نسخة جديدة من "فلايت سيميولايتر": لعبة فيديو لعشاق الطيران

نسخة جديدة من "فلايت سيميولايتر": لعبة فيديو لعشاق الطيران

15 اغسطس 2020
النسخة الأولى من اللعبة صدرت قبل ثلاثين عاماً (تويتر)
+ الخط -

 إنها الساعات الأولى من المساء في مطار جون كينيدي في نيويورك، حيث تستعد للهبوط طائرة من طراز "بوينغ 787" آتية من باريس، يركّز قائدها على أدوات القيادة لكي يحطّ بها، فيما ترسم الشمس أمامه خطّ أفق المدينة الأميركية.

هذا مشهد يعرفه جيداً ملاّحو شركات الطيران الكثيرة التي توفر رحلات من أوروبا إلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، لكنه جديد على الطيار الهاوي، ما لم يفد من النسخة الجديدة من برنامج محاكاة قيادة الطائرات "فلايت سيميولايتر" التي تصدرها شركة  "مايكروسوفت" الثلاثاء 18 أغسطس/ آب الحالي.

وثمة ترقّب كبير في أوساط هواة هذه اللعبة للنسخة الجديدة التي طورتها شركة "أسوبو" في مدينة بوردو الفرنسية. ويعود هذا الترقّب إلى أن 14 عاماً مرّت على صدور آخر نسخة منها التي ولدت قبل ثلاثين عاماً.

ويشرح المحلل المتخصص في قطاع ألعاب الفيديو لوران ميشو أن "عشرات الملايين" لعبوا "فلايت سيميولايتر"، وثمة تالياً فئة واسعة من الهواة "تنتظر (النسخة الجديدة) منذ سنوات، ولذلك فإن الخطأ غير مسموح بالنسبة إلى مايكروسوفت".

وتُعتبر "فلايت سيمولايتر" بمنزلة معلَم أساسي ومحطة مفصلية في تاريخ ألعاب الفيديو، إذ هي أقدم سلسلة يستمر إنتاجها. وهذه اللعبة التي طرحت للمرة الأولى العام 1982 مهّدت الطريق أمام نشوء فئة من الألعاب هي ألعاب المحاكاة التي لم تعد تقتصر على قيادة الطائرات، بل توسعت لتشمل وسائل نقل أخرى، كالقطار والجرّار الزراعي والمكوك الفضائي.

وفي استطاعة الطيّار الافتراضي في "فلايت سيميولايتر" اختيار نوع الطائرة التي يرغب في قيادتها، ولديه مروحة خيارات متنوعة تمتد من "بيتس سبيشل إس 2 إس" الصغيرة إلى "دريملاينر" من "بوينغ"، مروراً بـ"سيسنا" أو "إيرباص إيه 320 نيو".

وتهدف اللعبة إلى التنقّل من مطار إلى آخر، بحسب ما يرغب الطيّار. ويكون الطيّار قريباً جداً من تجربة قيادة الطائرة الحقيقية، من خلال إدارة أجهزة التحكم والقيادة في الطائرات على أنواعها.

إنها دعوة فعلية إلى السفر في هذه المرحلة التي حرم فيها عشاقه من هوايتهم. فقائد الطائرة يستطيع بفضل هذه اللعبة أن يحلّق فوق لندن، أو طوكيو، أو مياه البحر الكاريبي الفيروزية أو جبل كيليمانجارو أو سواها، تتكون صورها أمامه وكأنها مشاهد حقيقية، بفضل الذكاء الاصطناعي وقدرة خوادم "مايكروسوفت" استناداً إلى صور الأقمار الاصطناعية.

وفي النسخة الجديدة من اللعبة ظروف مناخية متغيرة للرحلات يمكن أن تستند إلى بيانات الطقس الحقيقية في الوقت والمكان اللذين تقلع منهما الطائرة الافتراضية، وقد يعيش الطيّار مثلاً تجربة إقلاع هادىء عند شروق الشمس، أو بالعكس قد يكون عليه أن يتجنب عاصفة رعدية عنيفة فوق المحيط الهندي، على سبيل المثال.

ويقول ميشو "هذه اللعبة شبيهة بلعبة (سيم سيتي)، إنها ألعاب تشاركية مع عشرات ملايين اللاعبين الذين يشترونها. نادراً ما تفشل ألعاب كهذه. لكن قد تسجل خيبات أمل. وسنعرف سريعاً ما إذا كانت اللعبة حققت أهدافها على صعيد النوعية".

ولا يتردد عشاق اللعبة بشراء التجهيزات من دواسات وأجهزة تحكم للطيران بالسرعة ومقعد متكيف للانغماس أكثر في تجربة الطيران الفعلية.

وستصبح هذه التجربة أكثر قرباً من الواقع مع اعتماد الواقع المعزز فيها. فيمكن استخدام الخوذة الانغماسية "إتش بي ريفيرب جي2" اعتباراً من مطلع أكتوبر/ تشرين الأول، على أن تتاح أيضاً تدريجياً مع نماذج أخرى.

ولا يتردد اللاعبون في المشاركة في تحسين اللعبة من خلال تصميم مجسمات لمعالم شهيرة في بلدانهم أو مدنهم، يرغبون بإدراجها في اللعبة على شكل صحيح، ويمكن للمستخدمين الآخرين تحميلها.

وتسعى عملية المحاكاة إلى شفاء غليل المبتدئين والطيارين الافتراضيين المخضرمين، لكنها غير متاحة للجميع بسبب القوة الضرورية التي تحتاجها. فوحدهم الأشخاص المجهزون بأفضل الحواسيب مع تقنية الألياف يمكنهم ممارستها بطريقة أفضل.

(فرانس برس)

المساهمون