نفاد 120 صنفاً دوائياً في غزة يهدد المرضى

13 ابريل 2015
نفاد 120 دواء و340 مستلزماً صحياً (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -

عاد المريض الغزّي، أحمد حسنين، إلى منزله بدون دوائه الخاص بتخفيض وتنظيم الضغط، بعدما أبلغه الطبيب، بنفاد الأدوية من المستوصف الحكومي، والذي يتلقى منه أقراص الضغط بداية كل شهر.

ويعاني القطاع الصحي في قطاع غزة، من نقص حاد ومستمر في الكثير من الأدوية والمستلزمات الطبية، نتيجة غياب التمويل الدائم وعجز السلطة الفلسطينية عن الوفاء بتغطية نفقات المستشفيات بغزة، نتيجة الأزمات المالية المتتالية التي تعيشها، والانقسام الفلسطيني.

ويقول حسنين لـ"العربي الجديد"، إنّ غياب العلاج يؤثر عليه بشكل خاص كونه يعاني من مرض الضغط، والذي يعد أحد الأمراض المزمنة، وعليه الاستمرار بالحصول على العلاج لضمان انتظام الضغط بشكل دائم، وعدم حدوث أي مضاعفات صحية له.

ويؤكد على أنّ الأشهر الأخيرة شهدت تأخر حصوله على العلاج لعدم توفره في العيادات الحكومية، نتيجة عدم وصول الأدوية للقطاع لأسباب مختلفة، أبرزها الحصار الإسرائيلي، والخلاف بين غزة ورام الله.

أما الطفل حسن أحمد، والذي يعاني من مرض الصرع (زيادة الكهرباء في الدماغ)، فقد نفدت الأدوية الخاصة بهذا المرض من العيادات والمؤسسات الرسمية والحكومية بغزة، ما أجبر ذويه على التوجه للبحث خارج أسوار المستشفى عن دوائه.

وتقول والدته، إنّ العلاج الخاص بطفلها نفد منذ عدة أيام، وتوجهنا للعيادات الحكومية، إلا أننا تفاجأنا أن العلاج غير متوفر، ولم يصل منذ مدة لغزة دون إبداء أية أسباب، وتؤكد أنها وزوجها أجبرا على البحث في الصيدليات الخارجية عن العلاج، لضمان استتباب حالة ابنهما وعدم حدوث أية مضاعفات في حالته الصعبة.

أزمة الأدوية

من ناحيته، يؤكد مدير دائرة الصيدلة في وزارة الصحة بغزة، أشرف أبو مهادي لـ"العربي الجديد"، أنّ قائمة الأدوية المفقودة من مستشفيات وعيادات غزة الرسمية تزداد يوما بعد يوم، مشيرا إلى أنّ هناك 120 صنفاً من الأدوية الأساسية في الوزارة وصل رصيدها حالياً إلى صفر.


ويلفت أبو مهادي، إلى أنّ هناك العشرات من الأدوية على وشك النفاد أيضا، بالإضافة إلى 340 مستلزماً ومستهلكاً طبياً نفدت كليا من مخازن وزارة الصحة بغزة، عدا عن العديد من المستهلكات التي أشرفت على النفاد.

ويشير أبو مهادي إلى أنّ ما يصل مستودعات وزارة الصحة بغزة من الحكومة في رام الله، هو أقل بكثير مما يحتاجه المرضى من الأدوية والمستلزمات الطبية، خصوصا الذين يعانون من الأمراض المزمنة كالسكري والضغط، ويؤثر نقص الأدوية على طبيعة الخدمة والرعاية الطبية المقدمة لهؤلاء المرضى.

ويلفت المسؤول الحكومي إلى أنّ وزارة الصحة تعمل وفق خطة طوارئ للتعامل مع الحالات الطارئة، وضمان عدم السماح بنفاد المستلزمات الطبية الخاصة بالعمليات الجراحية العاجلة، منعاً لأية كوارث صحية. موضحا أنّ مرضى الكلى والأورام من أكثر المرضى تتضرراً من نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، حيث تعمل الوزارة بغزة على توفير العجز في مستلزمات القسمين عبر بعض الشركات المحلية الخاصة.

وحول أسباب الأزمات المتتالية التي تعصف بالقطاع الصحي بغزة، يقول إنّ غياب التمويل لوزارة الصحة بغزة، أحد الأسباب الحقيقية وراء نقص الأدوية ونفادها من مستشفيات وعيادات القطاع، مشيراً إلى أن سلسلة لقاءات جرت مؤخرا مع وزير الصحة بحكومة التوافق الفلسطينية جواد عواد، والمسؤولين برام الله، لحل أزمات القطاع الصحي بغزة ووضع حل للمشكلات.

اقرأ أيضا:
غزة: مستودعات وزارة الصحّة تفرغ من الأدوية
الصحة في غزة تعلن الطوارئ بسبب نقص الأدوية والوقود
وزارة الصحّة في غزة "تُعلّق" العمليات الجراحية.. لنقص الأدوية