نصرالله يُعلن "انتهاء المهمة" على الحدود الشرقية مع سورية

نصرالله يُعلن "انتهاء المهمة" على الحدود الشرقية مع سورية

11 مايو 2017
نصرالله: الحدود الشرقية آمنة بشكل كبير (Getty)
+ الخط -
ببساطة شديدة أعلن الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصرالله، عن "تفكيك المواقع التابعة للحزب على حدود لبنان الشرقية مع سورية، بعد انتهاء المهمة وزوال الخطر هناك".


وتطرق نصر الله، خلال إحياء الذكرى السنوية الأولى لمقتل القائد العسكري للحزب، مصطفى بدر الدين، في محيط مطار دمشق الدولي العام الماضي، إلى الوضع الحالي للحدود الشرقية بين لبنان وسورية، مؤكدًا أنها "أصبحت آمنة بشكل كبير". 



ورد نصرالله، في كلمته التي ألقاها، اليوم الخميس، على الاتهامات التي يتلقاها الحزب بتنفيذ تغيير ديموغرافي واسع يطاول الحدود الشرقية والشمالية بين سورية ولبنان، بنفي الأمر، والإشارة إلى أن "أهالي بلدات المنطقة الحدودية لا يزالون فيها".


وتوجه نصر الله إلى المجموعات المسلحة المنتشرة في جرود منطقة القلمون السورية، والتي تتصل بشكل مباشر بجرود البلدات اللبنانية، بالقول، إن "معركتهم في المنطقة هي بلا أفق، ونحن جاهزون لصياغة أي تسوية مضمونة تشمل مغادرتكم هذه المنطقة إلى مكان آخر في الداخل السوري".



كما تناول نصر الله الوضع في بلدة الطفيل اللبنانية، التي تم إخلاؤها من سكانها قبل 3 سنوات، مشيراً إلى أن الحزب "مستعجل لعودة الأهالي إلى بلدتهم بعد زوال الخطر الأمني عنهم". وزايد نصر الله في الحديث عن بلدة الطفيل عندما قال: "حتى لو كان انتشار حزب الله قرب بلدة الطفيل من الناحية السورية عائقًا أمام عودة الأهالي، فإن ذلك الأمر قد انتفى الآن". ​وأعلن نصر الله أن حزبه "لا يشارك في أي مفاوضات سياسية أو أمنية في سورية"، مكتفياً بـ"الترحيب بأي وقف إطلاق نار توافق عليه القيادة السورية".






ويأتي إعلان نصرالله عن إخلاء مواقع الحزب الحدودية، التي خاض منها معارك عسكرية ضد فصائل "الجيش السوري الحر" و"الدولة الإسلامية" (داعش) و"فتح الشام"، بعد أكثر من 5 سنوات على انخراط الحزب في الحرب السورية تحت عناوين مُختلفة.


تدرجت هذه العناوين من "تهديد المقامات الدينية الشيعية في سورية" و"حماية العائلات اللبنانية من اعتداءات المسلحين السوريين في البلدات الحدودية"، وصولاً إلى "اتباع سياسة الأمن الاستباقي، وحماية لبنان من خطر السيارات المفخخة، التي كانت تنقل من سورية إلى لبنان عبر الحدود البرية الشرقية".



وشكلت معركة بلدة القصير السورية الحدودية، التي سيطر عليها "حزب الله" عام 2013، أكبر وأوضح تدخل مباشر له في الحرب السورية، والتي أتت بعد أشهر من نعيه مقاتليه بصيغة "أثناء قيامهم بواجبهم الجهادي"، دون الإعلان عن المشاركة الصريحة في المعارك داخل سورية.



وبعد هذه المعركة، وحتى اليوم، يشارك مقاتلو حزب الله في العمليات العسكرية في مختلف المحافظات السورية. وسُجل سقوط المئات من عناصره وعشرات القادة الميدانيين في هذه المعارك، بينهم مجموعات سقطت نتيجة قصف إسرائيلي لأهداف الحزب في منطقة الجولان القريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة، وأخرى كانت تواكب نقل أسلحة ثقيلة من سورية إلى لبنان. ومن بين أبرز القادة الذي نعاهم الحزب في سورية: قائده العسكري مصطفى بدر الدين، ونجل المسؤول العسكري السابق عماد مغنية، جهاد، و"علاء البوسنة"، وآخرون.

تداعيات أمنية وسياسية

وفي حين اختلفت التفسيرات المحلية لموجة العمليات الانتحارية التي شهدتها مختلف المناطق اللبنانية خلال الأعوام الماضية؛ بين اتهام أحزاب سياسية لـ"حزب الله" باستجلاب الحرب السورية إلى لبنان، وبين دعم أطراف محلية للحزب في "حربه ضد التكفيريين"، شكل قتال الحزب في سورية مدخلاً لعزل لبنان سياسياً عن مُعظم دول جامعة الدول العربية.


ووصل الأمر إلى تصنيف "حزب الله" ككيان "إرهابي" في الجامعة وفي مجلس التعاون الخليجي. كما أدى هذا التدخل إلى تعليق المملكة العربية السعودية لهبتين بقيمة 4 مليارات دولار أميركي كانت موجهة لدعم الأجهزة الأمنية والجيش، واستكمال الدول الخليجية لموجات ترحيل اللبنانيين العاملين في تلك الدول. ووسعت الولايات المتحدة الأميريكة من دائرة الحظر والعقوبات المالية على كيانت تجارية وأفراد لبنانيين بتهمة "تمويل حزب الله" المصنف "إرهابياً".



وأدت مشاركة الحزب في سورية إلى تصاعد حدة الخطاب الطائفي والمذهبي بين السنة والشيعة في لبنان، وإعلان شخصيات دينية سنية، كالشيخ الموقوف حاليّاً أحمد الأسير، والشيخ سالم الرافعي، عن "الجهاد والنفير" خلال معركة القصير.


وهو الأمر الذي تحول إلى سلسلة اشتباكات خاضها مقاتلون تابعون للأسير، أو موالون لـ"فتح الشام"، مع الجيش في مناطق متفرقة شمالي لبنان، وبين مقاتلي الأسير من جهة، ومقاتلي "سرايا المقاومة" التابعة للحزب والجيش في منطقة عبرا بمدينة صيدا جنوبي البلاد. وتخلل حديث نصر الله في ذكرى بدر الدين "إعلان هزيمة إسرائيل واعترافها بهذه الهزيمة عبر إنشاء الجدار الإسمنتي على طول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة".


المساهمون