقبل كرة مارسيلو وراوغ الدفاع ثم أودع الكرة في الشباك هدفاً ثانيا في الدقيقة 35.
ونجحت البرازيل بتهدئة إيقاع اللعب للمحافظة على التقدم، وتألق الحارس الكاميروني بإبعاد تسديدة هالك البرازيلي لركنية ومعها انتهت احداث الحصة الأولى بتقدم البرازيل 2-1.
غضب برازيلي
كان لزاماً على السامبا تسجيل هدف الاطمئنان مع انطلاقة الشوط الثاني الذي دفع سكولاري مع بدايته بفرناندينو بديلاً لباولينو لتفعيل خط الوسط، وسدد نيمار كرة ثابتة استبسل الحارس الكاميروني بإبعادها، ثم رسمت البرازيل جملة فنية ساحرة حين تبادل نيمار واوسكار وهالك الكرة التي انتهت عند هالك فسددها الأخير لكن الحارس ابعدها بحضور من جديد.
ولأن الضغط يولّد الإنفجار واصل منتخب السامبا هجومه الهادر وتوغل لويس من الميسرة وعكس كرة نموذجية لفريد فحولها الأخير برأسه في الشباك هدفاً ثالثاً مشكوكاً في صحته لتسحب البرازيل البساط من تحت اقدام الكاميرون حيث هدأ إيقاع اللعب ليستعين مدرب الكاميرون بسالي وويبو، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه دون جدوى، كون البرازيل اطبقت كماشتها الدفاعية وواصلت في ذات الوقت الهجوم لينجح البديل فرناندينو بتسجيل هدف رابع للبرازيل مستغلا التمريرة التي حولها فريد لينفرد ويسجل في الشباك بنجاح في الدقيقة 84.
وفيما تبقى من وقت لم تنجح الكاميرون في إيجاد أي حلول في الوقت الذي اطبقت فيه البرازيل سيطرتها التامة على المجريات لتحتفل الجماهير البرازيلية الحاضرة بالفوز والتأهل في النهاية التي آلت للبرازيل 4-1.