نقطة ضوء فلسطينية

نقطة ضوء فلسطينية

07 ابريل 2017
لم تقع زعبي في مطب نيل إعجاب الإعلام (Getty)
+ الخط -
هكذا هي النائب حنين زعبي، لا تتراجع عن موقف وطني، ولا عن موقف قومي لصالح "بوليتيكال كوريكت"، أو طمعاً في إطراء وثناء إعلامي إسرائيليين، بل تخوض الحرب والاشتباك تلو الاشتباك، دون تلعثم أو تأتأة: "الأسد قاتل ومجرم، مثلما الجيش الإسرائيلي قاتل ومجرم، أنتم تقتلون ومكانكم في لاهاي مثلما مكان الأسد في لاهاي، في المحكمة الدولية لجرائم الحرب".

هذا هو الموقف الوطني والقومي، وقبل كل شيء الإنساني المسؤول الوحيد المتوقع، من قائد فلسطيني وطني، ونائب في البرلمان الإسرائيلي، لا يقيم للموقع وزناً أكثر من وزنه الحقيقي. ميدان للمواجهة، ومنبر لقول كلمة الشعب الحقيقية، دون حساب لردود الفعل الإسرائيلية، أو للتحريض، ودون التفات لحسابات موازين قوى داخلية أو خارجية.

والواقع أن هذا الموقف المألوف من النائب حنين زعبي، يبدو مفهوماً ضمناً، في حالة زعبي، على الأقل، ولكن ليس في ما يتعلق ببقية زملائها (باستثناء نواب الحركة الإسلامية الذين دانوا مجزرة خان شيخون والمجرم بشكل لا لبس فيه) بعد أن أسكتت إغراءات الإعلام الإسرائيلي، أو ربما الخوف من الصورة التي قد يرسمها هذا الإعلام، ما تبقى من أصل 12 نائباً عربياً في القائمة المشتركة، عجزت الإذاعة الإسرائيلية عن أخذ ردهم على المجزرة الكيماوية. زعبي هي الوحيدة التي قبلت بإجراء المقابلة لتقلب الطاولة، كما يقولون، من أول عبارة لها، على رأس المذيع والمحلل السياسي، يوآف كوركوفسكي، معرية الأخلاقية المشبوهة والمطعون فيها للإعلام الإسرائيلي، لسكوته على مجازر الاحتلال وجرائمه في غزة، وفي مختلف الأوطان العربية.

لم تقع زعبي في مطب نيل إعجاب الإعلام الإسرائيلي، ولم تختبئ أو تتردد بل واجهته في عقر داره، معلنة أنها لا تقبل مثل هذه الوقاحة الإسرائيلية بمحاولة الظهور بمظهر من يذرف الدموع على أطفال سورية، وهو يشيح بعدساته وكاميراته عن جثث وأشلاء أطفال غزة وغيرهم ممن قتلهم هذا الجيش، مطالبة الصحافيين والإعلام الإسرائيلي، بأن يتحدثوا أولا وقبل كل شيء عن جرائم جيشهم في غزة وحصاره الدموي لمليوني فلسطيني، وقتله طفلاً فلسطينيّاً كل ثلاثة أيام.

وفي الموقف الإنساني والقومي، النتيجة هي أساس الحكم، جريمة الحرب في سورية لا تقل بشاعة عن جريمة الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال، وكلا المجرمين مكانه محكمة الجنايات الدولية دون أي تلعثم أو تأتأة.