نيمار دا سيلفا: ينتقل.. لا ينتقل

نيمار دا سيلفا: ينتقل.. لا ينتقل

02 اغسطس 2017
(نايمار، الصورة: إيرا. أل. بلاك - كوربيس)
+ الخط -

شغل انتقال نجم برشلونة ومنتخب البرازيل نيمار دا سيلفا العالم كلّه خلال الأيّام القليلة الماضية، وسط تكهّنات وإشاعات غير مسبوقة، وتحرّكات اتصفت بالسريّة، وتصريحات غاية في الحذر، ولكن إذا أردنا أن نحلل موقع نيمار من كل هذا، فكيف يمكن الردّ على معظم الأسباب التي تدفعه للانتقال إلى الدوري الفرنسي؟ وكيف يمكن أن تكون صفقة انتقاله إلى باريس إلا خطوة تمهيدية لانتقاله إلى ريال مدريد؟ ولكن ليس على طريقة لويس فيغو الذي يلقّبه أنصار النادي الكتلوني بـ"الخائن"، طبعًا كل هذا لا يعني أن يكون كل شيء مرسومًا ومحسومًا، حيث لا أنفي أيّ احتمالية، حتى احتمال بقائه في برشلونة إلى لحظة كتابة هذه السطور ما زال ممكنًا.


الخروج من عباءة ميسي
ترددت هذه العبارة كأحد أهم الأسباب لتفكير نجم السيليساو بالرحيل عن برشلونة، فهو يريد أن يُصبح الرقم واحد في فريقه، وهذا أمرٌ غاية في الصعوبة في ظل وجود ليونيل ميسي، ولكن هل يعتبر هذا سببًا كافيًا للرحيل إلى دوري بلا شعبية تُذكر خارج الحدود الفرنسية؟ باعتقادي، لا ليس سببًا مقنعًا، وهل كانت طبيعة علاقته مع ميسي توحي بهذا الضيق؟ على العكس تمامًا، فالانسجام الذي ظهر على توليفة الـ MSN صار مضربًا للمثل على أرض الملعب وخارجه، فالأنانية في التمرير والتهديف كانت شبه معدومة خلال سنوات المزاملة لهذا الثلاثي، وحتى في التصريحات الإعلامية كان كل ضلع من أضلاع "مثلث الرعب" هذا يمدح زملاءه، وشهدنا عدة تصريحات لنيمار يصف فيها ميسي بأنه الأفضل في العالم، وأنه سعيد للعب إلى جواره.


تتويج نيمار مع الـ PSG
انتقال نيمار إلى باريس لا يعني أن دوري أبطال أوروبا أصبح في جيب الباريسيين، ولو أن ذلك ممكن طبعًا، ولكن إذا أردنا أن نضع هذا الفريق "منمّرًا" بنيمار في كفة المقارنة مع الفرق الأخرى، فأعتقد أن الكفة تبقى متواطئة مع فرق أقوى وأعرق وأكثر جاهزية، مثل ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونخ وتشيلسي.. إلخ. ولكن ماذا لو فاز باريس سان جيرمان بهذا اللقب؟ بالتأكيد سوف يكون إنجازًا عظيمًا، ولكن لن يتحوّل على إثره النادي إلى أحد عمالقة أوروبا، ولنا في ذلك أندية فازت باللقب وبقيت على حجمها كما كانت، وبعضها تراجع وأصبح أقل شأنًا، مثل بورتو البرتغالي ومرسيليا الفرنسي.

هل يعني تتويج باريس سان جيرمان بلقب دوري الأبطال والدوري والكأس بأن نيمار سيفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم؟ نعم ربّما، هذا أمرٌ وارد جدًا في حال حصوله، ولكن مستوى المنافسة على هذه الجائزة لم يعد كما كان سابقًا، ففوز رجل الريمونتادا بجائزة أفضل لاعب ومثيلاتها لا يعني أبدًا الخروج من عباءة ميسي وحتى كريستيانو رونالدو، إذ يبقى عليه أن يحققها لأكثر من خمس مرّات حتى يخرج بالفعل، وهذا بالتأكيد غير وارد مع باريس سان جيرمان.


