قضيت عمراً بالنظر إلى حياتكم، دعوتها للجلوس هنا، على كأس،
رميت لها كل الحلوى لأجذب هوسها بالجمال، لكن المرارات التي سنقولها
كانت أثقل من كحول العالم...
كانت حياتكم طازجة نشيطة بجراحكم وأحلامكم.
كنت أهذي معها كما الآلهة في وقت الأرق،
ماذا سيبقى من حياتكم سوى ما أريد أن أرسم على هذه الزجاجات؟

أنا أرى وأنتم تتكلمون،
والوجود يحتاج عيوننا حتى يكون وجوداً
سواءً كنا في الشيخوخة أو في دفاتر القتلة
كانت الحجارة في خيالنا تماثيل تنمو
وليلة جاز عابرة، استمعت فيها النباتات إلى أيادينا...

أشجار الزينة ليست وحيدة على شوارع ليلة الميلاد
نحن نسعى للأعلى وربما الإله يسعى معنا
يشاركنا جسده في روح لا حدود لها.
على أبواب حياتكم أسطّر الخريف وألوّن جثث النبيذ،
التعاسة جثة الشهوة وبحر لارنكا يقيس ظلالنا بنصف سماء كئيبة...

* شاعر سوري مقيم في لارنكا القبرصية