Skip to main content
رحلة إلى نيبال.. بلد المغامرات والغوص في التاريخ
لميس عاصي
مع وجود ثمانٍ من أعلى عشر قمم في العالم، ومجموعة متنوعة من الخيارات التي تلبي مستويات اللياقة البدنية، فلا عجب في أن تكون الرحلات إلى دولة نيبال الأكثر شعبية وتشويقاً بين السياح.

يقصد السياح نيبال للتعرف إلى ثقافتها الفريدة، وخوض مغامرة استثنائية وتجربة لا تنسى في معسكرات إفرست، وهي معسكرات خاصة للصعود إلى قمم الجبال.

تتميز الإقامة في هذه المعسكرات بكونها تقع بين القرى الجبلية النائية، ولذا فهي فرصة للتعرف على سكان هذه المناطق، والأديرة، والأسواق الشعبية البعيدة.

يصف سيرد فان دير بيج، وهو مدون سياحي ومؤسس وكالة سياحية، رحلات نيبال بمثابة إعادة اتصال بالطبيعة.

يقول في مدونته، "ليست فقط قمم الجبال هي العامل الأهم للرحلات إلى نيبال، ولكن أيضاً التنوع البيولوجي الذي يأسر القلوب. فالنباتات والحيوانات في نيبال جذابة. وهي موطن لحوالي 6500 نوع من النباتات المزهرة. وتحتوي الكثير من الحيوانات النادرة كالدب الأسود، ووحيد القرن".

المعسكرات التشويقية

"الرحلة إلى قمم الهملايا، ليست من الرحلات البسيطة، لكنها مليئة بالتشويق"، يقول سيرد فان دير بيج. ويضيف "عادة ما يتبادر إلى ذهن الزائر عند الحديث عن قمة إفرست، هو التسلق، واختبار شعور السير على الثلج لساعات وساعات". تعد حلبة أنابورنا واحدة من أهم الحلبات لممارسة هذه الرياضة. تستغرق الإقامة هناك نحو 15 يوماً. إنها رحلة رائعة عبر القرى. يسير السائح في الممرات الجبلية حتى يصل إلى قمة الجبل.



يقول دير بيج "إن أردت خوض تجربة أكثر صعوبة، فعليك إذاً بحلبة ماناسلو، فالمسارات الجبلية أكثر وعورة، لكن الرحلة تتميز بكونها تفتح المجال أمامك للتعرف إلى العديد من مواقع التراث الثقافي النيبالي، بما في ذلك مستوطنات تامانج وشيربا التقليدية. هذه هي فرصتك للتعرف إلى ثقافتهم الفريدة.

كما تتميز هذه المعسكرات بكونها تتيح للزائر التدريب على كيفية مواجهة الصعوبات المناخية، كما أنها تجمع ما بين الرياضة وما بين السياحة الثقافية والقروية.

السياحة الثقافية

بعيداً عن تسلق الجبال، تختزن نيبال الكثير من مواقع الجمال، ومنها مدينة "بانديبور" الواقعة في منتصف الطريق بين كاتماندو وبوخارا، وهي عبارة عن مستوطنة ساحرة على قمة التلال، كانت ذات يوم محطة مهمة على الطريق التجاري بين الهند والتيبت.
يستطيع السائح التعرف إلى ثقافة نيواري التقليدية. كما تتميز المدينة بهندستها المعمارية الفريدة والتي تعود الى القرن الثامن عشر.


تتميز أيضاً شوارعها بتعرجاتها، وساحاتها الضيقة، ويمكن قضاء يوم كامل في التجول بالشوارع المحلية، والمعابد والأسواق المتنوعة.

وبفضل تنوعه الثقافي والجغرافي الرائع، فإن المطبخ النيبالي هو مزيج من الأطباق النابضة بالحياة التي تتميز بالبهارات والتوابل، ولذا لا بد من تذوق أشهر المأكولات، كطبق الأرز المطهو على البخار، والذي يقدم مع أطباق لذيذة من الخضروات المقلية، وكاري اللحوم، والبطاطس المتبلة.

وإذا كنت تبحث عن المزيد من النكهات المحلية "اليومية"، فجرّب choyla، وهو عبارة عن مقبلات مصنوعة من اللحم المشوي.

العاصمة الخلابة

لا بد، عند زيارة نيبال، من تخصيص وقت لزيارة العاصمة، والتعرف إلى عناصر الحياة هناك، نظراً لما تحتويه من آثار قديمة.

