نصرالله والزواج المبكر

نصرالله والزواج المبكر

24 مارس 2017
تطالب بإلغاء زواج القاصرات (غابريال بويز/ فرانس برس)
+ الخط -
ألقى أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، خطاباً مطلع هذا الأسبوع أمام حشد من النساء لمناسبة يوم المرأة المسلمة. من يقرأ الخطاب بشكل كليّ شمولي، يجد أنه يتوّجه إلى النساء ككتلة واحدة ويحصرهنّ بدور واحد. زوجات وربات منازل فقط. هذا ما يشير إليه مضمون الخطاب في هذه المناسبة بالتحديد وأمام كل ذلك الحشد من النساء.

لا أدري إنْ كانت هناك ردات فعل من قبل النساء المشاركات، لا سيما العاملات منهن تجاه ذلك الخطاب الذي أنكر على النساء حقوقهن. كان الخطاب وكأنه يضع لهن لائحة مطالب ومسؤوليات عليهن القيام بها داخل المنظومة الأسرية. كما أكد أن "تشكيل العائلة والحفاظ عليها" هما المهمة الأبرز المنوطة بالنساء للقيام بها. وشجّع في أحد بنوده على الزواج المبكر.
حاجج السيد أن الزواج المبكر هو وسيلة لتكوين الأسر والحفاظ عليها. بل ذهب إلى حد التشجيع على الزواج المبكر حيث من شأنه إنجاح الزواج.

لو أوضح مفهومه للزواج والأسرة لربما أدركنا خلفيات وسياق هذا الرأي والموقف. لكنه لم يتوقف عند مشاركتنا برأيه وموقفه تجاه الزواج المبكر، بل استخدم سلطته السياسية والأيديولوجية وبلهجة الردع والتحريم لمحاربة من يحاربون الزواج المبكر. لا ندري من هو العدو الذي أشار إليه في خطابه، لكنه وضع هذا العدو والشيطان في خانة واحدة انطلاقاً من كون هذا العدو يطالب بالمساواة بين الجنسين وباحترام حقوق النساء.

انتهك السيد في خطابه حقوق النساء على مستويات عدة، أبرزها حقهن بتقرير مصيرهن، وحقهن بالاختيار، وحقهن بالكرامة الإنسانية. كما انتهك حق النساء بالتعليم والسيطرة على أجسادهن وخياراتهن. ولعل الانتهاك الأبرز هو انتهاك جملة حقوق الطفلات. فالطفلات لسن مؤهلات فزيولوجياً بحسب الطبيعة للإنجاب وتكوين أسر. ولسن قادرات على إدارة وإنجاح أسر أو ربما علاقات. كما أنهن يعشن في ظل علاقة غير متكافئة على مستوى السيطرة والقوة، ما يجعلهن عرضة للعنف أو المرض أو ربما الموت.

ومن جملة الانتهاكات حين حمّل النساء وحدهن مسؤولية الطلاق، وكأنه يقول إن مسؤولية تكوين عائلة أو الحفاظ عليها أو تفكيكها هي مسؤولية النساء وحدهن، أو على الأقل المسؤولية الأكبر تقع على عاتقهن. كما طالب النساء صراحة بالبقاء ضمن سياق المنظومة الذكورية والأبوية السائدة والانصياع لسيطرتها والسكوت عن نكرانها لطلب حقوقهن.

إذا كان هذا هو ما يطلبه الدين بحسب نصر الله من النساء، فلا عجب إذاً أن نطالب وبشراسة بقانون مدني لتنظيم شؤون الزواج وفسخه.

(ناشطة نسوية)

دلالات

المساهمون