نوارة نجم... كل شيء وعكسه

نوارة نجم... كل شيء وعكسه

14 فبراير 2015
نوارة عندما كانت التسريبات ضرورة (مواقع التواصل)
+ الخط -
عادت الناشطة المصرية نوارة نجم إلى إطلاق تصريحات مثيرة، تسبب الكثير من الجدل في أوساط الناشطين المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتجعل كثيرين ينتقدونها ويعيدون التذكير بمواقف متضاربة سابقة لها.

ففي أول تعليق لها على #تسريبات_مكتب_السيسي المتواصلة منذ أشهر، اعتبرت نوارة نجم التسريبات عملا "غير أخلاقي"، قائلة على حسابها الشخصي على موقع "تويتر": "‏حاقول كلمة لوجه الله بس عشان أبري ذمتي، التسريبات أخلاقياً غلط، لأن دي تعتبر قعدة خاصة، واتسجل للي فيها بدون علمهم، واتذاعت بدون إرادتهم".

وأثارت التغريدة الكثير من الجدل القائم حول الناشطة المعروفة، ابنة الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، والكاتبة صافيناز كاظم، وأعادت إلى الأذهان كثيرا من مواقفها المتضاربة منذ بداية الثورة على مبارك، وخاصة ما كتبته عمن كانوا يسمون "ضباط 8 أبريل"، الذين قيل إنها قامت بإبلاغ المجلس العسكري الحاكم في 2011 عنهم.

وكانت نوارة أحد أبرز المهاجمين لنظام حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، والداعمة للانقلاب عليه، كما أنها قررت السكوت طويلا على جرائم النظام العسكري الحاكم حاليا، قبل أن تبدأ مؤخرا في الهجوم عليه، لكن بحدة أقل كثيرا مما كانت عليه في عهد مرسي، ودون التوقف عن الهجوم على جماعة الإخوان وما جرى خلال حكمها للبلاد.




وأحدث التصريح، الذي تبرئ فيه نوارة ذمتها وتعلن فيه الالتزام بالمبادئ والأخلاق، الكثير من الهجوم عليها من النشطاء، حيث اعتبره البعض "تبريرا" من الناشطة الشهيرة لجرائم النظام الحاكم في مصر، مذكرين بوسم شهير هو #المبرراتية شاركت هي في نشره في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، يهاجم المؤيدين له الذي يحرصون على تبرير كل أفعاله، مهما كانت، ورغم ما فيها من أخطاء.

وكتب أحدهم: "نوارة انضمت للمبرراتية (وصف مصري يطلق على من يدمنون التبرير)، أنا شاكك من زمان إنها لا خلية إخوانية نايمة"، وكتبت مغردة: "نوارة بتقولك نشر التسريبات عمل غير أخلاقي، على أساس إن دا حوار بين راجل ومراته في السرير؟".




بينما تلقف مؤيدو السيسي ونظام حكمه التغريدة ونشروها على نطاق واسع، كتأكيد على أن من يساهمون في نشر التسريب أو يتعاملون معه باعتباره فضيحة للنظام، يرتكبون جريمة غير أخلاقية، ما دعا كثيرين للتعليق على الأمر بجملة "يا واد يا مؤمن" التي باتت متداولة في كل الأمور الخاصة بادعاء الإيمان.

وكتبت مغردة: "قتل المصريين واعتقالهم وسرقة أموالهم أمر عادي، لكن تسريب مكالمة لأفراد النظام وهم بيتفقوا على السرقة، غير أخلاقي، مالكم كيف تحكمون؟".

لكن الرد الأوضح على تغريدة نوارة نجم التي اعتبرت التسريبات عملا "غير أخلاقي"، كان بنشر كثير من النشطاء لمقال قديم لنوارة نفسها تتفاخر فيه بأنها تولت ترجمة تسريبات ويكليكس الشهيرة التي تضم عددا من فضائح النظام المصري.



وكتبت نوارة في المقال المنشور على مدونتها الشخصية "جبهة التهييس الشعبية"، بتاريخ الأول من سبتمبر/أيلول 2013: "شرفت بأني أبقى (أكون) أول حد يترجم وثائق ويكيليكس أول ما نزلت، ونشرتها على الدستور الأصلي، بس يبدو إنه في سبب تقني خلا الوثائق تطير من على الموقع، عموما أنا عندي الوثائق، وحأبتدي بأول وثيقة ترجمتها".

وبين الوثائق السرية التي ترجمتها نوارة نجم ونشرتها وثيقة موضوعها "مقابلة الجنرال الأميركي باتريوس مع رئيس المخابرات المصرية السابق عمر سليمان والمرسل: السفيرة مارجريت سكوبي"، وهي وثيقة تم تسريبها بدون استئذان أصحابها، ما يجعلها وفقا لنوارة نفسها "عملا غير أخلاقي"، ويجعل قيام نوارة بترجمتها ونشرها ينطبق عليه نفس ما تهاجمه هي الآن من نشر تسريبات مكتب السيسي.

وكانت نوارة نجم أثارت الجدل مؤخرا بعد أحكام بالسجن المؤبد على نشطاء في القضية المعروفة إعلاميا بـ"قضية مجلس الوزراء"، فهاجمت الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي مباشرة، ما جعل كثيرين يستغربون موقفها، كونها ّأحد أبرز مؤيدي السيسي منذ الانقلاب العسكري.

بينما اعتبر البعض أن صمت نوارة طيلة العشرين شهرا الماضية وراءه إما موافقتها على كل ما يفعله السيسي، وإما خشيتها من التنكيل بها مثلما جرى لنشطاء مشاهير أبرزهم علاء عبد الفتاح المحبوس حاليا، والذي كان بينه وبينها تلاسن صريح في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، اتهمها فيه صراحة بأنها تخلت عن الخط الثوري قائلا: "إنتي من طريق وإحنا من طريق".