نيمار وتعديل خطة لويس فيغو:
يمكن ببساطة إدراج هذا التصوّر ضمن دائرة التهيؤات أو التنبؤات غير المستندة إلى معلومات حقيقية، إذ لا مجال لذلك في عالم الميركاتو الذي تلعب فيه اللحظات الأخيرة دورًا مهمًا وحاسمًا، ولكن لماذا نفكّر بريال مدريد كوجهة حقيقية يخطط لها نيمار في المستقبل القريب رّبما؟ ببساطة لأن ريال مدريد يحقّق كل الشروط التي يبحث عنها نيمار ووالده، وأهمّها اقتراب نهاية حقبة سيد البرنابيو كريستيانو رونالدو، في حين تبدو استمرارية ميسي مع النادي الكتلوني أطول مدّة، وانتظار نهاية حقبة ميسي يعني أن بداية تسيّد نيمار لواجهة الفريق قد استغرقت ست أو سبع سنوات، وهو أمر يجعلها أقل بريقًا وحماسًا، في حين انتقاله لريال مدريد يعني له انطلاقة جديدة وتحديات حماسية له وللنادي معه.

ربّما تعلم نيمار من درس لويس فيغو الذي عانى كثيرًا حتى بعد اعتزاله من ضغط جماهير برشلونة وإعلامه، وربّما ستلاحقه لعنة الكامب نو طوال حياته، بينما نجد أمثلة أخرى انتقلت من البارسا إلى مدريد دون أن تحدث الأجواء نفسها التي خلفها انتقال فيغو، ونذكر على سبيل المثال الظاهرة البرازيلية رونالدو، الذي تألق مع برشلونة وانتقل إلى مدريد لكن بعد فترة انتقالية قضاها في إيطاليا مع إنتر ميلان، هذا يعني أن نيمار يبحث عن هذه الفترة الانتقالية التي يمكن أن يحقّق فيها بعضًا من أحلامه، فالانتقال من برشلونة إلى ألدّ أعدائه وخصومه يحتّم على اللاعب أن ينتظر لبعض الوقت في أرض شبه محايدة، هذه الفترة ستكون في كنف باريس سان جيرمان غالبًا، وليس خافيًا على أحد علاقة نيمار الجيّدة بمسؤولي ولاعبي ريال مدريد، وسعي الميرينغي سابقًا للتعاقد معه.


لماذا باريس سان جيرمان وليس مانشستر يونايتد؟
كلنا نعلم أن مانشستر يونايتد يحتاج لاعباً بحجم نيمار، وعدا عن أنه يعد أغنى أندية العالم، أي أنه قادر على إغداق الأموال على نيمار ووالده، فإنه من أهم وأعظم الأندية في العالم، على كافة الأصعدة، ومشارك في دوري أبطال أوروبا وطامح لاستعادة هيبته على الساحة العالمية، وموجود في واحد من أقوى الدوريات الأوروبية، إن لم يكن الأقوى، ومن أكثرها متابعة من قبل جماهير الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم، إضافة لذلك فهو يحقق لنيمار شروطًا مثالية ليكون نجم الفريق الأول بلا منازع، إذًا ما السبب في تفضيل فريق العاصمة الفرنسية؟ هل هي قلّة خبرة رئيس النادي ناصر الخليفي؟ أم لأن الخروج من اليونايتد لن يكون بسهولة الخروج من الـ PSG؟ حيث تتوفّر في النادي الأخير أسباب أكثر إقناعًا لجماهير الكرة بشكل عام بأحقية تفكيره بالانتقال إلى نادٍ أقوى، ودوري أفضل من الدوري الفرنسي.

تذكير: كل ما ورد يمكن ألا يحدث طبعًا.

المساهمون