تعتبر كاتماندو، بوابة نيبال، واحدة من المدن المميزة بمعالمها السياحية المتنوعة، وقد تشكلت هذه المدينة حول وادٍ كبير ومليء بالكثير من المواقع التاريخية والمعابد الدينية.

السياحة في نيبال (getty) 


تقع المدينة في وسط الجبال الشامخة، إذ تطل جبال شيفابوري وفولتشوويكي وناغارجوم وتشاندراغيري عليها، ما يزيد من جمالها.

البداية في العاصمة تنطلق من ميدان أسان تول، الذي يعج بالباعة والمنتوجات المحلية، وبعدها لا بد من زيارة برج بهيمسن (داراهارا) الموجود في الجزء القديم من المدينة.

ولا تفوت كذلك مشاهدة معبد سويامبهوناث ومعبد كاثامانداب الخشبي الذي يعود تشييده إلى القرن الثاني عشر، والذي يعتبر من كنوز نيبال التراثية.

التراث والتاريخ

في نيبال أيضاً الكثير من المواقع التراثية المدرجة على قائمة يونسكو للتراث العالمي. وأهم تلك المواقع، ساحة (Patan Durbar Square)، الواقعة في وسط باتان، والمعروفة أيضًا باسم لاليتبور.

والمدينة واحدة من أقدم المدن البوذية المعروفة، لذا يقصدها الملايين من السياح، فهي تحتوي على قصر ملكي يعود تاريخه إلى مئات السنين. وتعد المعابد والتماثيل المتنوعة، والموجودة في الساحة الرئيسية، من روائع الفن التقليدي. كما يمكن للسائح أن يشاهد الاحتفالات الدينية، وهي أشبه باحتفالات فنية أو غنائية.

وفي فترة بعد الظهر، لا بد من القيام بزيارة إلى الحدائق الملكية المحيطة بالميدان والقصر الملكي، والتقاط الصور، إضافة إلى زيارة أسواق الشوارع حول ميدان دوربار.

وإلى جانب الساحة يصطف مئات العمال الحرفيين، حيث يصنعون العديد من الحرف اليدوية النيبالية، ولذا فهي فرصة مناسبة لشراء الهدايا التذكارية.

اقتصاد نيبال

ما زالت الزراعة واحدة من أبرز النشاطات الاقتصادية الرئيسية في نيبال، إذ يعمل نحو 65% من السكان في هذا القطاع، الذي يشكل حسب بيانات البنك الدولي نحو 7 أو 8 % من الناتج المحلي. صحيح أن النسبة ليست ضخمة، نظراً لحجم اليد العاملة، إلا أن السبب في ذلك يعود إلى ضعف الآلات الصناعية، وبدائية الأدوات المستخدمة.

تتميز نيبال، بأراضيها الخصبة وكثرة مراعيها وغاباتها، فتشكل الأراضي الصالحة للزراعة نحو 20% فيما تشكل الغابات والمراعي نحو 40%.

السياحة في نيبال (getty) 


يزرع النيباليون الأشجار المثمرة، كأشجار الفاكهة، والعديد من الخضروات، إضافة إلى زراعة الأرز والقمح، وبالرغم من كونها دولة تعتمد على الزراعة، إلا أن معظم السكان لا يحصلون على القيمة الغذائية الموصى بها من الأمم المتحدة، حيث احتلت المركز 54 على مؤشر الجوع العالمي.

كما يعتمد اقتصاد البلاد أيضا على السياحة، خاصة أنها تحتوي على أعلى القمم الجبلية في العالم، ما ساعد في تحسن اقتصادها.


تعد تكاليف الإقامة في نيبال رخيصة جداً، باستثناء تذكرة الطيران. وهنا لا بد من معرفة اختيار الفنادق، إذ ينصح دائماً باختيار الفنادق التي تتبع لسلسلة عالمية، على حساب الفنادق المحلية.
وتترواح الأسعار ما بين 20 و30 دولاراً في الفنادق المصنفة 4 نجوم، أو 5 نجوم. أما بالنسبة إلى قائمة الطعام، وأسعارها، فهي أيضاً في متناول الجميع، ويمكن شراء فطور بسعر لا يتعدى 4 دولارات.

أما بالنسبة إلى شبكة المواصلات والانتقال من مكان إلى آخر، فهي مؤمنة، وعادة ما يستخدم السكان والسياح التوك توك، وهي وسيلة فعالة جداً.