نواب تونسيون يقاطعون البرلمان الأفريقي احتجاجاً على زيارات للكنيست الإسرائيلي

05 ديسمبر 2017
رئيس البرلمان الأفريقي يرأس وفدا يزور إسرائيل (ياسين غيدي/الأناضول)
+ الخط -
أعلن النواب التونسيون في البرلمان الأفريقي عن مقاطعتهم لجلساته المقبلة، احتجاجا على زيارة الكنيست الإسرائيلي من قبل رؤساء 7 برلمانات أفريقية، يتزعمهم رئيس البرلمان الحالي، الكاميروني روجي نكودو دانغ.

وقال النائب عن حزب "نداء تونس" وممثل البرلمان التونسي في البرلمان الأفريقي، محمد الناصر جبيرة، في تصريح لـ"العربي الجديد": "نعلن مقاطعتنا للجلسات المقبلة للبرلمان الأفريقي استنكارا لانسياق رؤساء برلمانات أفريقية، من بينهم رئيس البرلمان الأفريقي، للمناورة الصهيونية ومصاحبتهم لوزير شؤون القدس الإسرائيلي في زيارة أراض فلسطينية محتلة بالأقصى الشريف، إلى جانب زيارة حائط البراق المصنف كتراث إسلامي من قبل اليونسكو، في مخالفة صارخة للقانون الدولي وللقرارات الأممية".

وأضاف جبيرة: "نندد بسياسات الكيان الصهيوني التوسعية على المستوى الأفريقي، وتكريسه نهج التطبيع مع الجرائم الإنسانية، وتبييض سياسته الاستعمارية والاستيطانية المبنية على سلب الحقوق واغتصاب الأراضي وانتهاك المقدسّات".

ودعا المتحدث ذاته من وصفهم بـ"البرلمانيين الأفارقة الأحرار الذين ساندوا على مر التاريخ القضايا الإنسانية العادلة، وناصروا حق الشعوب في تقرير مصيرها"، إلى الحيلولة دون وقوع هذه الدول في مخالفات صارخة للقانون الدولي.

وأعلن رئيس مجلس النواب التونسي، محمد الناصر، خلال الجلسة العامة المنعقدة اليوم الثلاثاء لمناقشة موازنة وزارة التربية، أنه اجتمع برؤساء الكتل البرلمانية بعد لفت نظره من السفير الفلسطيني، هائل الفاهوم، للتدخل. 

وتلا الناصر نص البيان المندد، والذي أكد إرساله إلى رؤساء البرلمانات الأفريقية، وجاء فيه أن "مجلس نواب الشعب المجتمع اليوم الثلاثاء 5 ديسمبر/ كانون الأول 2017، في جلسة عامة، وبعد اطّلاعه على فحوى المناورة الصهيونية التي دعت إسرائيل بمقتضاها رؤساء برلمانات سبع دول أفريقية ( وهي روندا، وغانا، وأوغندا، والكامرون، وتنزانيا، والسيشيل، وجنوب السودان)، إلى المشاركة في مؤتمر برلماني يعقد بالكنيست الإسرائيلي، خلال الفترة من 5 إلى 7 ديسمبر 2017، مع تخصيص اليوم الأخير منه للقيام بجولة في الأراضي الفلسطينية المحتلّة عام 1967، رفقة وزير شؤون القدس في حكومة نتنياهو، بالإضافة إلى زيارة حائط البراق والنفق أسفل المسجد الأقصى".

وندّد البرلمان التونسي بـ"هذه المناورة الصهيونية وبمنطقها الابتزازي الهادف إلى شق الصف الأفريقي إزاء القضية الفلسطينية، وإلى ضرب مبادئ ومواقف الاتحاد الأفريقي الداعمة دوما لقضايا التحرر الوطني في العالم".

وأعرب عن "رفضه لمثل هذه المساعي الرامية أساسا إلى تكريس نتائج السياسة الإسرائيلية الاستعمارية والاستيطانية المبنية على سلب حقوق الفلسطينيين الوطنية، ومصادرة أراضيهم ومقدسّاتهم وحرياتهم".

وناشد مجلس النواب التونسي الاتحاد الأفريقي والبرلمان الأفريقي، وبرلمانات الدول ذات العلاقة بهذه الزيارة، بـ"وقفها والحيلولة دون وقوع هذه الدول في مخالفات صارخة للقانون الدولي"، كما أن "حلّ القضية الفلسطينية لا يمكن أن يكون إلا على أساس الشرعية الدولية وقرارات المنتظم الأممي، ووفق مبادئ حق الشعوب في تقرير مصيرها، الضامنة لاسترداد الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه الوطنية في الاستقلال والعودة وبناء دولته وعاصمتها القدس الشريف".

من جانب آخر، ندد رؤساء الكتل البرلمانية بـ"نوايا الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس، اعترافا من واشنطن بأنها عاصمة الكيان الصهيوني".

ودعا النواب الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، إلى "التحرك والوقوف أمام المحاولات الأميركية لتهويد القدس الشريف والانحياز للكيان الصهيوني ضد الشرعية الدولية، واستنكار موقف واشنطن، والتصدي لذلك عبر المسالك الدبلوماسية، والتنسيق على المستوى الإقليمي والدولي".

وتعمل تونس على قطع الطريق أمام التوسع الإسرائيلي في أفريقيا، عبر دعم ترشح النائب عن الجبهة الشعبية، المنجي الرحوي، لرئاسة البرلمان الأفريقي في انتخابات مايو/ أيار 2018، والذي من المرجح أن ينافس رئيس البرلمان الكاميروني والرئيس الحالي للبرلمان الأفريقي، روجي نكودو دانغ، الطامح إلى ولاية جديدة، والذي يزور الكنيست اليوم مرفوقا بستة رؤساء برلمانات أفريقية أخرى.