Skip to main content
نظام وقناعان
أحمد زكريا
غرافيتي لعلاء عواد / مصر

بمجرد الإعلان عن التعديل الوزاري الجديد في مصر، الذي تولى بموجبه عبد الواحد النبوي وزارة الثقافة بدلاً من جابر عصفور، حتى بدأت الصحف والمواقع الرسمية والخاصة بالترويج للوزير الجديد.

كون النبوي يأتي من مرجعية أزهرية (عمل أستاذاً للتاريخ بجامعة الأزهر)، جعل "المثقفين"، يفسرون الأمر في سياق تصالح النظام مع مؤسسة الأزهر التي يعتبرونها وجهاً آخر للفكر الظلامي، بل وصل الأمر ببعض هؤلاء إلى إبداء الأسف على إقالة وزير التنوير الذي خاض "صراعات" مع الأزهر.

تسييس مصطلح "التنوير" وتفريغه من معناه على يد النظام، هو ما يجعلنا نتوقف بحذر أمام "اللا تنوير" أو "الداعشية" التي يختزل المثقفون اعتراضاتهم على النبوي فيها الآن، وهو ما سيدخلنا في نفس الصراعات الوهمية، التي يريد النظام ألا تنتهي، ما دامت بعيدة عن نقد السلطة.

فهل كان عصفور تنويرياً فعلاً ليكون النبوي داعشياً؟ أغلب الظن أن النبوي سيكون أزهرياً على طريقة أحمد الطيب، لسان السلطة الديني. وحتى لو افترضنا أن النبوي أتى من خلفية يسارية، فبالتأكيد سيكون يسارياً على طريقة "حزب التجمع".

وإذا سلّمنا أخيراً بأن النظام استبعد عصفور "التنويري" بسبب صدامه مع الأزهر، أفلا يعني هذا على الأقل انتهاء مرحلة استخدام النظام لـ "التنويريين". في النهاية، النبوي قناع آخر لنظام يرتدي الوجهين؛ العلماني، والديني، حسب المرحلة.