مدّد رئيس مشروع "ألق بغداد"، الموسيقي العراقي، نصير شمة، افتتاح 21 ساحة في مدينة بغداد، إلى ثلاثة أسابيع مقبلة، بعد أن تجاوز المهلة التي وضعها لترميم وإعمار ساحات العاصمة العراقية، بمشروع أطلقه في أغسطس/ آب 2017، سعياً لإعادة الحياة إلى المدينة التي تقاتل الإرهاب وتصارع الساسة الفاسدين والطائفيين، منذ 15 عاماً.
يتضمن مشروع "ألق بغداد" ترميم وإعمار 21 ساحة داخل المدينة، ويشترك في المشروع مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، والأمانة العامة لمجلس الوزراء، ووزارة الموارد المائية والبنك المركزي وأمانة بغداد (المسؤولة عن نظافة وجمال العاصمة)، فضلاً عن وزارتي الكهرباء والاتصالات، ودائرة المنظمات غير الحكومية والقيادة الأمنية لبغداد، وبرعاية مالية من قبل رابطة المصارف العراقية الخاصة، بمبلغ مالي 8 مليارات دينار عراقي (سبعة ملايين ونصف المليون دولار أميركي).
وبحسب نصير شمة، في حوارٍ أجرته "العربي الجديد"، فإن ساحات بغداد المشمولة بالإعمار هي "الشيخ معروف وعنترة بن شداد وعبد المحسن الكاظمي والفارس العربي والنسور والمتحف والطيران ومظفر والتحريات والنادي التركماني والواثق والحمزة وجسر المثنى وجدة وحلة وبغداد والرستمية ووهران و83، وأخيراً ساحة الأئمة، والباب الوسطاني، كذلك مستشفى للأمراض السرطانية. هنا، حوارنا معه:
- انتهت المهلة الزمنية التي وضعتها لـ"ألق بغداد" لإتمام المشروع، وهي 200 يوم. ما السبب في تأخر افتتاح الساحات؟
* كان من المفترض أن نفتتح الساحات في تاريخ 30 يونيو/ حزيران الماضي، وهو موعد نهاية مشروع "ألق بغداد"، ولكن الإجازات الدينية، وفترة الانتخابات، وبعض الأحداث، عطلت العمل لأيام وحالت دون اكتماله في الموعد المحدد. تم إكمال عدد من الساحات وبعضها لم ينته بعد، بسبب الكهرباء وانقطاعها لساعات طويلة، وتم إعطاء اللجان والفرق العاملة مدة ثلاثة أسابيع إضافية. سنُعلن عن يوم الافتتاح قريباً، وسيكون في الأسبوع الأخير من شهر يوليو/ تموز الحالي، وسيتضمن احتفالاً كبيراً وفعاليات فنية وشعبية عديدة. غالبية المشاكل التي واجهتنا هي ما يتعلق بإيصال الخدمات إلى مناطق العمل، واكتشفنا أن كل ساحات بغداد خالية من البنى التحتية الرئيسية، وقد بُنيت سابقاً بطريقة عشوائية. كنا حين نريد حلّ مشكلة صغيرة في ساحة ما، نواجه مشكلة أكبر، ونضطر لمعالجة الأكبر، ثم نكتشف أخرى أكبر، وهكذا، وكانت الحلول تأخذ وقتاً أطول، فضلاً عن سوء توزيع شبكات المياه في أكثر من ساحة، ما قادنا في النهاية إلى إلغاء غالبية الشبكات وإنشاء خزانات كبيرة تحت الأرض بعمق أربعة وخمسة أمتار لتغذية النوافير، فضلاً عن الفوضى بانتشار أسلاك الكهرباء. عملنا في ألق بغداد وفق الوثائق القياسية للمواصفات العالمية.
- 21 ساحة فقط، أم أنه هناك أعمالا أخرى غير الساحات ضمن "ألق بغداد"؟
* مشروع ألق بغداد لا يقتصر على الساحات فقط، بل يتضمن إعمارا وبناء بمحطات بيئية وفنية وصحية، ونحن حالياً بصدد بناء مستشفى كبير لأمراض للسرطان في بغداد، وقد تمت الموافقة على الفكرة من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي. نعمل الآن على إكمال الاجراءات الورقية للمستشفى، والحصول على مكان (قطعة أرض). سيكون هذا المشفى على مستوى عالمي ويعالج الناس بالمجان، وهو ضمن مشاريع ألق بغداد. تصليح الساحات في العاصمة سينتهي، لكن المشروع بالكامل لن ينتهي وسيمتد لأكثر من 20 عاماً، فما تزال بغداد بحاجة إلى الكثير من العمل. لدينا عمل آخر في غابة بغداد، التي نريد تحويلها إلى قطعة سياحية مهمة بمساحة 500 دونم، كذلك الحال مع مسرح اليونسكو والباب الوسطاني وهو من أبواب بغداد التاريخية فضلاً عن المتاحف.
- سمعنا خلال الأيام الماضية، عن انطلاق مشروع "ألق بابل"، ما الذي سيتضمنه؟
* "ألق بابل"، سنشرع به خلال الفترة المقبلة، وهو بالتعاون مع مبدعي بابل من الرسامين والنحاتين والموسيقيين والشعراء والمثقفين، ووضعنا خطة عمل مع معماريين عراقيين ونخبة من رجال الأعمال، وأحدهم تبرع لنا بمبلغ خاص بالمشروع في بابل، المدينة المنهكة، تحتاج إلى اهتمام كبير لكونها مدينة عظيمة وتاريخية، وأهلها يستحقون حياة أفضل. البداية ستكون بتعمير مرأب المدينة العمومي "الكراج"، هو يعاني من إهمال كبير، وسنبدأ ألق بابل من خلاله، لذا نحن نحتاج اليوم من أهالي مدينة بابل الوقوف معنا من أجل ترتيب ما دمرته الحروب والأحداث المأساوية التي مرت بالبلاد.
* أثر بشكل كبير، وبنسبة قد لا يتخيلها أحد، أثر بنسبة 80%. أنا أعرف أن مهمة الفنان هي الإنتاج الفني والارتقاء بالإنسان والذائقة البشرية الفنية، وهو ما يخلد الفنان، ولكن في ظل الظروف التي مرت وتمر على العراق، صار واجباً علينا كعراقيين أن نعطي من حق موهبتنا إلى بلادنا، وأن نخسر من وقتنا ومن أموالنا وجهودنا للبلاد التي تستحق.
- بعد بغداد وبدء العمل في بابل، هل سنسمع بألق جديد في محافظة عراقية أخرى؟
* بالطبع. اتفقنا مع محافظ كربلاء عقيل الطريحي باجتماع مبدئي، وتحدثنا خلاله عن مشروع "ألق كربلاء"، أما مدينة واسط فنحن نعمل على مشروع ألقها من دون الإعلان عنه، وتجري التحركات الآن على إنشاء منصة للمبتكرين في مدينة الكوت في واسط، وستكون عوناً للمبدعين في مجالات التكنولوجيا، وتأسيس أماكن يعلمون فيها ومكتبة خاصة بهم. و"ألق الموصل" سيكون الإعلان عنه قريباً جداً.